محمد زعل السلوم: روكي 1976 : قراءة مختلفة جداً عما اعتاده الناس

0

إذا لم تشاهد هذا الفيلم من قبل، فأعتقد أن انطباعك عنه عبارة عن فيلم رياضي نموذجي يشعرك بالرضا
عن رجل يريد إثبات نفسه ويصبح البطل. وأنت تتخيل أنه يتضمن الكثير من المونتاج التدريبي والمحادثات
الحماسية وبعض مشاهد القتال الكبيرة، وربما يمجد الفن الرجولي المتمثل في لَكم الناس.
وإذا كنت قد شاهدت الأجزاء الأخرى فهذا الامتياز، وهو افتراض عادل، يجب أن أعترف به. ومع ذلك،
هذا ليس ما يدور حوله هذا الفيلم حقاً. أعني، إنها تتضمن ملاكمين يلكمون بعضهم البعض. هناك نزالان
فعلياً في الفيلم، بدأ بحلبة بسيطة وانتهى بمنازلة كبرى. لكن الأمر لا يتعلق بشخص يريد الفوز في منازلة
كبرى وأن يصبح بطلاً.
هو ببساطة ليس فيلماً رياضياً كما يعتقد جميعنا. فبمجرد دراسة شخصية لفيلم مستقل سنعيد تفكيرنا في معنى
التصميم على الفوز ومدى أهمية السيطرة على حياتنا بدلاً من مجرد الذهاب مع ما يخبرك به الآخرون
للقيام بفعله. وهو أمر يتعارض فعلياً مع معنى اغتنام الفرصة التي تُعرض علينا وربما لمرة واحدة، كما فيلم
روكي 1976، بدلاً من رفضها بدافع الخوف وأنها أكبر حتى من أعظم أحلامنا في حياتنا البسيطة
والمعتادة.
سأقوم بتحليل هذا الفيلم، وسأفسد النهاية في هذه المراجعة لفيلم يعتبر أحد أهم أفلام السينما. إذا كنت لا تريد
أن تعرف كيف تنتهي هذه الدراسة التحليلية، فتوقف عن القراءة عندما تصل إلى الجزء الذي يركع فيه
روكي للصلاة قبل نزال الملاكمة المنتظر، وتابع حياتك.
لقد ترعرعت وأنا أشاهد أفلام روكي. كان والدي يحضر الكثير من أشرطة الفيديو من سفره عندما كنا
صغاراً، وكنا نستمتع بأفلام المصارعة ومقتنعين أنها نوع من التمثيل، وكذلك أفلام بروسلي وجاكي شان،
لكن فيلم روكي كنت أراه حقيقي بكل بساطة، والحمد لله أن المترجم العربي كان يتوخى الحذر في الامتناع
عن ترجمة الكلمات البذيئة أو لغة الشارع ربما لأنه يعلم بأننا سنلتقطها ولن نفهمها وربما سنتلفظ بها دون
إدراك في معانيها، لذلك كان من حسن حظي متابعة روكي من أول أجزائه 1976 والثاني 1979 والثالث
1981، وخاصة الجزء الأول الذي كان ممنوعاً على أطفال أمريكا دون الثالثة عشرة فقط لسبب الألفاظ
الغريبة والعلاقة العائلية اللامسؤولة لأخي البطلة بالفيلم الذي يسعى بطريقة بذيئة إخراجها من المنزل
وتزويجها بمفهومنا عندما كنا أطفالاً لروكي وهي الخجولة والمنطوية على ذاتها. ولكنه نفذ من الرقابة
العربية بفضل مترجم ذكي ربما قرر أن يوصل لنا رسالة رياضية أكثر منها رسالة تركز على روكي
وحبيبته أدريان، وكل ما فهمناه آنذاك هو التصميم على الفوز والأخذ بأسبابه، وحتى ما أتذكره دائماً كلمة أن
الولايات المتحدة هي أرض الفرص، فكان حلمي الذهاب إليها لأصبح ذلك الروكي في شوارعها, وبعد
عشر سنوات أخرى ربما رأيت أكثر من الأجزاء الثلاثة إلى أن رأيت كامل الأجزاء الخمسة الرئيسية
والثلاث الملحقة كما أذكر مع الفيلم الوثائقي بمناسبة أربعين عام على روكي.
