بصدد امرأة

0

إبراهيم حسو

شاعر سوري مواليد قامشلي 1969، أصدر حتى الآن دواوين: “الهواء الذي أزرق يليه تتمة الجمهرات” دار عبد المنعم ناشرون حلب 2003، “الضباب بحذافيره” إصدار دار الزمان بدمشق 2008. كتب منذ أواخر الثمانينات في الصحف السورية واللبنانية والعربية …له كتاب شعري لن يطبع قريباً بعنوان “متحف الحب” مقيم في المانيا منذ 2014.

أوراق- العدد10

أوراق الشعر

1

كل حديقة

حين تنهض حبيبتي من رسائلها المبعثرة

تكتب موسيقى وتفتح الشباك على سطر الريح

وفي الكتاب الذي لا أتذكر شيئا منه

سوى رفرفة يديها وهي تنحني في وداع يقطع القلب.

2

العاشق الضعيف

يتعثر دائما برسائله التي لم يبعثها قط

الشاعر الضعيف

يتعثر دائما بخذلان قصائده التي لم يكتبها قط

وكقطعة من حلوى فاسدة ترمى في أقرب حفرة في النسيان.

3

أنت قصيدة الشاعر المفضلة

الأرض التي لا تجرؤ على مس قدميك

الصفحة التي اكتب لك فيها طيورا بالغة الطيران

أنت

الماء المنشطر كشجرة أمام حديقة

تنتظر من يفهمها بأنها أكثر من شجرة

أنت تفاحة مقطوعة من عمري

امرأة تحجز الشمس ليوم أخر.

4

علّي أن أستعيدك من جديد

بمعنى أن أغيّر اللغة التي تنقلني إليك مباشرة

دون أي تشويش.

أن أغير عادة المساء المتأخر كأنه مهم

علّي أن أقولك لجميع الشمس بأنك أكثر من سمكة

أن أقولك لجميع البحر بأنك أكثر من زبد وزمرد

علّي أن أقولك وبشراستي المعهودة بأنك أكثر من هواء.

5

فمي

يكفيه فم

كي يلتفت إلى نفسه ويحفظ اسمك نقطة نقطة.

يدي

تكفيها عنقك كي تنام سعيدة على ذراعي

قدمي

تكفيها ان تحفظ نمرة خطواتك قفزة قفزة

حتى تستيقظ نشيطة نحو الفضاء.

أزهاري

تكفيها ضحكة عابرة

كي تثبت ليّ بأنها تتغذى من رائحتك.

6

أعطيه فرصة

ليحارب من جديد

يستعيد ضباب يديك المنهوب وأسماءك العديدة

أسماكك التي تنير جسمك.

أعطيه قلبك

كي يكذب على نفسه دائما

بأنك اخضراره.

7

أنت التي ستقررين بأني سأعيش سنة أخرى

بأني سأعود إليك مقتولا على إحدى صفحاتك

أنت التي ستجرجرين جسمي الكسول من بين ألاف القصائد

وستقولين هذه ليست رائحتك.

8

من يستيقظ الآن

ليكمل لك النزهة إلى أخر الدرج

ليلتفت أكثر إلى الريح وهي تشرب الشجر بحركة من قميصك الراقص

من سيّمرك صباحا

ويبدؤك بالكلام الأكثر نبيذا

يؤجلك إلى قصيدة شديدة البياض.

9

كنت أمامي دفعة واحدة

التقطتك سريعاً، لأعيد النظر فيك

احترقت بادئ الحب من تكرارك اليومي

وصرت أكرر اشتياقي بنفس الطغيان وبنفس النار،

لم لا أفهم إلا قهقهتك الدائرية

حينما أمسك بقليل قليل غصنك.

10

لم أقتل كي تقول هزمتك

ولم أرتكب امرأة في عمري ضدك

لقد هزمتني في الخطوات نحو القصيدة

وبعثرت أوراقي وأقلامي ضدي.

أنا لم أقل إنك لم تقتليني بهشاشتك

وجلوسك المتواضع قربي

ولم أقل إن حرارة يديك هي الكلام الوسيط

الذي أخططه وأحتال عليه.

هزمتني بوجهك الخرافي الصعب

لدرجة أنني نسيت تماما أنك ضدي

وخائنة في نفس الحب.

 11      

من سيفسر شباكك لي هذا اليوم

ويغطي غرفتك الناعسة بالألاعيب

ويدحرج وجهك في يديّ.

والأصح من سيفسر وجهك بحديقة مماثلة

كي اضحك أو أبكي

كي أنسى أو أنام.

من يحتمل سقوطك المفاجئ من أعلى الوردة

وكم من الأيدي ستحملك إذا ما سقطت ؟؟

  12          

سأرى

كيف أهددك

وأعلقك عليّ عصافيرا

لأنسى ما قد يقتلك أو يقتلني

مستدرجا خطوة نحو قدميك

وصوتاً أسفحه في حنجرتك.

سأعيد

جسمك الكثير إلى يديّ

والوردة إلى شكلك (الأنت).

وسأرى

 كيف ألوّث الكتابة العميقة بحبر يديك

وكيف أغيرك بغيرتي

وأنا أمضي متورداً إلى حقل عينيك الماضيتين

فارها بعائلة من الألم.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here