كيف تفعل مارغريت آتوود ما تفعله؟

0

ترجمة عبد الوهاب سليمان

اشتهرت مارغريت آتوود التي تبلغ من العمر ٨٢ عامًا، والفائزة بجائزة بوكر وجائزة آرثر سي كلارك، بروايتها الدستوبية «حكاية الجارية»، والتي تحولت إلى مسلسل في عام ٢٠١٧. أصبحت حكاية الجارية جرس إنذار ثقافي، يحذرنا من أخطار المجتمع الشمولي حيث تكون حقوق الإنسان فيه بعيدة عن الرسوخ. بيد أنها أيضًا مؤلفة لأكثر من خمسين عملًا بين الشعر والرواية والروايات المصورة والمقالات النقدية. أصدرت آتوود مؤخرًا كتابها الثالث في مجال المقالات، وحمل عنوان «أسئلة ملحة»، امتدت مقالاته من فترة ما بعد ١١ سبتمبر بين عامي ٢٠٠٤ و٢٠٢١. تحدثت مارغريت آتوود من مكتبها في قبو منزلها الواقع في تورونتو عن شربها لعصير البنجر، وقراءة المراجعات الخاصة بكتبها، ومزايا التسوق بحقيبة تسوق ذات عجلات.

عن الروتين الصباحي

أستيقظ حوالي السابعة والنصف أو الثامنة صباحًا. أحضّر القهوة وأتناول الإفطار، وأفضل تناول الفاكهة، وأحرص في هذه الأيام على شرب عصير البنجر، إذ يخفض ضغط الدم. عادة لا أكلف نفسي عناء طهي الأشياء اللذيذة لنفسي. في حالة وجود الصغار من أفراد الأسرة بمحل الإقامة، فإنهم قد يحضرون التوست الفرنسي أو يبتكرون وصفة باستخدام عنصر غذائي أساسي للأجيال الشابة يدعى حبوب الشيا. ثمة العديد من المواد الغذائية للشباب لم تكن موجودة في السابق مثل الكرنب الأجعد [كيل]. ليس لدي اعتراض على هذه الأشياء.

عن يوم عمل نمطي

أراجع مساعدتي لوسيا، ونستعرض جدول المهام (حظيت بمساعدة منذ أن أنجبت ابنتي). لدينا قائمة بالمهام الجارية مع مواعيد نهائية. تعطيني لوسيا ورقة مكتوب عليها، مثلًا، “الأمل ينادي”، والعمل المطلوب مني. تختلف المهام في القائمة، وحاليًا هناك الكثير من المقابلات قبل شهر من إطلاق الكتاب [أسئلة ملحة].

يقع مكتبي في قبو المنزل الذي امتلكناه في عام ١٩٨٥ عندما كان شارعًا فيه الكثير من الطوائف والمنازل ذات الغرف المؤجرة وفتيات الهوى. كان المنزل ملكًا لطائفة تدعى ثيرافيلدز وقسمته بطريقة مفيدة جدًا بالنسبة لي، لأنه كان ذا مدخل خلفي منفصل وغرفتين في الطابق السفلي استُخدمتا كمكاتب بالفعل، وأُلصق السجاد الداخلي والخارجي مباشرة على الإسمنت بالغراء. ظهرت الفطريات والعفن في المكان، فكان علينا أن نتراجع عن بعض التجديدات التي كانت مهددة للحياة. لذا، أقمت مكتبي في القبو، حيث وضعت الكتب والملفات والعقود، والطابعة وآلة النسخ والماسحة الضوئية. أمتلك مكتبًا آخر أجيب فيه على الرسائل الإلكترونية وأكتب فيه أعمالي، أو أفعل ذلك في المطبخ. 

عن نسيان الوجبات

هناك تلك اللحظة التي سيقول فيها أحد أفراد الأسرة الصغار، “ماذا تناولت على الغداء؟” وسأقول: “أوه، هل تعتقد أنني تناولت الغداء؟” إنهم يتابعونني. كنت مراهقة لا تستطيع الانتظار حتى ينتهي العشاء كي أنطلق وأقوم بإحدى مشاريعي. لذلك يسهو ذهني في بعض الأحيان عن الأكل.

عن الحفاظ على جدول اعتيادي

أشكّل خيبة أمل كبيرة في هذا الأمر. عملت ليلًا عندما كنت طالبة. وعندما أنجبت طفلة، كنت أكتب أثناء نومها، تختلف ساعات نوم الطفل من وقت إلى آخر، ثم تختلف عندما يذهب الطفل إلى المدرسة، ثم يذهب إلى الجامعة فتعود إلى بعض عاداتك السابقة السيئة، مثل الكتابة ليلًا. ما زلت أفعل ذلك، لكنها عادة سيئة، قد تفقدك مسارك، فلا تحظى بقسط كاف من النوم.