نشأت في مشاهدة هذه الأفلام بفضل والدي الذي جعلني أقارن نوعاً ما بين والدي وروكي بالبوا. حيث كان
والدي يحثني ويشجعني على استعمال عقلي لتفوقي الدراسي بدل عضلات روكي الذي علمه والده بما
بمعناه أنه لن ينفع في المدرسة وأنه مغفل وأحمق، ومع ذلك، فروكي لم يكن كذلك بالفعل. لقد عمل بجد

للتغلب على مشاكل التعلم وتقصيره الدراسي مثل والدي النازح من الجولان كغيره من النازحين ليتغلب
على خسارة كل شيء دفعة واحدة، ومع ذلك سعى لتحقيق الأحلام التي أخبره الآخرون أنهم لن يكونوا
جيدين بما يكفي لتحقيقها، ولكن بالمثابرة والكفاح المرير في غربته حقق الكثير. لذلك لدي الكثير من
الاحترام والحب لأبي رحمه الله الذي عاد ليبني ذاته من الصفر ويؤسس منزله وعائلته، وكان يقول لي لم
يورثني والدي شيء، فما كان في الجولان قد ذهب وعلي البدء من جديد، ليس فقط لأنه والدي، ولكن بسبب
العزيمة العظيمة التي كنت ألمسها بداخله. والتي نقلها إلي. وكأنه يعلم بأنني سأعود للصفر مجدداً تماماً مثل
روكي وأبي، فأصبح لدي دافع كبير لإثبات نفسي لنفسي. إذا أثبتت نفسي للآخرين في نفس الوقت، فهذا أمر
رائع، لكن لدي رغبة قوية في معرفة ما إذا كان بإمكاني القيام بأشياء تبدو صعبة للوهلة الأولى. أحياناً
أستطيع ذلك، وأحياناً يستحيل عليّ القيام بذلك، لكنني أحاول القيام بأشياء صعبة على أي حال.
على أي حال، حان الوقت للتنقيب في الفيلم
يبدأ الفيلم بنزال ملاكمة محلية صغيرة بين الإيطالي روكي بالبوا (سيلفستر ستالون) وسبايدر مورفي، في
حلبة عشوائية حقيرة. وبينما روكي والرجل الآخر يبادل بعضهما البعض اللكمات لفترة من الوقت، فيما
يصرخ الحشد الضئيل ويكيل عليهم الشتائم والإهانات، بل ويلقون عليهم القمامة. يفوز روكي، فيحصل على
مبلغ رائع ربما بذاك الزمن أي 1976 وقدره 41 دولاراً وبعض السنتات بعد خصم أجار الحلبة
ومستلزمات النزال. بينما الخاسر يحصل على 15 دولار. وذلك أثناء انتظارهما في غرفة خلع الملابس
للحصول على أموال ما بعد المنازلة، ليظهر كلاهما هادئاً ومنسحباً، وربما حتى متجهماً. حيث يمكنك أن
ترى روكي على وجه الخصوص وهو يتساءل عما إذا كان 41 دولاراً يستحق فتح رأسه.
يعيش روكي في الجزء العشوائي غير اللامع والشعبي من فيلادلفيا. إنه صديق لأشخاص يقفون في زوايا
الشوارع الباردة حول برميل من القمامة المحترقة، ويتشاركون زجاجة من النبيذ الرخيص وينشدون أغاني
بلا هدف. (أحد الممثلين شقيق سيلفستر ستالون وهو فرانك ستالون) ويمضون في حياتهم الفارغة، والتي
تكاد تكون بائسة، وإذا كان هذا هو عالم روكي وحيه ومجتمعه، فهل حياته فارغة أيضاً؟
نعم فارغة، لأكون صادقاً. فهو يعيش في شقة صغيرة قذرة، وهي عبارة عن غرفة واحدة فقط مؤلفة من
مطبخ وغرفة معيشة، مع كوة لسريره. وقد حصل على مرتبة قديمة ملفوفة حول جزء من الحائط لتصبح
كيس ملاكمته. ويعلق معطفه وقبعته على قضبان معدنية بارزة من الحائط. ومن عليه أن يرحب به في
أرض الوطن هذا وأقصد شقته الحقيرة؟ إنهما سلحفاتان تدعيان لينك وكاف وسمكة ذهبية تدعى موبي ديك،
وهو أي روكي يبلغ من العمر ثلاثين عاماً، أعزب، وليس لديه صديقة، ويعيش في حفرة في الحائط.
ومع ذلك، فهو ليس مكتئباً. كما أنّه ليس لئيماً. إنه لطيف مع حيواناته الأليفة، وهو مهذب مع خصمه في
الملاكمة والمتسكعين في زاوية الشارع. يمكنك أن ترى بالفعل أنه رجل لطيف حقاً على الرغم من أنه
يعيش حياة فوضوية بلا مكان.
ليس لدى روكي صديقة، لكنه لطيف مع فتاة تدعى أدريان (الممثلة الرائعة تاليا شيري) والتي تعمل في
متجر للحيوانات الأليفة بالقرب من شقته. وكل ليلة، يمر من متجر الحيوانات الأليفة قبل أن يغلق، ليتوقف
ويخبرها بمزحة اختلقها. وكذلك كل صباح، في طريقه إلى العمل، كان يتوقف ويخبرها بشخص آخر
ابتكره. إنها نكات فظيعة جداً، لكنه يستمر في إخبارها على أي حال، كذريعة للمجيء لرؤية أدريان.

أدريان بالمقابل امرأة خجولة بشكل مؤلم. ومن المؤلم أن ترى كم هي خجولة. وبالكاد تنظر إلى روكي
وتسترق النظرات نحوه. وتكتفي بأن تهز رأسها فقط أو تجيب عليه بكلمات مفردة. إنها منغلقة متقوقعة
وتشعرك بأنها كما نقول بالعامية مربوطة من لسانها ومحاصرة. ولكن كلما تحدث روكي إلى الحيوانات في
متجر الحيوانات الأليفة، فإنها فرصة لكي تنظر إليه. بحيث تشعر كمشاهد بأن لديها نوع من الشوق المخيف
عندما تنظر إليه مما يوضح لنا أنها ترغب حقاً بأن تحب روكي، حتى لو كانت تخشى تلك الرغبة، وتخشى
التحدث معه، وتخشى حتى التواصل معه بعينيها.
