اكتشفنا ــ نحنُ المرضى ــ أن هذا الطبيب ومنذ عشرين عاماً يعطينا أدوية غير مناسبة لأمراضنا، يفعل هذا لنبقى مرضى في هذا المستشفى القذر، حتى يبقى هو طبيباً، لأننا إن شُفينا، وانتهى مَرضُنا، لا لزوم له كطبيب، ومن الوارد أن يتحول إلى مُصلح دراجات هوائية في المنطقة الصناعية، في أفضل الأحوال.وحتى يبقى طبيباً أجبرنا دون أن ننتبه أن نبقى مرضى.اكتشفنا مؤامرته علينا بعد عشرين عاماً من هذا المستشفى القذر، خططنا جيداً، وعندما دخل علينا في ذلك الصباح، أمسكنا به ورميناه من النافذة في الطابق العاشر، ثم رمينا خلفه ذلك المريض الحقير الذي كان يتجسس علينا لصالحه.
بعد زمن، أيام أو أشهر أو سنوات، قالوا لنا إن طبيباً جديداً أرسلوه من العاصمة إلى هذا المستشفى من أجلنا.عندما دخل الطبيب الجديد إلينا نظرنا إليه بصمت، أنا والمريض الذي على يسار جاري، تذكرناه بصمت.اقترب الطبيب الجديد مني وهمس بأذني بخبث:ـ
لا يموت من يسقط من الأعلى إن سقط على جثة من سقط قبله….
همستُ لنفسي: سوف نرميه من النافذة هو الآخر، ولو بعد عشرين عاماً، ولكن… لا أعرف متى ينتهي هذا المرض، ومتى ينتهي الأطباء؟ تباً لهذا المستشفى الأبدي…..