صدر حديثًا عن دار العين للنشر مجموعة “طائرة درون تضئ فوق رأسي” للكاتبة إستبرق أحمد..
لا تتردَّد الكاتبةُ إستبرق أحمد في كتابة القصة بنَفَسٍ عميق، فتمنحنا قصصًا بهيَّةً يزداد اختلافُها وتنوُّعُها كلما تقدمنا في القراءة. فنرى معها دُمًى طافية فوق المياه آملةً في نجاة محتملة، كما نرى نعاجًا أسطوريَّةً ينشقُّ نهرٌ عنها فتبقى خالدةً حتى في البطون.
في هذه المجموعة القَصَصيَّة الآسِرة، تُصبِغُ القاصَّة الحياةَ على الجماد، فتعطي صوتًا إنسانيًّا لسمَّاعة أُذُن لننصت لألم صاحبتها، وندرك مدى عمق علاقة سيدة منزل مع المغسلة والخزانة والموقد، الذي يُحيلنا إلى سيلفيا بلاث ويعطي بُعدًا آخر لرحيلها المفاجئ.
تغوص إستبرق أكثر في العُمْق الإنساني للقصص الشعبية فتحكي، كما لم يحدث من قبل، عن ليلى التي تصاحب الذئب هذه المرَّة، وتجعلنا نلتفتُ لمدى حزن وسعادة شخصيات مثل مارلين مونرو وهند صبري وكاثرين كليفتون من الفيلم العظيم “المريض الإنجليزي”. مَن يصدِّق أن كل هؤلاء بين دفَّتَي الكتاب بين يديك عزيزي القارئ، ليقدم لك وليمة إنسانية لن تبدأ بها إلَّا وتنتهي منها في متعةٍ وأسئلة معًا.
Leave a Reply