الآن، ما نوع العمل اليومي الذي يقوم به روكي؟ من الواضح أن 41 دولاراً مقابل منازلة ملاكمة واحدة كل
أسبوع أو أسبوعين لن تكفي حتى لدفع أجار شقته الباهتة. حسناً، إنه يعمل لدى الغوغاء. هو عضلة
ومحصّل ديون. يهدد الأشخاص الذين يدينون بأموال الغوغاء، أو الذين فعلوا شيئاً أزعج الغوغاء. لا يقتل
الناس، لكنه قد يكسر ذراعه أو شيء من هذا القبيل. وهو ما سيجعلنا نبدأ بالتفكير والتساؤل : هل علينا ألّا
نكون متعاطفين مع روكي، باستثناء أنه من الواضح أنه لا يزال رجلاً لطيفاً. مثل عندما يتم إرساله لكسر
إبهام رجل لعدم سداد ديون القمار البالغة 200 دولار، وبدلاً من ذلك، يقوم بتحصيل 130 دولار ويهدد
بفعل ذلك ويترك الرجل دون أن يصاب بأذى.
أيضاً، روكي يعاني من صعوبات التعلم. إنه لا يقرأ جيداً، ولا يجيد الأرقام. ويجد صعوبة في تذكر الأشياء،
لذلك يكتبها في دفتر ملاحظات. قد يكون سبب هذا شيء من نوبات كثيرة في حلبة الملاكمة، لكنه يقول إن
والده أخبره أنه كان غبياً طوال حياته، لذلك من الأفضل أن يتعلم كيفية كسب المال من عضلاته، لذلك أعتقد
أنه ربما يعاني من عسر القراءة أو شيء مشابه. وهذه لفتة رائعة من جانب كاتب السيناريو ستالون بل
ضربة معلم كما نقولها بالعامية، لأن إصرار روكي على أنه ليس ذكياً ومشاكله الواضحة في القراءة تخلق
الكثير من التعاطف معه وتبقينا في ركنه. (يقصد إشارة الملاكمة).
نعم، كتب هذا السيناريو سيلفستر ستالون بطل الفيلم ذاته. وواجه مشكلة في بيعها للاستوديوهات لأنه أصر
على تمثيلها بنفسه، لكنه فاز في النهاية بعقد مع استوديو الفنانين المتحدين. وكانت ميزانية الفيلم 1.1 مليون
دولار فقط، ولكن عمله الخالد استمر في الفوز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وجعل ستالون نجماً عظيماً عبر
تاريخ السينما.
يصر روكي مراراً وتكراراً على أنه ليس متشرداً. ويخبر مدربه عبر إخبار صديقه بأن يخبر مدير صالة
الملاكمة بذلك. لكنه يتساءل سراً. هل هو مجرد متشرد؟ تماما مثل كل المتشردين الآخرين من حوله؟ هل
هو متشرد مثل صديقه بولي (بيرت يونغ)، شقيق أدريان الكبير؟ أم أن لديه مستقبل حقيقي ينتظره؟
بالتأكيد، روكي ألطف من الكثير من الناس من حوله. وأعني، إنه لطيف حقاً. ففي طريقه إلى المنزل في
الليلة التالية، رأى فتاة صغيرة من شارعه تتسكع مع الكثير من المراهقين الأكبر سناً، وتشرب الخمر
وتدخن وتتفوه ببذاءات. ليسحبها بعيداً عنهم ويمشي معها ليوصلها إلى منزلها. وخلال المشي، يشرح لها
لماذا لا يحترم الرجال الفتيات اللواتي يتحدثن بفظاظة ويتصرفن بصرامة، ولماذا يجب أن ترغب في أن
يحترمها الرجل وأن تحافظ على سمعتها حينما تكبر. ليقول إذا كنتِ تتحدثين كعاهرة، فلا يهم الناس ما
تفعلينه بعدها وما ستفعلينه، بكل بساطة سيعتقد الناس أنك عاهرة لبذاءة لسانك تلك فقط ولن يتذكروا إلا تلك
الفظاظة عنكِ. ربما وهو ينصحها يتساءل عن حاله سراً، لأنه يتحدث مثل المتشرد، فلن يهم ما يفعله
وسيفعله فيما بعد، لأن الناس يفترضون ويحكمون عليه مسبقاً بأنه مجرد متشرد.

عندما أعاد الفتاة إلى منزلها، نادته الفتاة وقالت عدة أشياء وقحة أخرى رغم لطفه ونصائحه. بمعنى أنها لم
تكن تنصت لأي كلمة مما قاله لها، وهذا يعني أنه من المؤكد، وبغض النظر عما يفعله من خير ونصح، فلا
يزال الناس يعتقدون أنه متشرد.
