يوم 31 اكتوبر تشرين الأول 2022 وفي مؤتمر للطلبة التونسيين في الجامعات التركية تحدث رئيس اتحاد الطلبة السوريين في تركيا محمد السكري عن نظام الأسد وجرائمه فامتعض القنصل التونسي وانسحب، والمعروف أنه تابع للنظام الإنقلابي في تونس والذي واجهته الشكلية الرئيس التونسي الحالي قيس سعيد، وهذه الأيام يشارك مخرج النظام السوري عبد اللطيف عبد الحميد بأحد أفلامه في مهرجان للسينما العربية في تونس، وكان قيس سعيد قد التقى وزير خارجية النظام، وأرسل تحياته للأسد المجرم. وقامت صحيفة عمانية بلقاء مؤخراً مع بثينة شعبان مستشارة الأسد لتتنطع بالحديث عن صمود زعيم حارتها وقرارات سوريا “الاستقلالية”. وفي الجزائر حاول نظام تبون التسويق للأسد لإعادته للجامعة العربية من بوابة القمة العربية، وتم افتتاح مشفى ميداني لمجرمي حرب النظام في حمص باسم محمد بن زايد الاماراتي. وقبل فترة قريبة زار الحية المسؤول في حماس الأسد والتقى به. وكرم الرئيس اللبناني المنتهية صلاحيته سفير نظام الأسد في بيروت. وقام رئيس سلطة الأمر الواقع من بقايا أوسلو الفلسطيني محمود عباس بتكريم بومة النظام ذات الصدور العارية سلاف فواخرجي ومنحها جواز السلطة الفلسطينية وهي المتمتعة بجواز سفر الكاريبي الذي يمنحها حرية التنقل في العالم وتعيش برفاهية في إحدى أرقى أحياء اسطنبول.
جميع هذه التحركات السامة لأنظمة صفراوية بعيدة كل البعد عن الإنسانية، إذا تجاوزنا التضامن العربي أو الإنتماء العربي كما كانوا يكذبوا علينا لعقود طويلة، تثير التساؤلات حول شرعية هذه الأنظمة ذاتها تجاه شعوبها ومستوى تقدمها على مستوى حقوق الإنسان.
ربما لا تعجبني جميع الأنظمة العربية لكن لازال بعضها يضج علناً على الأقل برفض وجود وعودة النظام السوري وإعادة تأهيله للجامعة العربية، وبالفعل أسقطت الدول العربية المؤيدة للشعب السوري وثورته محاولة النظام الجزائري الفاشلة وأعوانه لبعض الدول العربية من هذه الإعادة، وهي نقطة انتصار للشعب السوري باستمرار تجميد عضوية النظام اللاشرعي السوري، واستمرار مقاطعته، وهي دول مشكورة ونقطة مضيئة لتاريخها وتثبت أن الضمير العربي لم يمت بالكامل بعد.
لا للتطبيع مع نظام الأسد
الأمر الجيد هو استمرار الثورة السورية ونجاحها في تطبيق مبدأ لا للتطبيع مع هذا النظام العائلي الفئوي البشع ولازالت الثورة تحقق المزيد من النجاحات في هذا المجال، فهي تستمر بفضح جرائمه من فضيحة حفرة التضامن لفضيحة إحراق جثث المنشقين والمعتقلين في درعا، فالجريمة لا تموت ولا تختفي بل هي علامة بارزة في جبين القاتل ومن يتعاون أو يتضامن أو يتعامل معه وبالتالي هو شريك بجريمته في قتل مليون سوري وتهجير نصف الشعب السوري وأكثر من ربع مليون معتقل.
الغريب أن الأنظمة العربية السامة تلك تقود عملية الثورة المضادة لدفن الثورة السورية ومحاربتها والتماهي مع دعايات النظام تماماً كما دفن الأسد وأحرق مليون سوري، والعالم المتقدم والحضارة البشرية لا يمكنها الاستمرار مع مثل تلك العقليات الفاشية المناهضة لتحرر البشر، وبالتالي فانتصار الثورة السورية في النهاية ستعني بالضرورة انتصار الإنسانية جمعاء.
*خاص بالموقع