مصطفى تاج الدين الموسى: الخوف الذي لا يموت

0

ملاسنة كلامية حادة وسريعة في منتصف السوق، ثم طعن أحدهم شخصاً أخر في صدره.

هرب الناس من حولنا، وأسرعتُ أنا إلى القاتل، أخذتُ السكين من يده وانحنيتُ على الجثة، وأنا أهمس له: ابتعد من هنا…

بعد أشهر، وقبل الحكم بإعدامي، زارني القاتل الحقيقي في السجن، سألني بخجل لماذا حملتُ جريمته على كتفيّ، وكنتُ في عينيه نبيلاً، أكثر من الأنبياء…

تسليتُ معه ببعض الكلمات، ولم أخبره، أنني منذ سنوات أحلم أن أكون مجرماً، وللأسف فشلتُ بارتكاب أيّ جريمة.

الجريمة: حلمٌ جميل، حلم الأقوياء، وكابوس العاديين المزدحمين على عربات الخضار في الأسواق الشعبية.

ما أجمل أن أغادر الحياة وبذمتي جريمة، ولو كانت جريمة من وهم…..

وأنا أترنح على حبل المشنقة، ضحكتُ عندما تخيلتُ الناس الخائفين كيف سيذكرون اسمي بينهم بخوف، مع أنني عشتُ بينهم وكنتُ في حياتنا، أكثر الناس خوفاً…

لا أعرف من هو القتيل، لكنني لستُ المشنوق كما ظنوا.

القاضي، دون أن ينتبه، شنق خوفي، شنق خوف الناس، خوف الناس الذي لا يموت…