في المشهد التالي دخل أبولو كريد على الحكاية (وهو الفنان كارل ويذرز). وبالمناسبة، هذا ما بدا عليه كقائد
في دور (غريف كارغا) من مسلسل (مندالوريان) المستوحى من سلسلة حرب النجوم والذي نتابع موسمه
الثالث حالياً ووصل لليوم للحلقة السابعة، ولكن قبل 47 عاماً أي عام 1976، يا أصدقائي. على أي حال،
أبولو كريد بفيلم روكي بطل العالم للوزن الثقيل. وسيقوم بمباراة خيرية في فيلادلفيا للاحتفال بالذكرى
المئوية الثانية لتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية، وسيجني الكثير من المال في نفس الوقت. لكن لديه
مشكلة وحدث طارئ يهدد بإلغاء تلك المنازلة الموعودة.
فقد أصيب الرجل الذي كان من المفترض أن يلاكمه كريد على الحلبة. وكسرت يده. ليعلمه عبر وكيل
الأعمال بأنه لن يستطيع منازلته على الحلبة. لذا جاء كريد بفكرة رائعة وعرضها على فريق إدارته :
سينازل مجهولاً وغير مصنف باتحاد الملاكمة. فتى محلي. أحد الحالمين العشوائيين. وستجعل تلك المنازلة
من كريد يبدو طيباً لأنه يأخذ بمبدأ وفكرة أمريكا “أرض الفرص” إلى أقصى الحدود، وبذات الوقت
سيخوض معركة سهلة وأقرب للإسنعراض منها لبطولة عالم فعلية خاصة وأنه حامل اللقب ولم يخسر 46
منازلة سابقة كما يشير الفيلم. مؤكداً أنه سيبقي المجهول على الحلبة صامداً أمامه حتى الجولة الثالثة، فلا
مشكلة لديه بذلك.
الآن عليه فقط أن يجد الصبي المحلي المثالي للنزال. يريد كريد شخصاً يحمل إسماً أنيقاً، لذلك يبدأ في
البحث في كتاب الملاكمين لمروجي ومتعهدي نزالات الملاكمة. وفجأة وقع اختياره على الحصان الإيطالي،
روكي بالبوا. ليعتقد أنه لن يمنح هذا أحداً لحظة مجد أمامه ويمكن للجميع العودة إلى المنزل سعداء مقابل
150 ألف دولار للخاسر.
(جزء عشوائي من التوافه : سيلفستر ستالون هو إيطالي فعلاً، وفي الإيطالية كلمة “ستاليون” هي “ستالون”
بمعنى الفحل أو الحصان الفحل).
في غضون ذلك، إنه عيد الشكر. أخبر باولي شقيق الفتاة الخجولة والمنطوية على ذاتها أدريان، صديقه
روكي أن شقيقته أدريان قد دعته إلى عشاء عيد الشكر. يسأل روكي صديقه بولي مراراً وتكراراً ما إذا
كانت أدريان تتوقع قدومه حقاً. وإذا كانت تريده أن يأتي حقّاً. ليقسم باولي أنها كانت فكرتها وأنها متحمسة
لقدومه. لا يريد روكي أن يعتبر باولي كاذباً، لكنه خَبِرَ أدريان بأنها لازالت تمنحه ما يعتقد أنه الكتف
البارد، لذلك فهو غير متأكد من مزاعم باولي.
نعم، باولي كاذب تماماً. فأدريان تنزعج عندما يظهر مع روكي وتختبئ في المطبخ. لتقول لشقيقها بأنها لا
تستطيع أن تستقبل أشخاصاً، فهي لا ترتدي ملابس مناسبة، ولديها ديك رومي في الفرن، ولا يمكنها التعامل
معه. ليصرخ باولي في وجهها، وينعتها بالغباء والفشل، ليخرج الديك الرومي من الفرن، ويلقيه من الباب
الخلفي!

تقوم أدريان بالشيء المعقول الوحيد الذي يمكنها فعله : بأن تقفل على نفسها لتنزوي في غرفة نومها. يحاول
روكي المغادرة، لأنه من الواضح أن هذا الموقف محرج للغاية. فيما يصر باولي على أن أدريان ستكون
على ما يرام، خاصة إذا اقترح روكي أن يذهب معها إلى مكان ممتع. ليبادر روكي ويتحدث بشكل محرج
أمام باب غرفتها، ويسألها عما إذا كانت ترغب في الذهاب معه ومرافقته في نزهة على الأقدام، وربما
الذهاب إلى حلبة التزلج على الجليد.
أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تنظر فيها أدريان إلى وجه روكي. لقد غيرت ملابسها، وارتدت قبعتها
ومعطفها، وخرجت من غرفتها متأنقة للخروج وهي تنظر في وجه روكي ولترافقه إلى حلبة التزلج على
الجليد، وإذا كنت لا تعتقد أن هذه صفقة ضخمة بالنسبة لها، فأنت إن لم تفعل ذلك فلن تعرف أي شيء عن
النساء الخجولات المعنفات عاطفياً من الإخوة المتسلطين وليس لديهن أمل (حتى الآن) في تغيير حياتهن.
