سوسن جميل حسن: “فرسان الحرية في الثقافة الروسية”: غوص الأدب بقيعان الاستبداد

0

“سقوط الأنظمة الديكتاتورية جدير بالتفكير أكثر مما هو جدير بالتصفيق، فالديمقراطية لا تجلس على تخوم الديكتاتورية منتظرة إذنًا بالدخول… المهم ألّا نربّي الديكتاتور ونوصله إلى عرض السلطة ونحن نحتفل بسقوط الديكتاتورية”. هذا ما جاء في كتاب “فرسان الحريّة في الثقافة الروسيّة” للكاتب السوري منذر بدر حلّوم، الصادر حديثًا عن مؤسّسة ميسلون. ولأن تجارب التاريخ البشري متشابهة، فإنه يستحضر فترة من تاريخ روسيا/ الاتحاد السوفياتي، من خلال أدبائه، الفترة الجديرة بالدراسة والتحليل، فقد جاء على لسانه في الكتاب: “حتى تسعينيات القرن الماضي لم يكن القراء العرب، ولا حتى الروس، يعرفون إلا القليل من الأدب الروسي ـ السوفياتي إلّا الرسمي (الإيجابي) منه، الممهور بخاتم مؤسسات الرقابة الأمنية”، وفي هذا الكتاب ما يمكن اعتباره قاعدة بيانات تساعد الدارس والمهتم، في فهم الأنظمة الاستبدادية، ودور الأدب في مقارعتها، والثمن الذي يدفعه الأدباء، لذلك كان على امتداد الكتاب (280 صفحة) يجري الإسقاطات على الواقع السوري، قبل الثورة وخلالها، ويحيي ما كانت السنوات العشر المنصرمة قد طمسته في ذاكرة الناس، أقلّه في الوقت الحالي، بعد أن تحوّل الفرد السوري إلى شبه مسرنم، جلّ تفكيره تأمين الرمق بما يبقيه على قيد الحياة.

صاحبة الجلالة “الحريّة”
الحرية عتبة أساسية للكتاب، وباعتبارها تيمة أدبية، لفت المؤلف إلى نقطة مُؤسّسة، انطلاقًا من الصراع بين الحريّة والضرورة، تقول إنه، في روسيا، غالبًا ما شغلت مشكلات الحياة الواقعية التأمّلات الفلسفيّة، لذلك لم تجد تعبيراتها في الفكر النظري كما وجدتها في الأدب والنقد الأدبي والصحافة، وقد مثّلت الرواية الروسية انعكاسًا رمزيًّا للبحث الفلسفي الروسي والأوروبي، من أكبر الأمثلة مؤلّفات ليف تولستوي، وفيودور دوستويفسكي، وإذا كانت هنالك خصوصية لفهم الفلاسفة الروس للحرية، التي تكمن في أنها ترتبط بقيم دينية وأخلاقية سامية، فإن التقاليد الفلسفية الأوروبية تربط الحرية بالحقوق، بالقانون، بحياة الإنسان في المجتمع، وبجلّ قضايا الحرية المطلقة، كما جاء في نهاية المقدمة.
يتوزع الكتاب على مقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة.

