من أجل أطفالي
في البرد
يتحوّل الهواء إلى نار
يحترق جمراً أسفل قدميّ
وعليَّ أن أبقى يقظة
هنا بين زاويتين
بفستاني القصير
وبشباك الصيد المعقودة أعلى فخذي
وضوء القمر يطفو على جلدي
ببطء
تقترب شاحنةٌ عملاقة
تنقل جذوعاً مهربةُ من الغابة الأخيرة
على أطراف المدينة
من كل جهة
تتلاحق الأنفاس في الشارع
أمشي إلى عرينه المظلم
وبكلماتٍ مقتضبةٍ ورؤوسٍ مغلقة
ورائحة الويسكي الرخيص
يسحبني
وأنا أكزّ على أسناني
أعدّ نفسي بأن لا أحداً سيقبض عليّ ثانية
والرجل الويسكي
يهمس بصرامةٍ في أذني:
لا تثرثري
ثم
لم أعد متأكدةً ما إذا كان الرجل أو الويسكي
هو الذي يديرني بيديه المتصلّبتين
يبصقُ أوّلاً
يدخله بخرخرة
ومع كل رهزةٍ
تنزلق يداي إلى أسفل النافذة
وأتهدّم
خمس دقائق مرّت
وأطلقت شاحنة أخرى
بوقاً طويلاً وجنونياً
بينما رجل الويسكي يفرغ حمولته على ظهري
مع هديرٍ يتلاشى في المسافة
هكذا يحدث الأمر
مع ورقةٍ من فئة الخمسين يدفعها على مضض
وأعود إلى نار البرد
بين زاويتي شارع
بانتظار التالي
حتى الإجازة المقدّسة
يومٌ واحدٌ في الأسبوع
أخصصه لأطفالي.
اسمك في الأفق
كلّما كتبتُكَ
في ملتقى الأرض بالسماء
تهبُّ الرياح
يُمطر الغمام
ويمحي اسمكَ مرةً تلو مرة
لا نموتُ
حين نلفظ الرمقَ الأخير
بل عندما شخصٌ في أنفاسهِ الأخيرة
ينطق اسمك
***
عندما يُراسَل شاعر
الموتى في العصور القادمة
تتساءل
ما الذي يجعل الشخصَ غريب الأطوار
إن لم تعرف الإجابة بعد
حاولْ كتابة قصيدة
أملٌ وحيدٌ
شخصٌ وحيدٌ يسير على حبلٍ مشدود
فارداً ذراعيَّ
ممسكاً بعصا الاتزان
لحظاتُ الأمل
تطفو في نغمات البيانو
أو تحلِّق في صوت الناي
العيش أنني أسير بمفردي
مع ذلك الشخص الوحيد
القابض على عصا الأمل
عطشان
كنهرٍ جافٍّ يجري بدموع الناجين
من المجاعة
***
إلى أن تكتمل
الأرض تدور على محورها
لا تنتظرْ شيئاً
أنتَ أيضاً
أعطِ كل ما يُمكنك أخذه
وخذْ ما تحصل عليه
في كل مرةٍ نساعد أحداً
تكتمل قطعةٌ فينا
الحب مَن عمل قاتلاً
عفا عنه الزمان
والحياة مجرّد كرسيٍّ متحرك لجسدك
اهتمْ بالأشياء أكثر من الناس
الأشياء استعاراتٌ يمكن فهمها
شيئاً فشيئاً
اطوِ جناحيك خلف ظهرك
اضغطْ منقارك كفم إنسان
أخفِ مخالبَكَ في حذاء
ألصقْ أذنيكَ بجدران الرياح
واستمعْ إلى أخبار العصور القادمة
عشْ قصيدة نثرٍ تَقرأ نفسَها
وأعطِ كل ما يمكنك أخذه
الحياة مشيٌ بمحاذاة الأسرار
عندما تستأنسُ بالنجوم
تشعر أنَّ شخصاً يشاركك النظر
قريباً منك
لا تعرفه
ولا إن كان موجوداً حتى
هذا الفراغ المعذِّب معناك
لا نهايتَه بدايتك الدائمة
أعطِ كل ما يمكنك أخذه
إلى أن تكتمل كلّ قطعةٍ فيك
***
نصيحة النساء للجميع
تستمعُ للجميع
وتتكلمُ كما تريد
تشعُّ سحراً وسط الحشود
يبدؤون في وصفك
تتألق
يبدؤون في حصرك
تتألق وسط الناس
يبدؤون في كسرك
تشعر بأنَّ كل شيءٍ متساوٍ
ولا تفرّق بين أحدٍ منهم
يبدؤون في السخاء معك
توافق على فكرة التبعية
يعاملونك مثل الملوك
تستمعُ بالتدليل
يبدؤون في انتقادك
تتحدّث لغتهم
يصفونك بالأحمق
تغير تصوّرك
يتّهمونك بالغباء
تقبل بهذه البلطجة
ينتهون بتعذيبك
هذه هي حياة النساء
*أوكسجين
Leave a Reply