شيرين أوسي، شاعرة كردية سورية مقيمة في إقليم كردستان
مجلة أوراق العدد 13
شعر
- فلك الرغيف
أنا طفل..
في رحيل المساء
تحولت زفرةً
خرجت تتهيأ لتحتوي العالم ببشاعته
صار صوت الزفير
نفيراً على الحياة
أنين الروح الموجوعة
العارية……..
على صدى انتفاضة
تحول أرواحنا جثثاً هامدة
انتفاضة روحٍ
هرمت…..
تنشد الفرح..
يباغتها الحزن
مشمراً عن نواياه
تعزف على وترٍمبتور
لحناً للجائعين
تتحسس موضعه
تتعثر بغصةٍ
أنا طفل
يتمدد عبر السنين
يحمل بيده عمراً
يسيل جوعاً……
ألماً
يسيل
لهاث للصامدين
يهرولون خلف رغيفٍ
مجروح
بالحرية
تسبقهم اليه
دبابير وجرذان
وأنا حافي القدمين
أسير على العليق
أمشي والوقت
صمتٌ موحش
وأنا أختفي في فراغ الطريق
ظلام…. ظلم
الفقر سيد المكان
وأنا طفل
يحمل عمره بين أصابعه
يفتقد ضحكته
وقرطاسه وقلمه
لعبته اليتيمة المرمية على حافة النسيان
قصص ما قبل النوم ليست لنا
نحن قصص لكل زمان……
في موت الفرح
عن أحيائنا….. أعيادنا
أنا طفل يبكي لعبته الوحيدة
على حافة الليل
يمسد حلمه المعلق بطرف أمنية
على أعتاب المساء
ذاك الوقت اللئيم
حيث تتكاثر الأحلام
في عالم قبيح
يسحب من تحت قدميّ الطريق
أنا طفل
على أعتاب النسيان
وطني…
دم ولحم وخرااااب
مطرود أنا من حقل أحلامي
أحمل بين أصابعي
عمراً يسيل
في وطن ضاق بي رغم اتساعه.
- قفاء الرائحة
تقتفي أثر البعد
يستهويك الغياب
وأنا في حضرة الانتظار
أنتظر غيث حضورك
لعله يعصمني من قحطٍ
يجفف عشبة الروح
رتابة الوقت
متسع الغياب
يلفه الضباب
في بعدك
والحلم الهارب مني
يكسر جناحي
يغرق قدمي في خطيئةٍ
موسومة بالشك
تتمسك بتلابيب الروح
لا تتركها لعقوبة
سوءة
قلبٍ تنشق حبك
أمنيةً أن يكون
طلعاً فيزهر به
في خرابي
خيوط الحياة
تهدلت في جذوري
انتحبت الذاكرة
ولم ينتصر النسيان
وها أنا………
بعد كل هذا اليباس
وبعد هذا الاغتيال المتعمد
أفشل في وأد الشوق إليك
عبثاً أحاول
وأنا اتعاطى حبك إدماناً
آيلة للسقوط بك
أتعثر وأسقط
ضيقة تلك الطرق المؤدية إليك
جافة تلك المساءات
بعيدة تلك المسافات
وتتمدد
يقطنها السراب
دخاناً
خيالاً
يسكن نهاياتها
أنت لست هناك…..
في نهاية الدرب
لم تكن هناك
الطريق إليك
تقضم أطرافي
وطالما رضيت
لم يبقَ لي
ما يبقيني على قيد الحب
جناحاي مبتوران
وقدماي غائرتان
وقلبي ذرته رياح الهجر
فغدا خراباً
متعبة أنا…..
منك
وبك
ألملم شتات روحي
ما أقسى أن تدمن روحاً
ليست قريبة.