20 عاماً من ” أمكنة” مجلة وقودها الشراكة وحب السفر والتوثيق

0

في وقت تُصارع فيه غالبية المطبوعات المستقلة تراجُع مستويات التوزيع وارتفاع تكلفة الطباعة، يصدر العدد 12 من مجلة «أمكنة»، بعد صدور العدد الأول منذ عشرين عامًا بالإسكندرية.

على غلاف العدد الجديد يأتي التعريف «كتاب غير دوري يُعنى بثقافة المكان».. تنصح عبارة «غير دوري» القارئ بعدم انتظار نسخة سنوية من المجلة أو ما شابه، إلا أن القراء والكُتّاب، على الأرجح، في انتظار ميلاد هذا العدد من المجلة منذ أواخر 2014 حيث صدر العدد الأخير.

بدأت قصة «أمكنة»، كما يحكيها رئيس تحريرها الأديب السكندري علاء خالد عام 1999، وقتها كان الزمن مُتحكما في الثقافة، وكان المجتمع يمر بتحوّلات جذرية، مع إهمال عام لفكرة المكان، عندما قرر الثلاثي علاء خالد، وسلوى رشاد، ومهاب نصر إصدار المجلة. يصف الأديب الخمسيني ظروف الصدور قبل عقدين من الزمان فيقول «في البداية كنا نخوض وسط عماء، فالعدد الأول كان يحمل أكثر من خط وتوجه (..) كان هناك تصور أساسي هو الاهتمام بالحكاية للناس العاديين».

بدورية شبه منتظمة، صدرت «أمكنة» في العقد الأول، وبدأ مفهوم ثقافة المكان يُصبح أكثر وضوحًا بتوالي الأعداد: الصحراء، المدينة، الفلاح، نهر النيل، الجامعة، بينما شهد العقد التالي صدور عددين فقط هما: «مسارات الثورة» عام 2014، و«حيوات بديلة» عام 2019.

يُفسّر «خالد» التراجع عن الالتزام بالعدد السنوي في العشر سنوات الأخيرة بحدوث تغيرات مجتمعية عنيفة لم تسمح بظهور رؤوس موضوعات للعمل عليها، وتناقص «الطاقة الشخصية”

اللازمة لإصدار عمل جماعي، بالإضافة لارتفاع أسعار الطباعة، غير أن ارتفاع أسعار الطباعة ليس كُل شىء، حد تعبيره.

علاقة «أمكنة» بقراءها تطوّرت هي الأخرى على مدار 20 عامًا.. في البداية، اعتاد خالد ورفاقه أن يسافروا للقاهرة ويسلموا المجلة يدًا بيد لقارئها بوضعها في أماكن التجمعات الثقافية.. بعد ذلك، وجدت لها مكانًا محفوظًا على رفوف المكتبات بشكلها الجديد مثل «مكتبة ديوان»، وصولاً لمواقع التواصل الاجتماعي التي يرى «خالد» أنه وسّع دائرة تداول أمكنة بين القراء، وساهم في انضمام كُتاب جدد لها أيضًا.

على ذلك، يحرص القائمون على أمكنة على الاحتفاظ بطبعتها الورقية، إيمانًا منهم بأن العلاقة بين البني آدميين والورق مازالت موجودة، فبالرغم من التقدم في القراءة الرقمية، يرى «خالد» أنه ربما الجميع يلعبون في الساعات الأخيرة لهذا النوع من الطباعة والتي قد تطول قليلا، نظرًا لاستمرار التعاطف مع حميمية وقدسية القراءة الورقية، فيما يخططون لإصدار أرشيف إلكتروني للأعداد القديمة فور توفر التكاليف والجهد.

الحيوات الأصلية لم تُعد صالحة، وجاءت الحيوات البديلة لتفتح ثغرة في مسار مختلف.. ببساطة، يشرح «خالد» الفكرة العامة للعدد الجديد الذي تغلب عليه تجارب شابّة وحديثة، مُحاولةً أن تشق طريقا مغايرا لحياتها، عبر مقالات تحمل طابعًا أدبيًا.. أما عن الأمكنة البطل في هذه المقالات، فيعددها «خالد» قائلاً: «تمتد داخليا من الجنوب في القصير وحلايب وشلاتين، ونويبع، وبني سويف، والإسكندرية، والقاهرة، وأسوان، ومرسى مطروح، وخارجيا في مدريد، والبرازيل، وبيرو وتركيا وغيرها».

المصدر: المصري اليوم

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here