تلك التراتيل المثخنة بعبق الموت
وأجراس القهر المجلجلة
ولغة قديمة لا نفهمها ولا نستأنسها
تلك الجثث المحترقة
وصور قيصر…
وحفرة الموت يا حفرة التضامن
تلك الأوطان المقابر
الموت السوري لا يختبئ
ليلتقط فرانكشتاين العزرائيلي بقايا الأبدان
حتى الصقور المحلقة يتبعها هادم اللذات
في بلاد السواد واللطم ومجالس العزاء الحسيني
تتفاخر الثعالب وتتلوى بكلماتها المرعبة
أن أعيدوا اللاجئين
فالوأد السوري لم ينته
لم تنته فصول الجمر لم ينته الحقل من ابتلاع المزيد
فهل من مزيد؟!…
الحفار يلهث ببراميله
والطرابيش تجامل المقبرة
أي عاهرة تتراقص في عقول الذئاب
تنهش المائدة
اللحم يسيح والماء يُغرِق الرماد
السارين يسعل معتذراً من همهمات الأطفال
طاعون الشام دفّان المدن القديمة
يجهر الفرعون زفير السكرات
وغودو لم يظهر
الصدى العبثي يبث المعاصي
من معصية القتل لمعصية الغطرسة
تجار البازارات يتراقصون على حبال العنصرية
تتأوه مريم تهز النخلة المتألمة
النمرود لا يأبه لعصا موسى
ولا الطفل الناطق
ولا عشائر المحبرة
في بلاد تكفر بدينها كما تلفظ الإنسان من أرحام السعير
تلك الحمير والبغال لتركبوها
وذاك ختم النفاق والمخترة
النوارس الدامية والنار تلتهم المعصرة
تتعمق الحفرة القرمزية
ودم الطريق النازف يلون المجرفة
فامرحي يا أرض بما يسطرون
القلم السوري في لهيب المجمرة
*خاص بالموقع