حسين جرود
شاعر سوري، يقيم في ريف إدلب، درس الهندسة الإلكترونية وعمل في كتابة التحقيقات الصحفية، نشر مقالات ونصوص أدبية في مجلات سورية وعربية عديدة، منها: سوريتنا – الحركة الشعرية – جيرون – بلا رتوش، صدرت له مجموعة شعرية بعنوان “فلسفة القاع”.
أوراق- العدد10
أوراق الشعر
-١-
لم أكنْ أعرف
أو لم أكن أجرؤ على الاعتراف
بل لقد تعبتُ من ترديدها
“دوري انتهى في هذا العالم”.
…
ربما كانت المشكلة في المكان
…
لكني لم أكن أعرف
ولم أكن أجرؤ على الاعتراف
بل لقد تعبتُ من ترديدها
أنا جبان
…
أُفضِّل أن أجلس عشرات السنوات
أتأمَّل النهايات
على أن أبدأ بداية جديدة
…
أمشي في طريق بشكل متكرّر
عندما يمشي شخص ما في طريق بشكل متكرّر
يكنُس رمل المكان, كل يوم
حتى يقتلعَ القلب
…
الخطوات
تزيحُ الرمل رويداً رويداً
النظرات، تحملُ لي الخيبة
…
لا شيء يمكن أن يستمر،
كنتُ أقول
لا أدري هل أصبتُ بالجنون
مع أنني كنتُ أضحك
يوماً ما انتهى هذا العالم
وأتى غيره
-٢-
طابورٌ طويل في خزانة مغلقة
…
بعيداً جداً عن تلك الكوابيس
كجدار
…
معلَّقٌ من رقبتي بآلاف الصور
لم أُهزَم بعد
فقط مُسحَت بي الأرض عشر مرات
لعنتُ في كل مكان
وطردتُ من كل مكان
وهربتُ من كل مكان
بلا سبب
…
مبدئياً، أريدُ أن أخرجَ من هذا العالم
وفي المحصّلة، لم يعدْ ينفع
أن أسامحَ أحداً
تلكَ الأشياء أكَلَتْني
ليتني قتلتُ الجميع
ربّما بعد ذلك
أعيشُ قليلاً
بقلبٍ أبيض
-٣-
عندما تذهب إلى العطلة
تأخذ معك قيود العمل
عندما تذهب إلى الحلم
تأخذ معك قيود الواقع
عندما تذهب إلى الطبيعة
تأخذ معك قيود المدن
/
حَمَلْنا حجرة ووَضَعْناها فوق حجرة أخرى
نحاول أن نتذكّر تلك اللحظة
قبل أن نفعلَ شيئاً من ذلك
/
قتلوكَ
إذ جعلوك ابناً
/
لا أحد يريد أن يكون وحيداً
وحدي كإله
هذا هو الحلم
/
ربما لحظة
لحظة واحدة.
تعبر كالشعر
/
هذا العالم رغم غبائه
يبدو أحياناً
جميلاً جداً
معرض صور بلا وجوه
-٤-
فقدتُ جميع الأشياء
وما زال القمر يظهر ويختفي كما يشاء
كعملة قديمة
في السماء
خلف الجبال
في الساحات
في الأسواق
على الورق
لا أملك ترف الصدق
أتسلّى فقط
بتزوير الوقت
/
الكلمات تمضي كما تشاء
كأنك تعيش ما جرى
بالتصوير البطيء
/
طرقات مهجورة
كأمعاء جائعة
/
كلما حبست أنفاسي
تظهر النسخة الأخيرة من السماء
/
عدد لا نهائي من المسودات
لكل قصيدة
عدد لا نهائي من القصائد
لكل مسودة
/
الحاجة لصخور
لأشجار
لعلامات
انتهت
/
هنالك خطأ ما
بكل بساطة
هذا العالم قبر