قلت أن هذا الفيلم يدور حول الحاجة إلى اغتنام الفرصة عندما تقدم نفسها، والحاجة إلى تولي مسؤولية
حياتك الخاصة. من الواضح أن الأمر يتعلق بكيفية حصول روكي على فرصة للقيام بذلك. لكن هذه قصة
أدريان أيضاً. فتتوقف وتنظر إلى نفسها في المرآة قبل أن تخرج مع روكي، ويبدو الأمر وكأنها تنظر إلى
شخص غريب. غريب يخرج في موعد من نوع ما. هي تغادر المنزل لسبب غير وظيفتها البائسة. تبدو
خائفة ومرتعدة، لكنها تبدو مصممة وغير مترددة أيضاً.
يقوم روكي برشوة سائق عربة جليد تسمى زامبوني بتسع دولارات للسماح لهم باستخدام حلبة التزلج لمدة
عشر دقائق على الرغم من إغلاق حلبة التزلج. روكي لا يتزلج، لذا فهو يركض بجانب أدريان أثناء
تزلجها، وكلاهما محرج. ليقول لها بأن التزلج لا يناسب الملاكم ويحافظ روكي على دفق مستمر من
الثرثرة، في محاولة لجعل أدريان مرتاحة ومطمئنة له. ويحاول إقناعها بالرد.
ببطء، يتكشف روكي أمام أدريان. لتسأله كيف دخلت عالم الملاكمة، ليخبرها في البداية لأنه لا يعرف الغناء
ولا الرقص وأخبرها أن السبب الفعلي هو ما قاله والده له إنه لا يمتلك الكثير من الذكاء، لذلك من الأفضل
أن يستفيد من جسده. تضحك أدريان، لأن والدتها أخبرتها العكس : فلم يكن لديها الكثير من الجمال والجسد
المذهل لفتاة، لذلك فكان من الأفضل أن تستفيد من دماغها.
أثناء سيرهما في شوارع المدينة بعد مغادرتهما حلبة التزلج على الجليد، تحدث كلاهما. كلاهما يشتركان
بالحديث أخيراً. كلاهما ينفتح على الآخر. فيما لم يشعر أي منهما بالراحة تجاه الآخر حتى الآن، لكنهما
يصلان إلى هذا الحد والمستوى الجديد في التعارف الخجول. لكن بعد ذلك، انتهى بهما المطاف أمام شقة
روكي. ودعاها إلى الدخول.
تقف أدريان أسفل درجات شقته الأمامية، وهي غير متأكدة ومترددة مرة أخرى. يمكنك رؤيتها وملاحظة
أنها تزن خياراتها. يمكنها المشي إلى المنزل. إذن يمكنها الدخول. من الواضح أنه قيل لها أن الفتيات
اللطيفات لا يذهبن إلى شقق الرجال. ثم مرة أخرى، لقد عرفت روكي لأشهر، وربما سنوات. فهو يتوقف
في متجر الحيوانات الأليفة مرتين في اليوم للتحدث معها. كما أنه صديق لأخيها. وتعلم ماذا؟ فهي تبلغ من
العمر ثلاثين عاماً تقريباً ولم يُطلب منها دخول شقة رجل من قبل.
لذا هي تدخل معه. يصبح روكي محرجاً، ثم تصبح أدريان محرجة. قدم لها بعض الكعك، لكنها رفضت.
يجلس على أريكته المترهلة ويطلب منها الجلوس بجانبه، وترفض. إنها محقة في الشك في أنه يرغب في

القيام ببعض التتصرفات الغير معتادة عليها، لكنها أيضاً محقة في التفكير في أنه رجل لطيف لن يفرض
نفسه عليها. فيما لا تزال تقف في المطبخ بالقرب من باب الشقة مستعدة للفرار.
لذلك يأتي إليها، شيئاً فشيئاً. يقترب، هي تتراجع. يقترب، وهي تتراجع. أخيراً، إنها على الباب وتريد أن
تنفد منه. يضع روكي يده على الباب والأخرى على الجانب الآخر منها، لكن عندما تبدو مذعورة
ومحاصرة، يسقط يده من على الباب. أي يمكنها المغادرة إذا أرادت.
لكنه يميل أكثر ويخبرها أنه يود تقبيلها. ليس عليها أن تقبّله، لكنه يرغب في تقبيلها. وانتظر حتى أومأت
برأسها. عندما تمنحه الفرصة، يقبلها على الخد.
إنها قبلة لطيفة ولذيذة، حلوة وليست متطلبة. أدريان تغمض عينيها وتبدو غير مؤمنة. رجل يقبل خدها.
رجل كبير جداً وذو عضلات يجعلها تشعر بالراحة بكل طريقة يعرفها، ولكن أيضاً يخبرها أنه نعم، يجدها
جميلة وجذابة ومثيرة للاهتمام وتستحق قضاء الوقت معها وتستحق التقبيل.
بالنسبة لأدريان، إنها معجزة في الأساس.
لذا قبلته مرة أخرى. ليتبعه الكثير من التقبيل. التقبيل الهادئ واللطيف واليائس. وفي اليوم التالي، تلقّى
روكي أخباراً تفيد بأن أبولو كريد يريد منازلته. اتخذت أدريان الخطوات الأولى نحو تولي المسؤولية عن
حياتها، والآن حان دور روكي.
