وداد نبي: قارة اسمها الجسد

0

في البدء

يتخذونه بيتًا

تمنحينهم مفاتيحه، أسراره، منابع اللذة فيه

لكنهم سرعان ما يرمون قنابلهم عليه

ويغادرون.


ينمو جسدك من جديد

بعد كلّ معركة

نبتة قذفتها الريح بعيدًا.


يتحرّر كلّ مسام من أنفاس العابرين/ من شهواتهم/ نظراتهم 

جسدك الآن قارة بأكملها/ قارة ببحار ومحيطات/ جبال ووديان/

ولا يمكن لأحد أن يهتف:

أنا مالك هذه القارة.


جسدك قارة من البرتقال في ذاكرة الزمن

 ألف غرام من الجنة

أغنى من منجم ذهب.


جسدك غابة بكر مليئة بالطيور

قارة أنت وحدك من تكتشفينها

أرض خصبة

تحرثها الشمس لأزمنة الجفاف.


في أوقات الحرب

يخيطون جسدك ثوبًا عليهم

ثم يمزقونه عضًّا بأسنانهم

يتركون سوائلهم عليه 

لكنه يبقى قارة مجهولة

عصيّة على الامتلاك.


جسدك حيوان خرافي بألف ذراع

يمنح اللذة بيد 

والخوف باليد الثانية.


جسدك المغمور بالقبلات

وألم الولادة والموت

المعجون بألم الحب وقسوة الهجران.

جسدك سيد الأسرار

بوابة الجنة أو الجحيم

رب هذه الأرض القاسية

حين يحلّ اليباب.

*ضفة ثالثة