ضرورة الحرية
تحت عنوان “دوستويفسكي يحاكم يسوع”، يسترجع محاكمة الكاردينال الأكبر ليسوع في الإخوة كارامازوف، فيذكّره كيف رفض العروض التي قدمها (روح الدمار والعدم في الصحراء)، قائلًا: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، لكن المتمرّدين سيصرخون أمام قادتهم: استعبدونا ولكن أطعمونا. ويتابع الكاردينال: وسوف نوهمهم مع ذلك، بأنهم يطيعونك أنت، وبأننا نحكمهم باسمك.
إن الحاجة إلى الحرية تعكس وعي الفرد لوجوده الثقافي، الذي يتشكل خارج الضرورة البيولوجية، أو بما يتجاوزها، ولكونه وجودًا منفتحًا فهو يحتاج إلى الحرية، فلا معنى للحديث عن طلب الحرية خارج فرديّة هذا الطلب، وخارج مفهوم وعي الحاجة إليه، ووعي ضرورة الوجود الثقافي للإنسان. لكن، هل يمكن تحقيق الذات ثقافيًا لدى أفراد يستهلكهم تأمين عيشهم؟
ثمة من يرى في الوجود الثقافي معطًى، كالوجود البيولوجي، ولهذا الرأي ما يعزّزه لدى العقائد الدينية المغلقة، ولدى العقائد السياسية المغلقة أيضًا، فهل يكون حملة هذا الوعي على حياد من مسألة حرية الرأي والتعبير والحريات الأخرى الضامنة لها؟ أم أعداءً لها وخدمًا للطغيان والأنظمة الاستبدادية على مختلف مسمياتها؟ وهل الغلبة للمشروع الثقافي في السعي إلى الحرية على المشروع السياسي؟ وإذا كان كذلك، فما هي نقاط الارتكاز فيه؟
هذا السؤال الجوهري الذي يفكّكه الكتاب، عادًا الشخصية نقطة ارتكاز، من حيث كونها مقولة حرية، فالحرية لا تترسّخ في المجتمع ما لم تحمل على الشخصية، والشخصية لا تقوم من دون حرية، وعليه فإن سمة المجتمع البشري هو الاختلاف وليس التماثل، من وجهة نظر بيولوجية وفلسفية، إلّا أن الأنظمة الاستبدادية تقضي على الاختلاف وتكرّس التماثل، يقول في الكتاب: “إنها لمفارقة مؤلمة، أن تقوم الأيديولوجيا التي تمجّد دور القائد الفرد، بإلغاء كل الشخصيات الأخرى، لتكفل له الامتياز والتفوق في كل شأن، كما كانت الحال في ظلّ الستالينية في الاتحاد السوفياتي السابق”.
لكن بأي شيء غير التمايز والاختلاف تكون الشخصية؟ يحاول المؤلف الإجابة عن هذا السؤال بمراجعة أطروحات عدة، (فلسفة الأسطورة) لأليكسي لوسيف، على سبيل المثال، ليخلص إلى نتيجة مفادها أن الشخصية، بما تكونه من وعي للذات، ووعي لإرادة التحقق وشروطه، وبما هي واقعة إبداعية، تكون مقولة حرية، فالوعي والإرادة مشروطان بالحرية، إنما هذا يتطلّب وعي الحرية أيضًا. ويتطلب أن تكون الشخصية في حالة صيرورة دائمة، وأن اللامبالاة هي مقتل للشخصية والحرية، وليس أكثر تعبيرًا عن هذا في الأدب الروسي، من رواية “أبلوموف” للكاتب الروسي إيفان غانتشاروف، فلا مبالاة الناس “أدّت ذات يوم إلى انهيار بلاد يبكونها إلى اليوم”، يطرح المؤلف السؤال المنطقي: ما ومن الذي حشرهم في هذه اللامبالاة، وجعلهم كائنات بلا شخصية ولا حريّة؟ “إنه الاعتكاف عن ممارسة الحياة، نحو حياة تمارس نفسها، كحال أبلوموف”.
تتدخل الأنظمة الاستبدادية الشمولية في علوم البيولوجيا، كما حصل في عهد ستالين، عندما قام ليسينكو، إرضاء لرغبة ستالين، بطرح نظريته “تعاليم ميتشورين” القائلة بكائن قابل للتشكيل أيديولوجيًا، وبالتالي خلق أشخاص متماثلين لخدمة الأيديولوجيا، لا يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة للأديان التي ترى في العقل أسطوانة مغلقة كتب فيها كل شيء مسبقًا، وما حياة الإنسان سوى تعبير مختلف الأشكال عمّا دوّن فيه لحظة خلقته السماء. حول هذا السجال، أو هذه الثيمة (ثقافي/ بيولوجي)، كان للأدب اشتغاله، كما في رواية “الثياب البيضاء” للكاتب فلاديمير دودينتسيف، وقصة فارلام شالاموف “ويسماني”.

