أولئك الذين ماتوا بلا قبور

أين ستسكن مفاتيحهم القديمة؟

أوراقهم، مسودات خططهم، وجمالهم الذائب بين ذئاب العتم؟

أولئك الذين ماتوا بلا قبور

وسافروا بلا تذاكر إلى جهات غامضة

كيف سيصنعون الشاي لضيوفهم المعزين؟

أو يُعلِّمون أرواحهم التائهة النوم؟

وكيف سيكتبون مشاهداتهم عن الأرض لمكاتب السماء، ولا أبجدية، لا بيوت للموتى الصغار الضائعين الغرباء الحزانى، لا احلام في ليلهم الأبدي، ولا جنة أو جحيم ؟؟…

ما الذي فعلوه في لياليهم الأخيرة؟

هل استعطفوا الجلاد؟ طلبوا منه أن يحز سكينه بسرعة؟

بصقوا في وجهه كرسالةٍ أخيرة من الحياة إلى الموت؟

ترجوه أن يوصل رسائلهم العالقة في قلوبهم إلى أهلهم؟

أوصوه خيراً بالشهداء الذين سيتبعونهم عمّا قريب؟

ابتسموا في وجهه وقالوا شكراً لنجاتنا من عذابك؟

أهدوا أطفاله لوحاتهم التي رسموها في الزنازين؟…

وما الذي فعلوه بعد أن وصلوا السماء بلا بطاقة هوية؟

جلسوا على الجسر الفاصل بين الحياة والموت، وهم يؤرجحون أقدامهم في الهواء ويرمون أحذيتهم في وجه العالم المنافق؟

ضحكوا من نشاز ٍ تسلّل إلى أسمائهم المنقوصة؟

نظروا إلى صورهم الشخصية القديمة في سجلات الله، وتحسسوا أماكن أعينهم وأنوفهم المفقودة؟

كتبوا أغنية جماعية عن الأجنحة؟؟؟…

ثم…..

ما الذي سنفعله نحن الأحياء الذين نبحث عن عناوينهم؟

هل نحمل شجيرات الآس إلى أبدنا وندور بين المقابر؟

نسقي كل قبور العالم كي يتسرب نهرٌ صغير إلى قلوبهم الساكنة؟

نبكي فقط؟؟؟ !!!

نبكي ونعاهد الله ألا يموت شخص آخر – حتى الأعداء الذين قتلوا أبناءنا- بلا قبر؟؟؟!!!

(الصفحة الشخصية على فيس بوك)