رمادٌ لأوجه الزوبعة
“الحب كالعدم”
أرتجف كفردوسٍ أخّاذٍ
خلّفه القطرُ بليلا
أحتاج إلى شررٍ كي أطفو
وأقول لأحشائي:
من هذا الضاحكُ فيكِ
ويجترح الوجعَ من الأطراف..؟
أيعرفكِ اللهبُ..؟
وهل في الأرض مقامٌ
تسترخي الحيّاتُ عليه
ويعرج بي لأنام..؟
أنام..
تعريني الأقمارُ
وتشتملُ الوقتَ جهاتٌ مدقعة
تنكرني الأوراق وتزدحم بريبي
ولهذا
لا أتقن أن أسم الإنسانَ
بآناء الدمع وأوصال الرهبة
لا أعرف كيف أمد على اللغة
فِرَاشي
أو كيف أرتّق فتقَ الأسماء
أرتجف وأودع أسراري
في قبر الغيم..
بأي خريف أستنجد..؟
وبأي زمانٍ أجهش..؟
ونبيّ الأمطار
تقطّع في حزن الشرفات
هل مات الموتى..؟
تَطلُعنَ خلاخيلَ من الماء
فأفصد عينيّ
وأطلق لسراحي قطعة فحمٍ
للأشجار تفككها…
أجراسٌ تنذر بالخسف
ويأس هزليٌّ
أشباه أخرى…
أنقاد الى العاصفة لأسأل:
كيف يكون الشعرُ قناعاً,
وبماذا أنخر صنم الأشياء؟
دمعي هاوية تشتعل
وأنثاي مكان لا يأتي!
ينهض كاحلكِ،
يتقمص جائحةً
ويقطّع من وحل النجمة
خبزاً شحاذاً،
ومشانقَ تعتصر الشهوةَ،
ويدين
الأرضُ ، الرَّهَقُ، الشفةُ ,السيفُ,
وماذا لو صار الذهنُ فَراشاً
أو بكت النافذةُ كخشفٍ..؟
هل يُسلم للأحرف بُحته
ويدور كصوصٍ في قنّ اللغة؟
الأرض،
ويشتد هشيم الصبوة
ويباري عيدا
يتكشف عن قمحٍ ،
عصفورٍ مال إلى نخل سُمّيٍّ،
منشارٍ وهب اللذة لكراسي الحانات..
وكهلاً ندبته الريح ليولد عصفورٌ
أو يشنق عصفور..
تلويحات
كل ما أحتاجه شارعٌ واسعٌ بأشجارٍ
ملونة
بمشاة لم يفتهم موعدٌ أبدا
لأمشي حتى آخره
بلا عجلة هارباً من تخوم الأربعين
**
أريد بهواً رمادياً
تأتيه اللوحات من كل الجهات
مرةً لفتاة بلا أعين
ومرة لذبابة في كأس الشاي
أريد للبهو أن يهبط
بلوحاته الأربعين
تاركاً لون الثلج فوقي ..
**
وحشةٌ تثقلها وحشة
أنت في الأربعين ماشياً
حولك
لا تعني ما تقول تماماً
ولا تعني سوى ما تقول
ذلك هو الحبّ في حضرة المكابرة ..
**
أريد أن أكتب كل شيء دفعة واحدة
كوداع أخير ليديها
نمشها المكشوف في الطرقات السريعة
رأسها المنهار تحت الحكايات
هكذا استعيدها حين تقلب السماء رأساً
على عقب
حفنةً من الكلمات
والوعود
ورغم أنها عارية جداً ككل
قصائد النثر
لا أراها
لا أرى القطرات المنسابة فوق الأغطية
ولا شهقات دمها الهادرة
لا أراها حتى وهي نائمة خلف الطاولة
تطلق النار في الوسط تماماً
في وسط القصيدة .
__________________
*خاص بالموقع