فرج بيرقدار
شاعر سوري من مواليد 1951، قضى أكثر من أربعة عشر عامًا في سجون الأسد، نشر عدة مجموعات شعريّة، كما نشر كتابًا عن تجربة السجن، حصل على العديد من الجوائز العالمية، ويعيش احاليا في السويد، وهو حاليا رئيس رابطة الكتاب السوريين.
أوراق- العدد10
أوراق الشعر
توابيت الأحوال
الغاية والمعنى ضدَّانْ
أعني: صنوانْ
الغاية أمُّ المعنى وابنته وهواهْ
ما أكثر ما قال الحكماء
وسوف يقالْ
يا مبتدأَ الرمل ومنقطَعَ الأخبارْ
يا أوصاف الأنهار المطعونة بالأسماك وبالألوانْ
يا أشجار توابيت الأحوال جميعاً
صلَّيتُ المعنى حتى ليس لأيِّ نبيِّ
أن يتبرَّأ مني
حتى ليس لغايات كافرة
أن تتنزَّه بي في أية حالْ
ما زاغَ النهر ولا استهدى
ما سقطَ القولُ على أحرفهِ إلا مالْ
فليَخرُجْ من دمه القوَّالْ.
الرماديون
الرماديون
بيضٌ كالكفنْ
والرماديون
سودٌ كالغرابْ
أيُّ حزنٍ لمكانٍ
ليس ظلاً لزمنْ؟!
أيُّ موتٍ لطغاةٍ
ليس للحادي بهم
غيرُ الغيابْ؟!
– والذي ليس رمادياً
ولا يخفي الخيانات التي في دمهِ
– لا فرق في المعنى
وإن كان لمبناه حروفٌ
ومزيدٌ من محنْ.
ليس للخائن ما يسترهُ
حتى الضّبابْ.
هكذا الدنيا على ما ترتئي
هكذا الغيب على ما يشتهي
هكذا ينبض رملٌ
في السرابْ.
التباسات
بين الفهاهة والبلاغةِ
ينهض الطغيان
ملتبَساً كرمل واعدٍ
بكرامة الواحاتِ؟
رملٌ ثم رملٌ
ثم يا أسماءه الأسنى
ويا آياته الخضراء مثل الجمر
لا تستغربوا
فالجمر أخضرُ عندهُ
هذا التباس غيرُ ذاك وإنَّما..
بين الفهاهة والبلاغةِ
ينهض الإيمان
ملتبَساً بمعنى الكفر
مثل الذبح والتسبيح
خمرٌ ثم خمرٌ
ثم يا ملعونة الأسرارِ
يا دنيا
بأي الأبجديات الوثيرةِ
سوف تهذي الكأس في تأنيثها
أعني بأي غدٍ
يلوذ الحاضر المطعون بالماضي
بأي دمٍ يكون وضوء هذا الماءْ؟
بين الفهاهة والبلاغة كِلمتان
وإن أردتم خطوتان
على مروج الوهم والصحراءْ
وإذا أردتم أن يكون الجان إنساً
أو يكون الإنس جاناً
كان ما شئتم ولكنْ
ليس لي غير يقينٍ واحدٍ
أنَّ الذي أبحث عنه الآنَ لا كان على بالي
ولا سوف يكونُ الخمر خمراً
لا ولا سوف يكون الماء ماءً
إنها محضُ التباساتٍ
على دمعٍ إذا شئتم
وإن شئتم على ما في الدهاليز التي في قاعة التشريف
من محض الدماءْ.
دليل
حين يُلام السيفُ دليلٌ
أنَّ الخطوَ جبانْ
حينَ تُلام الخيلُ دليلٌ
أنَّ فضيحتنا الفرسان.