“فرسان الحريّة” 
تحت العنوان أعلاه الدالّ على نبل القضية التي نذر لها الأدب نفسه، وناضل الأدباء في سبيلها فقارعوا أعتى الأنظمة، وهو أطول فصول الكتاب- 135 صفحة، يتناول المؤلف تجارب عدد كبير من الأدباء والشعراء الروس، إن كان لناحية حياتهم، التراجيدية في قسم كبير منها، أو لناحية منجزهم الإبداعي، فها هو ميخائيل بولغاكوف الذي قال يومًا: “إذا فكّر واحد من الكتّاب بأن يعلن يومًا بأن الحرية ليست ضرورية، فإنه سيكون مثل سمكة تعلن على الملأ بأنها ليست في حاجة على الماء”، يخاطب الحكومة السوفياتية في رسالة وصلت إلى ستالين، بعد منع مؤلفاته، بأن هناك من نصحه بكتابة “مسرحية شيوعية”، بهدف التخلّص من العوز والملاحقة، والموت المؤكّد في النهاية، لكنه لم يأخذ بالنصيحة، ثم يستعرض المؤلف عددًا من مؤلفات بولغاكوف، واضعًا إياها على طاولة النقد، مستنطقًا ما ترمي إليه، من دون عزلها من سياقها، مثال عليها قصة “مغامرة تشيتشيكوف” المبنية على رواية “غوغول” “الأنفس الميتة”، وذلك في الدور الذي اختاره لنفسه في هذه القصة، وقد أورد المؤلّف منذر حلوم مقطعًا طويلًا منها، قام بترجمته عن الروسية، ليتوقف عند العنف الكامن في هذه الشخصية، ويناقشه، كتيمة وسلوك مستشرٍ في ظل القمع والاستبداد، إذ ينمو ويتطور في أقبية الشخصية كما في سراديب المجتمع، مواكبًا لتطوره في أقبية المخابرات.

