عن دار البلد صدرت المجموعة القصصية ” حكاية شهرزاد الأخيرة ” للكاتب عماد يحيى عبيد، وهي مجموعته الأولى في مجال القصة، بعد عدة دواوين شعرية. احتوت المجموعة على ثمان عشرة قصة قدم لها الأديب الناقد الدكتور غسان غنيم أستاذ الأدب الحديث والمعاصر ، ويقول عنها: إنها مجموعة تعيد الألق للقصة الواقعية الكلاسيكية الجميلة، المتألقة بلغتها الفنية التي لا تجامل الحداثة الشكلية على حساب الأركان الأساسية للقصة القصيرة المكتملة الراقية الباعثة على الارتقاء بذوق المتلقي وذائقته من خلال لغة تملك السمو والرقي والبساطة الآسرة.
من أجواء المجموعة:
ستذكر غزواته الليلية لتلك العلية، وقفزت إلى البال ذكرى هاتيك الليلة الليلاء حين أتاها بعد منتصف الليل، متسللا فوق الأسطح المتلاصقة، والمطر يجدل حباله الغزيرة، فيما القرية تغفو في غطيط عميق، على ضوء المصباح الزيتي الشاحب تهامسا، استرقا قبلات خجولة، تأمل مليَّاً صورة (شادية) المعلقة على الجدار، تضع يداً على خصرها وأخرى تسند رأسها، هديته لها لأنها تشبهها جمالاً وصوتاً وأنوثة، في تلك الليلة استثارهما نداء الجسد فامتثلا له، بعد تاريخ من الحب العذري العفيف، يومها شهدت سجادة الغرفة تدحرج الجسدين فوقها، فعزف شهيق الشبق أنغامه على صوت نقر المطر وهدير الرعد، وطغت حرارة الجسدين على حمّى الحطب المتأجج في الموقد، فيما كان وهج اللذة ينافس لمعان البرق، وحين بلغت الشهوة أوارها، سقسقت على وجهيهما لهفة ماسية الضوء وطفحت على محياهما هالة من هجوع الفرح الصامت، غير أبهين بأي مصير ينتظرهما.
