انكسار الأبد واستعادة روح الثورة والتغيير في سوريا
* * *
ربما يكون الحدث الأهم في التاريخ السوري المعاصر منذ استقلال سوريا وحتى الآن هو سقوط نظام الاستبداد البعثي وفرار الطاغية الأسد الصغير مساء الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.
ونستطيع القول إنّ هذا الحدث جاء تتويجاً لانتفاضة السوريات والسوريين ونضالاتهم التي استمرّت قرابة 14 عاماً، نضالاً ترافق بالكثير من التضحيات والخيبات والخسائر أمام تعنت الطاغية الذي أمعن في إذلالهم وتدمير عمرانهم، فخلف لنا بلداً مُمزقاً وشعباً مُفقراً وكارثة ملايين السوريات والسوريين الذي قُتلوا أو غُيبوا في سجون الاستبداد أو هُجّروا من ديارهم، نازحين بعيداً عن بيوتهم وأملاكهم، أو لاجئين في أصقاع العالم.
نعم، انكسرت حلقة “إلى الأبد” التي صنعتها تلك العائلة، فسقط الصنم ونظامه وهرب الوريث وسلالته، وهذا الحدث الذي وضع نهاية حكم آل الأسد في سوريا، شكّل بذات الوقت استعادة لروح الثورة والتغيير التي أطلق أطفال درعا شرارتها حين خطوا على جدران مدارسهم شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”، وهي الروح التي أملت علينا في البيان التأسيسي لرابطة الكتاب السوريين الصادر عَقب اجتماع القاهرة بتاريخ 17 أيلول/ سبتمبر 2012، أن نشدد على المرجعية الديمقراطية والتعددية الثقافية “فالحاجة ملحة إلى إيجاد إطار ديمقراطي ومستقل لعموم الكتاب السوريين، يعبر عن الواقع الجديد لسورية التي تولد الآن في شوارع الحرية”. وأن تكون رابطة الكتاب السوريين “إطاراً عملياً لنقد وتفكيك ثقافة اللون الواحد التي كرّسها استئثار حزب البعث الحاكم بالسلطات المادية والرمزية وسلوكه الشمولي الإقصائي على مدار عقود من حكم التعسف الأمني”.
لذلك نتوجه الآن إلى كل زملائنا في رابطة الكتاب السوريين وأصدقاءنا الكتاب/ات والمثقفين/ات والفنانين/ات والباحثين/ات للمساهمة معنا في عدد مجلة أوراق 23 الجديد، عدد يحمل مشاعرنا وأفكارنا وفرحتنا بانكسار “الأبد”، وبانفتاح المستقبل أمام سوريا الجديدة التي نريد، والتي سعينا إليها منذ البداية. مرحبين بأي مساهمة بحثية أو دراسة، نقدية أو إبداعية…
مع التنويه في الختام، بأنّ العمل في رابطة الكتّاب السوريين، بصفتها مؤسسة ثقافية مستقلة، لا تتلقى التمويل من أيّ جهة، وكذلك النشر في موقعها، وفي مجلة أوراق، يقوم على مبدأ العمل التطوعي، في ظل ندرة الموارد المالية المتاحة حالياً.
تتطلع هيئة تحرير “أوراق” إلى استجابتكم الكريمة، ويسرها أن تتسلم مشاركاتكم القيّمة، كملف وورد لزوم التحرير، في موعد أقصاه بداية شهر آذار/ مارس 2025، عبر إيميل المجلة:
anwarbader52@gmail.com
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام
هيئة التحرير أوراق
Leave a Reply