وفي رواية “الثياب البيضاء” للأديب فلاديمير دودينتسيف، والتي تدور حول مأساة علم الوراثة السوفياتي، يحضر ستالين بصفته حكًما تحتكم إليه جهتان متناقضتان، جهة تقول بالحقيقة العلمية، وأخرى لا ترى حقيقة في ما يناقض الأيديولوجيا. ليسقط الأمر على واقعنا فيقول: “وعلى أمثال ستاليينا المحليين، تجد في جعبة كلّ منا من هتفوا بحياة جلّاديهم ويهتفون، ممّن رأوا في استبداده رحمة ويرون… وفي أرحام الراكعين يرتسم الطغاة، ومن بطونهم يولدون، وعلى رؤوسهم المطأطأة تنبني العروش”، وانطلاقًا من هذه الخلاصة، يمكن فهم ما جرى مع الشاعر والروائي بوريس باسترناك، الذي جرى “تسميمه”، وهذه الكلمة تعبر في عرف تلك الفترة عن حملات السلطة على الكتّاب المعارضين، فبعد نشر روايته الشهيرة “دكتور جيفاكو” خارج الاتحاد السوفياتي، فُصل من اتحاد الكتاب ـ ما أشبه اتحادات الكتاب ببعضها بعضًا ـ وشُنّت عليه حملات تسفيه وتشهير، ونُعت بالخيانة واستهداف الروح الثورية واللحمة الوطنية. وفي هذا ما يذكّر بالأحكام الدارجة في سورية: إيهان عزيمة الأمة. وفي هذا الصدد، يقول المؤلّف: “كثيرًا ما تُفتح حاويات القمامة في مقاهي الثقافة في دول الاستبداد، والأغلبية تقول: “لم أقرأ الكتاب، لكنني أعرف أن صاحبه حاقد وثأري وغير موضوعي”… لكن اللافت أن بعض الأدباء انضموا إلى جوقة المسفّهين، وهذا أمر يحصل حتى لدى النخبة الثقافية، إذ إن صاحب الدون الهادئ ميخائيل شولوخوف، كانت ردّة فعله على منح باسترناك جائزة نوبل “أبصق في وجه يهوذا”، في برقية أرسلها إلى اتحاد الكتاب، لكن شولوخوف تعرّض لموقف مشابه، عندما شكّك سولجنتسين بأنه كتب “الدون الهادئ”، بل هي من تأليف الضابط الأبيض فيودور كريوكوف”.
أمّا أولغا بيرغوليتس، التي توصف بشاعرة المقاومة، فمصيرها كان مشابهًا لمصير آنا آخماتوفا، كلتاهما اعتقل زوجها، وأعدم في المعتقل، وعانت من الملاحقة والاضطهاد، كتب عنها الشاعر يفغيني يفتوشينكو: ثمة للنصر وجه مثقل بالمعاناة، وجه أولغا فيودوروفنا بيرغوليتس. فهي، عندما استدعيت للتحقيق بعد اعتقال زوجها الشاعر بوريس كونيلوف عوملت بقسوة، وداسوا على بطنها بأحذيتهم الغليظة، فأجهضت جنينها. كانت تشحذ مشاعر الصمود والمقاومة من الإذاعة وقت حصار لينينغراد، وفي دخيلتها كانت ناقمة على الحرب، رأت فيها أن هناك طرفًا ثالثًا عدوًّا للإنسانية، شقّ الإنسان الواحد إلى نصفين يفترسان بعضهما بعضًا “ليست هنالك جريمة أكثر وحشية بحق الإنسانية من جريمة ذلك الثالث”، لم تكن من عبدة ستالين، لكنها كانت تخاف من انهيار بلادها.
أمّا محاكمة الشاعر برودسكي، فتكاد تكون نوعًا من السوريالية، نفي لمدة خمس سنوات بتهمة الصعلكة، فهو متبطّل كما وصفته المحكمة، لأن الشعر غير معترف به كمهنة تخدم الوطن، جاء في نص الحكم “واظب برودسكي على عدم القيام بواجب الإنسان السوفياتي، في إنتاج القيم المادية وتأمين حاجاته الشخصية… وكتب وقرأ في الأمسيات قصائده المنحلّة..”، ثم الحكم عليه بـ”النفي إلى أماكن نائية لمدة خمس سنوات مع إرغامه على العمل الإجباري”.
الشاعر مندلشتام كتب قصيدة ضد ستالين كانت بمنزلة حكم الإعدام بالنسبة له، وكانت تهمة التروتسكية كافية لإعدامه كغيره من الشعراء، فقد ألصق التهمة به ميخائيل بولافين، أمين منظمة أدباء فورونيج، بلدة مندلشام. كذلك حكم على الشاعر دانييل أندرييف بخمسة وعشرين عامًا من السجن بسبب مخطوط رواية لم تنشر، كذلك على زوجته، لكنه قتل في السجن، “فهل الوجود الشعري أقوى من الجلاد، أم هو الوجود الشعري عصيّ على الموت؟ أم هي ذاكرة القهر تجعلنا نعاند حتى النهاية، أم هي وحدة القهر ووحدة الرفض ووحدة الحرية؟”، يتساءل المؤلّف.
أمّا سولجنتسين، فقد حاول طوال حياته الإجابة عن السؤال الصعب “ما الذي يجب فعله كي لا يتنازل الإنسان عن شعرة واحدة من شخصيته؟”، حكم عليه لثماني سنوات مع الأشغال بسبب رسالة إلى أحد أصدقائه سمّى فيها لينين “فوفكا”، وستالين “باخان”. نُفي بعدها، وجُرّد من جنسيته السوفياتية في العام 1974، بتهمة خيانة الوطن، فعاش في الولايات المتحدة، وتفرغ للكتابة، وهناك ألف كتابه “الدولاب الأحمر”، الذي يعد حصيلة نهائية لبحث تاريخي أدبي عرّى فيه بشكل فاضح النتائج المدمرّة للانقلابات الثورية في روسيا، ولم يستلم جائزة نوبل التي منحت له إلّا بعد أن فقد جنسيته.