عن إبقاء النشاط

أحاول أن أمشي عشرة آلاف خطوة يوميًّا. أنا لا أقود السيارة، وأذهب إلى التسوق ومعي حقيبة ذات عجلات، التي تشكل حرجًا لصغار الأسرة. أظن أن هذه الحقيبة هي وسيلتي لإحراجهم -إذ تمنحهم موضوعا للنقاش، لكنها حقيبة مفيدة جدًا- ما يعني أنك لا تضطر لحمل ستة عشر كيسًا على كتفيك إلى المنزل. أحيانًا آخذ معي حقيبة ظهر.

عن اللحظة التي شعرت فيها بـ “الإنجاز”

كنت دائمًا أفعل ما أريد، لكن ذلك كان يعتمد على عدد الوظائف الجانبية التي يجب أن أشغلها من أجل دعم مشاريعي. اللحظة التي شعرت فيها بالإنجاز هي اللحظة التي لم أكن بحاجة فيها إلى وظيفة أخرى سوى عملي المستقل، كان ذلك في عام 1972.

عن التعامل مع حبسة الكاتب

ما أفعله عادة هو الانتقال إلى مشروع آخر. كنت عالقة كثيرًا بينما كنت أحاول أن أكتب رواية في عام ١٩٨٣. كنا نعيش على ساحل نورفولك في إنجلترا، مكان رائع لمشاهدة الطيور. كنا [آتوود وزوجها غرايم غيبسون] نحاول كل منا تأليف كتاب ولم نتوصل إلى شيء. كنت أكتب في كوخ صيادين حجري. علقت في الكتابة ووجدتني أقرأ كتبًا عن ماري ملكة اسكتلندا تركها سياح الصيف، كانت كتبًا رومانسية وتاريخية. عندما تجد نفسك تفعل ذلك عوضًا عن الكتابة، فهذا دليل على أنك لست مهتمًا بما تكتبه.

عن الحسد المهني

الحسد قوة فاعلة، ليس في الأوساط الفنية فحسب، بل في الحياة عامة. تظن بعض الثقافات إنه في حال مرضك، فإن ذلك يعود إلى شخص ما قد حسدك. إذا عملت في مهنة أو وظيفة بدأتها مع مجموعة من الأشخاص في مستواك نفسه ثم يحقق أحدهم تقدمًا ويحصل على مبلغ ذي ستة أرقام، فسيكون للحسد وجود. هناك حسد بين الشمبانزي، فلماذا لا يكون هناك حسد بيننا؟ لذا كونوا على علم.

عن قراءة المراجعات النقدية

ولِمَ افعلها؟ انتهيت من كتابة العمل. لا شيء يمكنني فعله. وأحيانا -عذرًا- لا يستطيع النقاد القراءة. قد أقرأ المراجعات لاحقًا، لكن ليس قبل حفلات توقيع الكتاب. لأن في حال وجود مراجعة نتنة، فإنه من المفيد القول إنني “لم أقرأها”. لا وجود لجانب إيجابي في الجدال مع ناقد أدبي.

عن نصيحة تسديها لنفسها في شبابها

 تعلمي الطباعة على لوحة المفاتيح. لم أتعلم ذلك. من المفيد جدًا الطباعة على لوحة المفاتيح دون الحاجة إلى النظر في الأسفل طوال الوقت ثم النظر إلى الشاشة كما أفعل أنا، ما يسبب التهابًا في الرقبة. بمقدوري الطباعة، بيد أنني أضطر للنظر إلى لوحة المفاتيح. النصيحة الأخرى هي القيام بتمارين الظهر.

عن أمسيّاتها

دائمٍا مع أتناول العشاء مع شخص ما. أقمت للتو حفلي عشاء متتاليين مؤخرًا، وزودنا صغار العائلة بفحص المستضدات السريع للتأكد من أن جدتهم العجوز السخيفة غير مصابة بكوفيد بسبب ضيوفها في حفل العشاء. كل فرد هو اجتماعي إلى حد ما، ولكن إن كنت كاتبًا ذا شخصية اجتماعية للغاية، فإنك لن تنجز في الكتابة.

أو قد أشاهد نوعًا مخففًا من أفلام جرائم القتل الغامضة. شاهدت للتو الإنتاج الجديد من فيلم ماكبث والذي أعتقد أنه أُنجز بشكل حسن للغاية.

*تكوين