ترجمة: نعيمة عبد الجود
قصيدة “الصقر جاثماً” Hawk Roosting ، تعد واحدة من قصائد الشاعر الإنجليزي تيد هيوز Ted Hughes (1930-1998) التي تحظى بشهرة عالمية واسعة، وتقريباً لا يخلو أي كتاب دراسي أو جامعي منها سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة. ويلاحظ أن تيد هيوز Ted Hughes في هذه القصيدة لا يركز إلا على شخصية صقر، فيجسده ليتكلم، وما يتفوه به يجعل القارئ يغوص فيما يعتمل بداخل رأس الصقر من أفكار تتميَّز بالهدوء والاقتضاب؛ وبذلك يكتشف عن منبع قوته الكامنة، ويسبر غور سبب نظرة البشر إزاء الصقر بأنه رمزًا راقيًا للرفعة والسمو، والاستغناء عن الانخراط مع الآخرين. وعلى لسان الصقر، يقول تيد هيوز Ted Hughes:
على ذروة الغابة استويت بعينين مغمضتين
بلا حراك، وبلا أحلام خادعة
تتسلل عبر رأسي المعقوف، ولا قدمي الخطافي:
أوكلَّما غفوت، أتدرَّب على قتلٍ ثمَّ أكلٍ دون شائبة.
أهمية الأشجار الشاهقة!
انسياب الهواء وأشعة الشمس عبرها
مصدر نفع لي؛
وأمَّا الأرض فتكشف وجهها لي لأنقِّب عن الفرائس.
قدماي مُحْكَمة علَى اللُّحاء الخشن.
لقد استلزم ذلك مني أمداً يضاهي عُمر الخليقة؛
لأسبك قدماي وريش جسدي على ذاك النحو.
وحالياً، تطبق قدماي على خلائق بداخلها.
أوقد أحلِّق ببطء في دوائر نحو غمد السماوات –
أقتل حيثما شئت؛ فالوجود ملكًا لي.
جسدي خالٍ من السفسطة،
خُلُقِي هو حز الرؤوس.
كمّ الموت الذي أذيقه للآخرين.
ما يكفيني خلال رحلة واحدة مباشرة
عبر عظام الأحياء.
ولا يوجد أي جدل يؤكِّد ذاك الحقّ.
الشمس جاثمة خلفي.
التغيير لم يصب شئ البتة، منذ فجر مولدي؛
فلم تسمح عيناي للتغيير بأن يحدث.
ولسوف أُبقِي الحال على ذاك المنوال دوماً.
Leave a Reply