فواز قادري، شاعر سوري مقيم في ألمانيا وله العديد من الإصدارات الشعرية.
أوراق 19- 20
شعر
جنرال
الوردة لا تمتلك الجيوش
الجنرال القاتل يملك ذلك
الوردة لها أوراق ناعمة تفوح ولا تقتل
الجنرال عنده الرماح وأحصنة الحديد
الوردة تمنح العطر بحرية قصوى
الجنرال يخنق ما تمنحه الحديقة
الأولاد ماتوا قبل الحلم
والجنرال يقتل ما تبقى منه
الصبية فرحة بوردة العاشق
الجنرال يملك مشاتل الزهور ويسورها بالجند
يملك كل شيء ولا يملك قلباً
ولا يستطيع أن يفرح امرأة تزوّجت مجنزرة.
أعزل
أنا لا أحارب أحداً
أعزل وأريد أن أغير الدنيا
هذه الطائرات لا تحوم حولي بالخطأ
الجنود مشغولون بالبنادق والخوف
بدل ورد الحبيبات والرسائل
يموتون ويضحك الجنرال الأهبل
تطير أعضاؤهم ويرقص الجنرال
فراشة من دمع وقلق
رافقتني في الظهيرة
العصفور الذي واعدني على أغنية الصباح
اعتذر لأسباب لم يقلها
طفل ينتظر اجازة من الموت
من أجل إن يكمل اللعب
الشيخوخة الصبورة
تخلت عن بعض أحمالها وصرت خفيفاً:
امرأة تبسّمت في وجهي بلا سبب.
رشح
الفرح يرشح منك وأنا الحزن
تتأخر عيناك ويحرسك حلم بالشرفات
صحوي قيامة والصباح خال منكِ
الصباح قهوتك والكلام يرشح بالورد
ويلمّع الشوق أوراقه
كلما رشح حنينك في النهار.
اغتيال
أريد أن أجدد صلتي بهذه الرصاصة
أن أقنن طيشها بالحكمة والوقار
وأقنع الحياة التي أخرجتها من المهابة إلى الشارع
أن تلعن القاتل والطغاة في سرها
من الموت والتابوات إلى الحرية
حتى يتأخر وقت مجيئها عني
يليق بها أن تجلس بين دفتي كتاب التاريخ فقط
أن تسكن المتاحف أو تكون من زوار المقابر
رصاصة عبوسة تسأل عني كل يوم
وتلح أن تتعرف علي
بلا موعد ستأتي إلى زيارة القلب
بلا سبب تغادر
دون أن تعتذر من الرأس
ودون أن تترك أثراً على خروجها من جهة مقابلة.
عطف
لستِ بحاجة إلى واو العطف أحياناً
كل قصائد الحب تعطف معانيها عليكِ
الوردة معطوفة على البستان
العطر على الوردة
القمر على مساء بنكهة الصيف
الأجنحة على السماء
النهر على الجريان
نبض عاشق على قلب عاشقة لا يهدأ
الغرباء على الحنين والذكرى
الجندي المجروح في الحرب
على وسادة سرير البيت
يضع رأسه على بياضها وينام
رصاصة أيضا
حلمي رصاصة ساخنة
أنام مع رصاصة
أصحو على رصاصة
ورصاصة تلتهم الطريق
لم نكن نتآلف
كلما عبرت سمائي طأطأت رأسي
وكلما زارني عصفور
وجدت بعضاً من أزيزها في الهواء
في القصيدة رصاصة بدم
في الرغيف رائحة البارود
حتى الصباح لم ينج بأغانيه
رصاصة تبحث دون كلل
عن ما تبقى من وطن في قلبي.
*- قصائد من مخطوط “يا آدم الجديد، عيك الخواء”
