مكتبة «هاسكل».. تدخلها في الولايات المتحدة وتخرج في كندا!

0

بينما يطلب الرئيس الأميركي ترامب من المهندسين المعماريين في بلاده البدء بتحويل أحد وعود حملته الانتخابية (بناء الجدار) إلى شيء قد يتحقق بالفعل على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، هناك على الجانب الآخر من الحدود بين الولايات المتحدة وكندا ثمة شيء يتعلق بالثقافة والكتب، يقف كمعلم بارز ضد سياسة الحدود والجدران. على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا، تقع واحدة من اغرب المكتبات في العالم وهي مكتبة هاسكل، إنها قصة عن الثقافة التي توحد الشعوب وتلغي تلك الخطوط الوهمية التي يضعها السياسيون، المكتبة الفريدة من نوعها تأسست في عام 1904، وتفصل المكتبة ذات الشكل الكلاسيكي بين بلدة ديربي لاين بولاية فيرمونت الأميركية، وبلدة سانستيد بمقاطعة كيبيك الكندية، وتحمل المكتبة عنوانين الأول ينتمي إلى بلدة ديربي لاين الأميركية والثاني تابع لبلدة سانستيد الكندية. بطاقة المكتبة جواز سفر لأكثر من قرن من الزمان، سمحت مكتبة «هاسكل» للكنديين والأميركيين بالمرور بحرية من خلال طلب وثيقة واحدة فقط هي بطاقة المكتبة، يجب على جميع قراء المكتبة استخدام المدخل الأميركي للوصول إلى المبنى، ويُسمح للكنديين بالدخول إلى باب الولايات المتحدة من دون الحاجة إلى إبلاغ أمن الحدود أو الجمارك باستخدام طريق محدد، شريطة أن يعودوا إلى كندا فور مغادرتهم المبنى باستخدام المسار نفسه، وهناك مخرج للطوارئ على الجانب الكندي من المبنى. المكتبة عبارة عن منزل كلاسيكي بني عن عمد على الحدود الدولية بين البلدين، وافتتح في عام 1904، كان المانحان زوجين ثنائيي الجنسية: كارولز هاسكل رجل الأعمال الأميركي، وزوجته الكندية مارثا ستيوارت هاسكل، وكان القصد من ذلك أن يستخدم الناس على جانبي الحدود المكتبة من دون المرور عبر أمن الحدود والتعقيدات الرسمية والأمنية. خط الحدود الوهمي ينقسم المنزل إلى قسمين: الأول يضم مكتبة هاسكل الحرة في الطابق الأرضي، والثاني في الطابق الأعلى يضم داراً للأوبرا. تحتوي المكتبة على أكثر من 20.000 كتاب باللغتين الفرنسية والإنكليزية، وهي مفتوحة للجمهور لمدة 38 ساعة في الأسبوع، ويتمتع الكنديون والأميركيون بالمساواة في الوصول إلى المكتبة ودار الأوبرا، القارئ الداخل إلى المكتبة من الولايات المتحدة سيجد أمامه لوحة كبيرة للإعلانات ورفوف كتب الأطفال، بينما في القسم التابع لكندا فسيجد أمامه عددا هائلا من رفوف الكتب وقاعة كبيرة للقراءة، يفصلها خط أسود وهمي، يمثل خط الحدود الوهمي الفاصل بين الولايات المتحدة وكندا، تقع كندا على الجانب الأيمن من الخط والولايات المتحدة على اليسار. دار أوبرا بين بلدين Volume 0%   في الجزء الأعلى، تقع دار الاوبرا الصغيرة، التي تم تصميمها على غرار دار أوبرا بوسطن القديمة بطريقة صغيرة الحجم، وتتسع الأوبرا لـ400 مقعد، يمتد خط أسود سميك أسفل مقاعد دار الأوبرا فاصلا بين حدود الدولتين، حيث تقع نصف مقاعد الاوبرا في الولايات المتحدة والنصف الآخر في كندا، المكتبة الحدودية الفريدة سجلت في الولايات المتحدة ضمن السجل الوطني للأماكن التاريخية منذ عام 1976، وفي كندا عينت كموقع تاريخي وطني لكندا منذ عام 1985، بينما اعتبرت كموقع تراث إقليمي منذ العام 1977، وتعتمد المكتبة على المتطوعين لتغطية تكاليف التشغيل، كما يضيف مسرح الأوبرا في الطابق الثاني مجموعة من الإيرادات تساعد في تغطية التكاليف. مكتبة لمّ الشمل والى جانب الإلهام الثقافي الذي تقدمه مكتبة هاسكل، فهي تقدم لزوارها خدمة إنسانية كبرى تتعلق بلمّ الشمل العائلي، بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في الولايات المتحدة بتأشيرة دخول واحدة، من الصعب وربما من المستحيل، مغادرة البلاد لزيارة الأسرة ثم العودة. وقد زاد حظر السفر الذي فرضته إدارة ترامب الأمر صعوبة، حيث يمنع الأفراد من بعض البلدان من دخول الولايات المتحدة. هنا تحولت المكتبة إلى مكان للمّ الشمل بين هذه العائلات، من خلال السفر إلى كندا ثم الذهاب للمكتبة الحدودية للقاء الأحبة والعودة إلى كندا مرة أخرى.

المصدر: القبس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here