تلك العبارة
أراها الآنَ مِلْءَ
بياضِها
سيكتُبُها صديقٌ
ذات يومٍ
ورُبَّتَما غداً
فوقَ جدارهِ
على خلفيةٍ سوداءَ قاتمةٍ
وسيقرأُها الآخرونَ
عندَ إشارةٍ حمراءَ
أو في القطارِ
أو المقاهي
بين نميمتيَنْ
أو في الفِراشِ
قبلَ النومِ
أو بعدَهُ قبلَ الفطورِ
وبين قصيدتينْ
سينقُلُها آخرونَ
ملءَ حِدادِها
ورُبّتَما مع صورتي
في مهرجانٍ
أو في المطعمِ الجامعيّ
أوْ شارداً على ضفّةِ
السينْ
رجاءً
لا تكتبوا
نفْسَ الحروفِ
تحتَ عبارةٍ بيضاءَ في خلفيّةٍ سوْداءَ قاتمةٍ تقولُ إنّي:
“في ذمّةِ اللهِ”.
■ ■ ■
أوّلَ مَرّة
في شُرْفَتي
هذا الصباح
انْتبَهتُ أوّلَ مرَّةٍ
إلى سِروتيْنِ
عاليتيْنِ
وسْطَ الحديقةِ
وسمعتُ تغريدَ العصافير
وعرفتُ أنَّ جارتيَ العجوز
تمْلِكُ سيارة CITROEN بيضاءَ
رقْمُ لوْحَتِها 580…VX35
ورأيتُ ساعي البريد
يُركِّنُ في تأنٍّ درّاجتهُ الصفراءَ
عنْدَ بابِ العمارةِ
وقِطًّا يَعبُرُ الشارعَ
مُطْمئنّاً
وقلتُ سلاماً لجاري
الذي كانَ يَسْقي زهرةَ
الأوركيدا
ثم تأمّلتُ وجهَ صغيرتي
على بُعْدِ متْرٍ
وهْيَ تشدُّ على دُمْيتِها بحُنوٍّ
فقلتُ لها: كمْ أُحبّكِ!
*المصدر: العربي الجديد