وداعاً ..ليس للمسافر

جسدٌ
وأنت على السرير
أمامَ رائحةِ المكان
وفسحةِ اللاوعي في الجدران
تهمسُ بالندى
تتثاءبُ الأشياءُ ..حولكَ ..فيك
مثلَ أنوثةِ اللحظات
الآنَ وهي قريبةٌ
شغفاً إلى الذكرى
وأنت بعيدُها الأزلي
متوسداً أثرَ البكاء بمقلتيكْ
جسد هنا
ومن انكسار الآس حولكَ
يولدُ الوقتُ الذي سيمدُّ
ساقيةً إليكْ
وقت سيعلنُ
أنَّ أغنيةَ الحياة على جبينكَ
لن تنامَ مجدداً

لا تنتظرْ أحداً سيأتي
بابكَ الموصود ..نصفُ الشمس تسكنهُ

وما يبقى حنين
للتفاصيلِ التي كم عانقت
تعباً لديكْ
جسد هنا
وعلى الأريكةِ
يستريحُ الضوءُ من صخب الحياةِ
يعانقُ العطرَ الذي
عافته أنثاكَ الأخيرةُ
حينَ كانت تستحمُّ بكحلها
والروح ممطرةٌ عليكْ
جسدٌ هنا
لا شيءَ يستدعي اهتمامكَ
أيُّ أنثى تلكَ نافذةُ التأمل ؟
والقصيدةُ غادرت خلخالها الأزلي

وحدكَ ..
في شتاء العمر تبحرُ
تستقيل من الرؤى
أنا حاضرٌ
أنا غائبٌ
ويفيضُ صوتكَ في القيود
محاصراً شفتيك
يمتدّ جرحكَ يا أنا
فوقَ المدينةِ

عاشقاً

ومفارقاً
كل الحكاياتِ القديمةِ
أنتَ تحضنها
وتفلتُ من يديكْ.

نداءات الدِّما

على امتداد جفوني ينبت العدمُ
كأنّه فوق آلامي هنا صنمُ
فعتمةُ السجن تسقي كحل باصرتي
صوتَ القيود فهل ليلٌ سينصرمُ
أعانق القيد نعم الصاحبُ ارتسمت
له يداي فراشَاً وهي تبتسمُ
عشرون عاماً أنادي ليس يسمعني
سوى جدار أمانٍ حسبهُ سقم
لا يعرف الوقت اسمي فالمقيم هنا
رقماً يخطّونه ، قُبّحتَ يا رقمُ
الموت أمنية بيضاء نطلبها
إن أقبل الخطو بالويلات يحتدمُ
فللعذاب سواد كم نضيء له
أجسادنا سكناً ، لكنّه ألم
وكم رسمنا على الجدران شمس لقى

لكنّ أغلبنا غابوا وإن رسموا
فالأمنيات تراعي حلمَ صاحبها
حتى يموتَ ولا يبقى له حلمُ
أنا خلقت لأحيا كيف تقتلني
أليس عندك ما يغتاله الندم ؟
وكيف تروي بجرحي دهشةً صرخت
على سياطك؟ ، لو أن السياط فمُ
غداً ستشرقُ شمسٌ من عبير دمي
على بلادي وتروي عشقها الأمم
في الشام تختنق الأصوات إن هتفت
لكنّ بعض نداءات الدِّما قلمُ