قد لا تكون جاسوساً أو تطمح لأن تكون جاسوساً، لكن التجسس بالتأكيد شيء قد يثير اهتمامك. تكتشف العقول الأكثر إبداعاً، طرقاً مختلفة لجمع المعلومات دون كشفها. والسباق من أجل القيام بذلك بشكل أفضل وأسرع ومع مزيد من التخفي المستمر منذ قرن على الأقل، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتجسس الحديث. سلسلة وثائقية جديدة لنيتفليكس تبحث في الطرق المختلفة التي تتجسس بها الدول على بعضها البعض.
اللقطة الافتتاحية كانت عبارة عن مشاهد لأشخاص يراقبون ويقومون بالرصد. يقول الراوي ديلان بيري : “يقوم الجواسيس بالمراقبة لمعرفة أسرار أعدائهم”.
سباي كرافت هي سلسلة وثائقية من 8 أجزاء أو حلقات كل حلقة نصف ساعة فأكثر قليلاً، تديرها المنتجة التنفيذية ماريا واي بيري، وتبحث في الطرق المختلفة التي تجسست بها الدول على بعضها البعض وجمع المعلومات الاستخباراتية على مدى عقود. يتم عرض طرق مختلفة في كل حلقة، من تسميم الأعداء إلى “التجسس الجنسي” إلى العمليات السرية القديمة والكلاسيكية لكنها فعالة. كما يتم دمج لقطات مع عمليات إعادة تمثيل ومقابلات الخبراء لرسم صورة لكيفية تغير جمع المعلومات الاستخباراتية بطرق عديدة على مر السنين، ولكن من نواحٍ عديدة حيث يتم القيام بذلك بنفس الطريقة التي يتم بها دائماً.
تناقش الحلقة الأولى المراقبة عالية التقنية، بما في ذلك أجهزة التنصت المختلفة التي استخدمتها الولايات المتحدة وروسيا والصين على مر السنين. مستوى الإبداع والإختراعات المعروضة رائعة، من ميكروفون مزروع في حذاء السفير الأمريكي في موسكو إلى جهاز تنصت لا يتطلب كهرباء للعمل. الأمكنة غير المتوقعة التي تم وضع جهاز تنصت آخر فيها مثل رصاصة واطلاق النار على شجرة من مسافة بعيدة.
إلى هدم طوابق كاملة للسفارة الأمريكية بالعهد السوفييتي بعد اثبات التجسس السوفييتي عليهم ومن داخل دعامات المبنى فاضطرهم لاستحضار مقاولين أمريكيين.
نوع آخر من المراقبة عرضته حلقة هو مراقبة “العين في السماء”، ومعظمها باستخدام طائرات بدون طيار. نظراً لأن الطائرات بدون طيار أصبحت أكثر تعقيداً وتقدماً، حيث تمكنت كاميراتها من متابعة المزيد من الأشخاص بدقة أعلى من أي وقت مضى. أخيراً، يناقش الخبراء كيف يمكن للكاميرات المثبتة في الشوارع في الصين تتبع تحركات كل مواطن ومنح الناس “درجة اجتماعية” يمكن أن تؤثر على مدى سهولة حصول الناس على وظائف وأشياء رئيسية أخرى. وعلى نمط رواية جورج اورويل الشهير 1984 وعقلية أنا أراقبك والأخ الأكبر.
تتمسك سباي كرافت بالحقائق، وهذا ما يجعل مشاهدة العرض ممتعة للغاية. لا تهتم السلسلة كثيراً بطريقة التحليل أو جعل الأمور أكثر إثارة. وإنما تعتمد على حقائق ووقائع عن كل مثال يقدمونه، ويُفعّل ذلك في حزمة مدمجة وسريعة الحركة تحافظ على تفاعل المشاهدين.
إذا كنت تبحث عن مناقشة متعمقة لمختلف الأساليب والتقنيات، فلن تحصل على ذلك هنا. هذا عرض سريع الحركة، بأساليب مختلفة في ضوء المعالجة المميزة، بمساعدة دعم من خبراء متقاعدين مختلفين. في الحلقة الأولى، قد تلاحظ شيئاً عن هؤلاء الخبراء هو أنهم من نوع “الرجل الأبيض العجوز “، وهي حقيقة من حقائق الحياة الأمريكية، حتى لو كانت مزعجة. هؤلاء هم الأشخاص الذين كانوا تاريخياً مسؤولين عن برامج التجسس الأمريكية، لذلك هؤلاء هم الأشخاص الذين ستتم مقابلتهم.
لم تكن عمليات إعادة تمثيل البرنامج مزعجة كما رأينا في أماكن أخرى (مثل ذه نايت كولر الذي تم إصداره مؤخراً)، لكنها لا تزال موجودة. كنا نتخيل أن درجة إثارة هذا العرض سيكون له علاقة كبيرة بالموضوع – فنحن نثراهن على أن الجنس كأداة تجسس سيكون له مجموعة من عمليات إعادة تمثيل مزعجة. لكن بالنسبة للجزء الأكبر، فإن عمليات إعادة التمثيل غير مزعجة.
وستصبح أجهزة الاستخبارات أكثر فاعلية في التجسس، بالإضافة إلى “القبض على الجواسيس رغم شبه استحالة كشفهم”، كما يقول خبير الاستخبارات كيث ميلتون.
حلقة البايلوت (أي الحلقة الأولى للسلسلة) : كان من الممكن أن تكون اللقطات الأقل قليلاً مفيدة أكثر، لكننا نتفهم سبب صعوبة الحصول على لقطات مباشرة.
بالنهاية إذا كنت تبحث عن بعض الأفكار الرائعة حول بعض الطرق التي تحصل بها أمريكا والدول الأخرى على المعلومات، فيجب على سباي كرافت أن يخدش هذا الفضول ويجيب عن أهم الأسئلة، حتى لو لم تكن السلسلة الأكثر تفصيلاً. الحلقة الثانية كانت بعنوان السموم القاتلة وكيف استخدم البلغار والروس غازات بخارية سامة في وسط لندن بل وحتى استخدمت روسيا البولونيوم المشع، الثالثة بعنوان التجسس الجنسي والكثير من القصص الحقيقية والوقائع بهذا المجال وكيف استخدمت المانيا الشرقية جواسيس الروميوز للايقاع بسيدات يعملن بمواقع حساسة وخاصة السفارات حيث أفخاخ الجواسيس، الرابعة الجمع السري للمعلومات وكيف اخترقت الصين كامل قوائم موظفي الولايات المتحدة من جيش واستخبارات وموظفي وزارات وحتى العاديين منهم، وكيف جند السوفييت ولعقود طويلة أمريكيين في أماكن بالغة الحساسية، الخامسة : التواصل السري حول تكتيكات التجسس بالتواصل مع العميل والتقنيات التي استخدمتها الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، السادسة العمليات الخاصة وفرق التخريب حول تطور طائرات الدرون والتنصت عن بعد وعمليات تخريب مفاعلات نووية كما فعلت النرويج في تدمير مفاعل للألمان خلال الحرب العالمية الثانية، أو عملية تصفية بن لادن، السابعة : خبراء فك الترميز وقضية سنودن وانيغما الالمانية خلال الحرب العالمية وكشف مكان تواجد صدام حسين، الثامنة والأخيرة : تجنيد الجاسوس المثالي وشروط تجنيده الملخصة بأربعة أشكال هي المال أو الايديولوجيا أو الابتزاز أو الغرور.
خاص بالموقع