عبير خديجة، شاعرة سورية
مجلة أوراق – العدد 14
الشعر
لا مشهد أَحزَن
من رجلٍ يُهاتف رجلاً آخر
بقصيدة؛
وكأن ناياً تحطم في فمه
فنهَض الموت على وجهه
مثل فرس.
رجلٌ
يعرج من ضلع عمره
ليفتح هوّة نحو السماء
لأن السنابل لم تندلع في فمه.
رجلٌ يسقط منهكاً
عن فرس النشوة في حرب القصائد،
وقد ألّف جميع النساء،
شكلّهن، نوّنهنّْ
سكَن بإيقاعهن،
إلا امرأة تُضيء جنبه
لتخرج من ثقوب النعاس
كقرارِ ناي.
رجلُ
نديم
تغفو تحت إبطيه
رائحة الحبيبات اللواتي أعاد ابتكارهنَّ
شامة ، شامة
يصرّح لامرأته بإيقاعه النشاز
وهجره للندامى بكسرِ كأس.
رجلٌ
خرساء رائحة الحُزن فيهِ
ملاّح دمعٍ
يعبر منخور الظهر
خيبات وطن.
رجلٌ
أعارَ الريح مُنجيرته
وخلفه قطيع ضوء
يلتهم نعس البراري
فَرعَته بالعزف.
رجلٌ
ينز مُلحة، مُلحة
والصوت غابة من شوك
وفي عينيهِ التماع جُرح
يخرج الوطن منه
قطرة من دم.
رجلٌ
يرشح بالغربة
وحسرته أنَّ امرأة لم تكن له وطناً
و”لو حشو كفن”.
*****
*- من ديوان سيصدر قريبا