خصّص المؤلف مساحة واسعة لسولجنتسين، دارسًا عددًا من أعماله، ليخلص إلى أنه “واحد ممن فهموا كثيرًا عن طبيعة الإنسان الذي بنى السجون والمعتقلات، وتفنن في اختراع أساليب التعذيب والقتل… وفهم أنّ الحيّ، عبر التبعية التامة والمطلقة، يفقد الخاصيّة الأساس للحياة، الحريّة”. ومن خلال أدبه يمكن التعرف إلى أدب السجون والمعتقلات، وإلى القدرة التي يختص بها الأدب من دون غيره في الكتابة عن هذا العالم الرهيب، بما يرضي حاجة معرفية عن دقائق السلوك البشري، في عالم أشد شذوذًا من العوالم التي تضحكنا جدًا وتبكينا جدًا.
أمضى الشاعر والكاتب فارلام شالاموف ما يقارب العقدين في المعتقلات، وهو المعروف بأعماله الإبداعية الأصيلة التي تأتي من صميم قيعان الواقعية الاشتراكية. يقول عنه المؤلّف “إنه واحد من الكثرة العامة التي قتلت لأنها تحسّ وتفكّر وتعرف”. لقد أنتج شالاموف، القادم من الجحيم، أدبًا يخلو من الحقد، رغم فظاعة أحوال الحياة التي عاشها، ووحشيتها.

رسائل أخلاقية
في الفصل الثالث من الكتاب، يدرس تيمات مؤلفات بعض الأدباء، ومنهم ديمتري ليخاتشوف تحت مسمّى “أبقِ غضبك باردًا”، الذي دعا إلى الإعراض عن ممارسة العنف والشر، وعدم مقابلة الطغيان بالطغيان.
وفي “الدون الهادئ” لشولوخوف، الذي تقاتل أبناؤه ولم يثمر القتال إلّا عن موت عاجل وآخر آجل، فإنه بعد الحرب الأهلية وُضعَ كلّ إنسان أمام سؤال صعب: “مع من أنت؟ هل تستطيع أن تتبين وطنك في مثل هذه الحرب؟ وهل تبقى الدولة دولة إذا عصفت بسكانها الحرب الأهلية؟”. الإجابة الحقّة تحتاج إلى تماسكٍ روحي وأخلاقي وبصيرة وطنية نافذة. يستفيض الكتاب في دراسة “الدون الهادئ”، ليستخلص المقولات المؤثرة منها، فيجعل القارئ، العربي عمومًا، والسوري على وجه الخصوص، يستحضر واقع الحال الراهن، بما ينضوي عليه من مشتركات كثيرة، وكأن الديكتاتوريات تستنسخ نفسها، في السلطة وفي المجتمعات الواقعة تحت سيطرتها.
“لا أحد يعرف عدد الذين أعدموا، أو اعتقلوا، من الشعراء والكتاب، وعدد الذين سحقت أرواحهم فما عادوا قادرين على الإبداع”. هذا ما قاله فلاديمير موارافيوف في الجريدة الأدبية 1989. أما منذر بدر حلوم، فيقول: “ولما كان نسيان ضحايا القمع يخدم ورثة الطغاة والجلادين، فلتكن ذاكرة الأدب لا كما يريد لها الطغاة، لتكن فاعلة تستحضر دم الضحايا من عمق أقبية التعذيب، وأنفاق الإعدام، فإذا به دم كرامتنا ورجولتنا المسفوح، وإذا بالضحايا أخوة لنا تقيّأوا حيواتهم بدلًا من أن يصنعوا الجمال”.

*ضفة ثالثة

*عنوان الكتاب: فرسان الحريّة في الثقافة الروسيّة ..المؤلف: منذر بدر حلّوم