يعتقد روكي في البداية أن كريد اختاره للتو ليكون شريكاً جديداً في الحلبة. عندما يشرح المروج أنه لا، بل
يريد كريد أن يمنحه نزالاً حقيقياً، وحتى الحصول على لقب البطل، يرفضه روكي. إنه غير مهتم بأن يكون
استعراضاً جانبياً لكريد لكي يبدو بصورة حسنة أمام جمهوره. لكن المروج يؤكد له أنه سيكون نزالاً حقيقياً،
ويخبره بالمال الذي سيدفعه له. من المحتمل أن يكون المال أكثر مما كسبه روكي طوال حياته على
الإطلاق.
لذلك يقول إنه سيفعل ذلك. ويطلب من ميكي (بيرغس ميريديث) تدريبه. أو بالأحرى، يطلب ميكي تدريبه،
في مشهد مشحون عاطفياً إذ يصرخ روكي في الحمام ووميكي مدربه عالقاً في بئر السلم يسمع عتاب تلميذه
دون رؤيته بعد أن اعتقد أنه قام بطرده ورفض عرضه عليه لتدريبه.
ميكي هو مدرب الملاكمة سريع الغضب، غريب الأطوار، لئيم في الصالة الرياضية حيث اعتاد روكي
التدريب حتى طرده ميكي لأنه قرر أن روكي مجرد ملاكم متشرد لا يستغل موهبته وإنما يستغله متعهدي
نزالات رهانات رخيصة. لكن ميكي مدرب رائع، وسيحتاج روكي كل المساعدة التي يمكنه الحصول عليها.
بالمناسبة، نحن في منتصف الفيلم قبل أن يحصل روكي على أخبار أن أبولو كريد اختاره للنزال الكبير.
عندما أقول إنها دراسة شخصية، أعني ذلك – نقضي وقتاً أطول في تطور شخصيتي روكي وأدريان أكثر
مما نقضي وقتاً في الاستعدادات للنزال المنتظر وأكثر من مشاهد الحلبة. حتى بعد أن يوافق روكي على
مواجهة كريد.
روكي وأدريان يرون بعضهما البعض أكثر الآن. أدريان تزدهر تحت انتباهه. إنها تبتسم، إنها تشتري
ملابس جميلة وترتديها، إنها تجلس بجانبه على الأريكة وهما يشاهدان التلفاز في غرفة معيشتها، وهي
تتواصل معه وتلمسه بخجل وتردد.

باولي شقيق أدريان، والذي دفعها إلى مواعدة روكي، لم يكن سعيداً بهذا الأمر. لأنها الآن تستمع إلى روكي
وتفكر بروكي ولا تقفز لإحضار بيرة باولي في اللحظة التي ينهي فيها العلبة. لذلك يسخر من روكي للتقليل
من شأنه أمام حبيبته، مشيراً إلى أن مراسلي التلفزيون جعلوا روكي يبدو غبياً حقاً خلال مؤتمر صحفي
أعلن فيه النزال الكبير بالسخرية منه، يهز روكي كتفيه ويبتسم ويقول إن ذلك لم يزعجه أبداً.
ثم يعترف بشكل خاص لأدريان أنه أزعجه كثيراً.
ليست أدريان فقط هي التي تفتح قلبها لروكي وتتعلم بناء ثقتها بنفسها، بل وروكي أيضاً.
تفاجئ أدريان روكي ذات يوم أمام شقته. لقد اشترت له كلباً ضخماً اسمه بوتكوس والذي يتحدث معه روكي
دائماً في متجر الحيوانات الأليفة.
(حقيقة مرحة عشوائية : كان بوتكوس هو كلب سيلفستر ستالون نفسه. وبحسب ما ورد أن ستالون عندما
أصبح فقيراً ويائساً للغاية، عندما لم تكن الاستوديوهات تشتري سيناريو روكي، حتى أنه باع كلبه مقابل 50
دولار حتى يتمكن من تناول الطعام. وبمجرد أن وقع الصفقة مع يونايتد أرتيستس بالنسبة لهذا الفيلم، كان
أول شيء فعله هو إعادة شراء كلبه).
قارن بين هذه الفتاة الجميلة في المعطف والقبعة العصرية والمرأة المنغلقة في البداية. هل تغير اهتمام
روكي؟ هل كانت بحاجة إلى رجل فقط، والآن أصبحت حياتها رائعة؟ لا أعتقد أن هذا هو بيت القصيد هنا.
نعم، لقد غيّرها اهتمام روكي بها، لكن ذلك لأنها اكتسبت الثقة في نفسها، واكتسبت احتراماً لذاتها، وأدركت
أنها ليست المهووسة التي لا قيمة لها، والقبيحة، والفاشلة، والمثيرة للشفقة التي كان شقيقها يدعوها ويهزأ
بها طوال هذه السنوات. إنها تعرف الآن أنها شخصها الخاص، وأن علاقتها مع روكي منحته نفس الهدية.
