أينَ الرغيفُ

و كمْ أتى فجرٌ مخيفٌ

سامرَ الأرقَ المكابرَ

لاصفرارِالليلِ

كانَ الوقتُ يهرَمُ منْ ضجيجِ

الصمتِ منْ نومٍ يمرُّ على النجومِ

و يختفي مثلَ الكلامِ

و مثلَ ألوانِ الجريدةْ !!!

*

لو كانَ ينتظرُ السؤالُ على الطريقِ

فثَمَّ نحَّاتٌ

يُجدوَلُ في المواقيتِ الرتيبةِ

أو يُغيِّرُ شكلَ عاصفتي فأهدأُ…

ثمَّ أهدأُ ….

ثمّ أغرقُ في السكونِ

و أَرتدي لغتي البعيدةْ !!!

*

قد قالَ : حبركَ ساحرٌ

رسمَ النّوايا و استعارَ

غشاوةَ الحزنِ العتيقِ

و بعدُ ما قرأ المرايا و الوجوهَ

و دمعةً للخائفينَ منَ ( الذبابِ )

و راحَ يبتدعُ الخرافاتِ الجديدةْ !!!

*

في الحيِّ أرصفةٌ تنامُ على الغبارِ

و تشتكي للعابرينَ منَ الضبابِ

و للأحاجي … و الغيابِ

و تشربُ الماءَ المُبَلَّلَ بالدماءِ

و بالوصايا العشرِ

ترتشفُ النبيذَ لتنتشي منْ شدَّةِ

الخوفِ الرهيبِ

و منْ تخاريفِ المشاةِ على الخيالِ

و منْ أكاذيبِ الموائدِ،

و الحفاةُ لهمْ طريقٌ ثالثٌ

عبروا الرصيفَ بلا خطى

يتعكَّزونَ على قصيدةْ !!!

*

المُسرعونَ إلى الصباحِ

إلى فمِ المستقبلِ الوهَّاجِ

يرتبكونَ منْ سدِّ التشتُّتِ

للضياءِ على المدى

أو ينحنونَ منَ الرياحِ،

و قسوةِ الأخبارِ

فارتكبوا جريمَةَ ظلِّهمْ

تلكَ التي شهدَ الشهودُ

على تفاصيلِ التفاصيلِ

التي لم لم تكنْ أصلًا

و لكنْ هُيِّئتْ كلُّ المشاهدِ،

كلُّ أسبابِ المكيدةْ !!!

*

حتَّامَ تغتالُ الغرابيبُ

القداسةَ منْ عيونِ اللهِ

باسمِ (( الخالقِ الوطنيِّ ))

تنبتُ مثلَ ( طحلوبِ ) المسالخِ

أو تغيِّرُ جلدها،

و الخائفونَ بلا عيونٍ يُبصرونَ

الحربَ أورامًا حميدةْ !!!

*

يا أنتَ يا جمرَ الحرائقِ،

يارمادَ الأمسِ

يا منْ جانِحاكَ تكسَّرا في الفجر

تنتظرُ السماءَ لتُمطرَ الأشياءَ

منْ مَنٍّ و سلوى،

ثم تزرعُ للطيورِ سنابلًا

و تلمُّ للدهرِ الحصى

يا أنتَ تركضُ في النهارِ مسافرًا

بينَ المسافةِ و المسافةِ ثمَّ ترجعِ

خاليَ الخفَّينِ، تبتدعُ التعرَّقَ و التشوُّقَ

للمساءِ، تحضِّرُ الأحلامَ

تخترقُ المتاريسَ الخَؤونةَ للندى

تغفو عن الرؤيا، عن الآهاتِ

ما يدعُ التخيُّلَ أنْ تنامَ بلا عشاءٍ

فوقَ معدتكَ العنيدةْ !!!