إنْ عادَ صوتُكِ متخفّياً بين أسراب الطيور العائدة صوب البلاد،
سنسير معه حيثُ كنتِ تسيرين
وتشتُمين حظّ البؤساء،
سنسقط منه مُبعثَرين كقطَراتِ عرَقكِ المحفورة على المقاعد
على خشبات المسارح
على جُدران المُدن التي استندت إليكِ دهراً
على جباه المقهورين.
وإن عاد ظلّك، سيتعالى هديلُ أحفادنا تحته
فيلتقطون فُتاتَ الخُبز تحتَ ثوبكِ،
ليزرعوه بحكمة أهلِ الجنوب
ثم يشرعون بضماد جُرحهم
باسمين.
إن عُدتِ يوماً،
سنُراقبكِ بينما تتفحّصينَ بلهفة النوارس كُلَّ ما في طريقكِ
من المعاني والنُّدوب والأجساد
والحكايا
وعند خروجكِ إلى الضوء، سنُسدل السِّتار
ونخرجُ من القبور
من البوادي
من الأرصفة
من الأغاني
من الجهات
من المُعتقلات
من الخِيَام
من المقاصل؛
لننتظر أن نُصافحك وأنتِ مُتعبة، غاضبة، وتدخّنين كعادتك
وسنشهد دمعكِ مُجدَّداً
دمعكِ الذي يغسلُ القلوب.
*العربي الجديد
Leave a Reply