كلاهما احتاج إلى دفع تفكيرهما لآفاق أرحب وأوسع، مهلاً، إذا كان هذا الشخص الرائع يحبني، فربما يجب
أن ألقي نظرة جديدة على نفسي وأرى ما يحبه.
الآن، باولي غير مسرور بهذا. لقد أصر على أنه الآن بعد أن تدرب روكي لخوض نزاله الكبير والحصول
على كل هذه الأموال، فيجب على روكي توظيف باولي ليكون مروجاً له، أو حتى فتى الماء له، أو أي شيء
آخر. لا يشعر روكي بالراحة في إنفاق الأموال التي لم يكسبها بعد ولن يفعل ذلك. وبعد ذلك، مع اقتراب
عيد الميلاد، يعود بولي إلى المنزل ليجد روكي وأدريان يستمتعان بمشاهدة فيلم عيد الميلاد على التلفزيون،
لتصيبه نوبة غضب وهيجان. فلن يعطيه روكي وظيفة؟ ليعلن أنه قدم لروكي كل هذا الدعم والتشجيع
وأدخله لمسلخ الأبقار ليتمرن عليها؟ وأنه حتى أعطى روكي أخته؟
يحاول روكي التحدث مع باولي، لكنه خائف نوعاً ما من مضرب البيسبول بيد بولي. بعد كل شيء، روكي
في أعمال إيذاء الناس، بأكثر من طريقة. إنه يعرف مقدار الضرر الذي يمكن أن يحدثه جنون الغضب. لكن
تذكر هذا المشهد حيث كل من روكي وأدريان خائفان، لكن من يحمي من هنا؟ من المؤكد أن أدريان تبدو
وكأنها تحاول حماية روكي. وهي تفعل. هذه هي اللحظة التي تبادر وتأتي فيها بمفردها إلى روكي.
يحطم بولي مصباحاً وإبريق شاي فضي بينما يصرخ حول كيف يدين له كل من روكي وأدريان بكل ما
فعله من أجلهما. ثم قامت أدريان وأمسكت بباولي من معطفه وصرخت في الخلف. هي لا تدين له بأي
شيء! لقد كانت تطبخ وتنظف وتدبر المنزل له طوال هذه السنوات، وتتحمل هراءه. هي لا تدين له بشيء،
وكذلك روكي.

تهرب إلى غرفتها، ويأخذ روكي دوره في الصراخ في باولي بسبب الطريقة التي يعامل بها أدريان
ويتحدث عنها وكأنها سلة مهملات لتسليمها إلى شخص غريب. إنه يخيف باولي الآن، وهو ما كان يمارسه
كثيراً، لذلك يبقى باولي خائفاً.
يذهب روكي إلى غرفة أدريان لترى ما إذا كانت بخير. كل ما تقوله له هو: “هل تريد رفيقة في السكن؟”
وهي تبدو شجاعة وجريئة وقوية عندما تقول ذلك، أريد أن أعانقها. لقد تم دفع أدريان طوال حياتها، لكنها
الآن ستتخذ قرارها بنفسها. اذهب حيث أختار وأريد .
بالمناسبة، لا تسيء فهم حبي لهذا الفيلم ليعني أنني أعتقد أنه من الجيد أن يعيش غير المتزوجين معاً. أعتقد
أنه يمكنك أن تفترض أنهم غير مرتبطين بشكل وثيق عندما تنتقل للعيش معه. ربما كانوا من قبل الآن، لكن
مدرب روكي ذكره بأنه يجب ألا يكون هناك نساء كقاعدة عندما تتدرب على نزال كبير. يظهر روكي نائماً
على الأريكة بينما تنام أدريان على سريره. في ظل ظروف أدريان، أعتقد أنه كان أفضل خيار لها. إلى
متى سيبقى باولي خائفاً بمجرد مغادرة روكي في تلك الليلة؟ كم من الوقت قبل أن يظهر غضبه وإحباطه
على السطح مرة أخرى وينقلب ذلك الثور على أخته؟
أتساءل قليلاً عما إذا كان باولي يعاني من شكل من أشكال اضطراب ما بعد الصدمة. هناك صورة له في
زي البحرية في منزله مع أخته، ويعيش في منزل حقيقي، لطيف إلى حد ما، مما يعني أن باولي ربما تقاعد
من البحرية ويعيش على معاشه التقاعدي، بالإضافة إلى ما يصنعه في مصنع تعبئة اللحوم، بالإضافة إلى
أجور متجر الحيوانات الأليفة الذي تعمل به أدريان، إنه زئبقي جداً، ينتقل من التزلف إلى الغضب إلى
التملق في غمضة عين. من الواضح أنه يعاني من مشاكل لسبب ما.
على أي حال، عندها يبدأ مونتاج التدريب.
يجري روكي على مسارات السكك الحديدية.
