مقترح موجه لأعضاء الرابطة والأصدقاء الكتاب
من المؤكد أن أكثر السوريين يشعرون بالإحباط واليأس مما حصل خلال العقد الأخير، من تجاهل العالم والقوى الدولية والإقليمية لتضحياتهم ومصالحهم، وتوقهم للحصول على الحرية والكرامة التي شكلت الشعار الأساسي لثورتهم.
نحن في رابطة الكتاب السوريين، التي جاءت في طليعة منظمات المجتمع المدني والتي ولدت من رحم الثورة في اجتماع القاهرة 18/9/2012، وشكلت بديلاً عن منظمات النظام التابعة كلها لسلطة الحزب الواحد وأجهزته الأمنية، فجاءت الرابطة محكومة بشروط وسياقات هذه الثورة خلال تلك السنوات، في مدها وجزرها، حيث عرفت محطات وإنجازات مهمة، كما عاشت الرابطة تناقضات وخلافات ربما تكون مشروعة من وجهة نظر هذا الشخص/ الفريق أو ذاك، لكنها في النهاية سببت حالة عطالة شديدة، “لا تَسرُّ الصديق ولا تُغيظُ العدا”، حتى بعد الانتخابات الأخيرة، التي أنتجت مكتباً تنفيذياً جديداً غير مرتبط بكل الإشكالات السابقة، وأعلن انفتاحه على الجميع، واستعداده للعمل مع الجميع، إلا أن الرابطة وأغلب المنظمات الشبيهة، لا تزال للآن محكومة بتلك العطالة التي تنبع من مناخات الإحباط واليأس العام.
الكارثة السورية أكبر من خلافاتنا الشخصية، وأبعد أثراً من ذواتنا ومواقعنا، إنها كارثة بحجم شعب ووطن، ونحن لم نرتقِ حتى الآن لتمثيل شرائح الكتاب والمثقفين، أو للتعبير عن مصالحهم وتطلعاتهم، فلدينا الآن جيل من الكتاب السوريين الذين تفتّح إبداعهم وبدأوا نشاطهم في السنوات الأخيرة، لم يعايشوا ولادة الرابطة، ولم يعيشوا التناقضات والخلافات التي حصلت في مرحلة سابقة، وهؤلاء من حقهم علينا أن نخاطبهم كشركاء لنا، وليسوا آخرين، أن نتعامل معهم على قدم المساواة بين الجميع، فالرابطة ملكهم وملك كل الكتاب والمبدعين والمثقفين السوريين الأحرار، وليست ملكاً لهذا المكتب التنفيذي أو ذاك، فالرابطة وجدت لأجلهم ولخدمة قضاياهم، وليست لخدمة أشخاص انتخبوا يوماً ما وسينتخب لاحقاً سواهم.
من هذه القناعة، وعلى تلك الخلفية نتوجه إلى جميع زملائنا الكتاب والمثقفين السوريين بدعوتهم إلى التضامن من أجل مصالحهم ومن أجل قضيتهم السورية، التضامن في صنع ما هو أفضل لسوريا وللسوريين، ندعوهم إلى احتلال المساحة الإبداعية والثقافية التي تليق بهم في الرابطة، لنساهم معاً بإعادة الحيوية والنشاط لهذه المنظمة، من خلال تنشيط موقعها الإلكتروني وصفحة الفيس بوك، إضافة لمجلة أوراق التي يجب أن تتسع لكل نتاجات الكتاب والمثقفين السوريين، فهذه المنابر مساحة لكل ابداع حر، وشعارنا “حرية الإبداع بلا قيود”.
نحن الآن على أعتاب انطلاقة جديدة بإمكانيات مادية محدودة، مع ذلك نحن لا نملك رفاهية الإحباط أو اليأس التي تداهمنا بين الفينة والأخرى، ولذلك ندعو الجميع للمشاركة في هذه الانطلاقة الجديدة، والعمل على تجاوز رواسب الماضي، والمساهمة في العمل التطوعي، الذي يمنحنا مزيداً من الحرية والصلابة، من أجل ولادة ثقافة جديدة تغير الخطاب والعلاقات وترتقي بالإبداع وبالإنسان، لصنع مستقبل أفضل لسوريا وللسوريين جميعاً وللأجيال القادمة، ثقافة تنفتح على قيم العصر وتشارك قيم الحرية والمواطنة والمساواة بين الجميع.

مشروع مجلة أوراق الجديد يبدأ بوقف الإصدار الورقي، لنتابع من حيث توقفت المجلة في عددها التاسع، في اصدار العدد العاشر بطريقة إلكترونية، ونضع بين أيدي أعضاء الرابطة وأصدقائها وكل الكتاب والمثقفين السوريين عدداً من الملفات التي ستصدر تباعاً وبحسب التسلسل:
1-العدد الأول: ملف أدب الشباب وتحديداً في العشرية الأخيرة.
2-العدد الثاني: ملف عن أدب السجون والاعتقال المعمم في مجتمعنا.
3-العدد الثالث: ملف عن المرأة والثورة… في زمن الحرب
4-العدد الرابع: ملف عن أدب اللجوء القسري أو المنفيين والهاربين من جحيم الحرب والطغيان.
ونأمل أن يتيح هذا الإعلان للكثير من زملائنا فسحة من الوقت للعمل واختيار الملف المعنيين أو الراغبين في الكتابة حوله وفي إطاره.
إلا أن جهدنا الراهن سيكون في العدد الأول على أدب الشباب، بالمعنى العمري وبالمعنى المجازي أيضاً، لجيل تفتحت طاقاته الإبداعية في العشرية الأخيرة من الخراب المستمر بكل تلاوينه في سوريا، مع محور موازٍ من الدراسات والبحوث النقدية التي تسعى لوضع هذا المنجز في مكانه الطبيعي في سياق زمن الثورة، الذي يعني من ضمن ما يعني تغيير الكثير من المفاهيم والأدوات والرؤى والأساليب.
نشكر تفهمكم جميعاً ونحترم خياراتكم أيضاً.
هيئة تحرير مجلة أوراق
يمكن مراسلة المجلة على عنوان البريد الإلكتروني
يمكن مراسلة موقع الرابطة على عنوان البريد الإلكتروني
editor@syrianwa.net
وللتواصل من أجل عضوية الرابطة، يرجى استخدام عنوان البريد الإلكتروني
member@syrianwa.net