يمر روكي في شوارع فيلادلفيا الشعبية وقمامتها. (حقيقة مرحة عشوائية : هذه ليست أشياء إضافية في هذه
اللقطات لروكي وهو يركض عبر المدينة. لقد تجول هو ورجل الكاميرا للتو حول فيلادلفيا للعثور على
أماكن مثيرة للاهتمام، وكان ستالون يخرج ويركض، وسيقود رجل الكاميرا أمامه وهو يصوره. هذا هو
السبب في أن جميع الأشخاص في هذه اللقطات يشعرون بالفضول و/ أو الانهيار والدهشة ربما وليس لديهم
أي فكرة عما يحدث. رجل يرمي لروكي برتقالة، ويمسكها روكي ويضحك كلاهما لأن الرجل لم يكن لديه
أي فكرة عن هذا الرجل الذي يركض خلف سيارة بأنه كان يصنع فيلماً وأعتقد أنه أجمل لقطة عفوية في
تاريخ السينما وعبرت عن روح شعب فيلادلفيا المرحب والتلقائي.)
يركض روكي تلك الخطوات في متحف الفن ويخلق لحظة سينمائية خارقة وإبداعية.
(أيضاً، ألهم مخترع Steadicam هذه اللحظة – لقد استخدم Steadicam لتصوير أخته وهي تسير في تلك
الخطوات، واستخدم اللقطات لتوجيه جهاز الكاميرا الخاص به إلى الاستوديوهات. شاهدها ستالون ومخرج
الفيلم وقرروا ذلك، وكان فقط ما هو مطلوب للحظة كبيرة. واستأجرا Steadicam لتصوير تلك اللحظة
بلقطة ستنطبع في الذاكرة البشرية ربما للأبد).

هناك أيضاً الكثير من الأشياء حول نط الحبل وأكياس الملاكمة والتعرض لللكم في المعدة وغيرها. لكنه
الجري هو أكثر ما يتذكره الناس.
في الليلة السابقة للمنازلة الكبرى، زار روكي الاستاد الكبير حيث سيواجه أبولو كريد. إنه فارغ ومخيف
ويبدو روكي متردد. وأكبر بكثير وأجمل من ذلك الغوص في الحلبة حيث عليه أن يقاتل.
يعود روكي إلى شقته ويستلقي بجانب أدريان ويخبرها، “لا يهم حقاً إذا خسرت هذه المنازلة. لا يهم حقاً إذا
فتح هذا الرجل رأسي أيضاً.” لأن كل ما أريده هو قطع المسافة وتجاوز جولته الثالثة. لم يتجاوز أحد الجولة
الثالثة مع كريد وإذا كان بإمكاني الذهاب إلى تلك المسافة، انظر، إذا كان هذا الجرس يدق وأنا ما زلت واقفاً
على قدمي، فسأعرف لأول مرة في حياتي ، كما ترين، أنني لم أكن مجرد متسكع آخر من الحي “.
(حقيقة مرحة عشوائية : رأى ستالون تلك اللحظة على أنها أهم لحظة في الفيلم، لكنهم لم يصوروها تقريباً.
لقد تجاوزوا ميزانيتهم ​​وجدول التصوير، لكنه تمكن من حصر الوقت الكافي لتمرير جزء من ذلك الكلام.
وهذا ما أدى إلى الحيلة لإيصال تلك الفكرة المذهلة).
روكي لا يريد الفوز. لا يريد أن يكون مشهوراً. إنه يريد فقط معرفة ما إذا كان قد تمكن من مواجهة أفضل
ملاكم في العالم والوقوف على قدميه. لم يفعل أي شخص ذلك من قبل في الحلبة مع كريد ، وإذا كان بإمكانه
البقاء بوعيه، في كل تلك الجولات، فسيعلم أنه ليس مجرد متشرد آخر. هذا كل ما يريده، تلك المعرفة عن
نفسه، ولنفسه.
يأتي يوم القتال. روكي يصلي.
روكي يهز يدي أبولو كريد
قام روكي وأبولو كريد بإبعاده.
وروكي يفعل ذلك! يبقى واقفاً على قدميه في كل جولة. لا يفوز. لكنه يثبت نفسه لنفسه.
وبعد ذلك، عندما ينتهي النزال وتجمع الصحفيون حوله، كل ما يقوله هو “أدريان!” مراراً وتكراراً، يصرخ
باسمها، يصرخ من أجلها فقط من أجلها.
وعندما تقاتل للوصول إليه في طريقها بين الحشد وترمي ذراعيها حوله، لم تقل، “لقد فعلت ذلك!” أو “أنا
فخورة بك!”
وإنما كانت تقول : “أنا أحبك”.
للمرة الأولى قالت ذلك، يمكنك أن ترى.
وروكي يجيبها : “أنا أحبك”.
والمفاجأة الأخيرة لا تتعلق بوقوف روكي منتصراً على خصمه أو تم الثناء عليه من قبل الجمهور أو
الحصول على الكثير من المال. إنها لقطة روكي وهو يحتضن أدريان وهي بالقرب منه، نظرة من الرضا
المطلق تأتي على وجهه المصاب بالكدمات والضروب. إنه يعرف الآن أن لديه كل ما يحتاجه.

القصة رومانسية جداً أخرج فيها روكي أدريان من قوقعتها واحترم كلاهما حدود الآخر وشجع كل منهما
الآخر على اكتساب ثقتهما بنفسيهما. وهنا فخامة هذا الفيلم وعظمته.