هل تعرف هرم ماسلو؟
تم إنشاء هذا الرسم على شكل هرم في عام 1943 من قبل عالم النفس أبراهام ماسلو، ويمثل التسلسل الهرمي للاحتياجات.
تأكل، تعمل، تتأمل
وفقاً لماسلو، الاحتياجات التي يجب أن يلبيها الإنسان من أجل أن يكون سعيداً مقسمة إلى خمس مجموعات، والتي يمثلها بواسطة كتل مرتبة فوق بعضها البعض مثل الهرم.
في الجزء السفلي (هذا هو قاعدة الهرم)، هناك احتياجات فسيولوجية.
التنفس والغذاء والماء والجنس والنوم.
هذه هي الحاجات الأساسية. إذا لم ينجح الانسان في تلبية هذه الحاجات، فلن يستطيع أن يعيش.
ثم الاحتياجات الأمنية : العيش في بيئة مستقرة وسلمية، من امتلاك منزل، وأسرة، وعمل، وما إلى ذلك.
ثم حاجات الانتماء : المودة والحب والصداقة.
في المركز الرابع، الاحتياجات التي يسميها ماسلو “الاحترام” : احترام الذات، واحترام الآخرين، والثقة بالنفس، والشعور بالنجاح، إلخ.
وأخيراً، تُوّجت قمة الهرم بحاجات تحقيق الذات – لإشباع الذات، والازدهار، والتطور الشخصي (من خلال اليوجا أو التأمل أو الصلاة والروحانيات)، باختصار، لتحقيق التوازن، وللتغلب على مخاوف المرء الوجودية والعيش في سلام مع النفس ومع الكون.
للتقدم إلى المرحلة الثانية، يجب عليك إكمال جميع متطلبات المرحلة الأولى. وهكذا، إلى القمة.
عرشنا في القمة
كان الناس في أوكرانيا على قمة الهرم تقريباً، لكن الحرب دفعتهم إلى أسفل. أما في سوريا فكانوا قبل الثورة متأرجحين بين الدرجة الأولى والثانية والثالثة.
بينما تقرأ هذا، فإن السوري العادي لا يحاول أن يكون في حالة توازن مع الكون.
يريد فقط أن يأكل وينام ويعيش في أمان.
من ناحية أخرى، وصل السوري اللاجئ في أوروبا إلى القمة.أما في تركيا والدول العربية فحاله كما كانت في سوريا قبل الثورة.
لذلك ستلاحظ حتى مواقع الأبحاث السورية وحسب الداعم تعبر عن حالة الداعم لا عن الحالة السورية وهي بالتالي أقرب للفصام عن الحالة السورية داخل سوريا أو خارجها.
وصل بعض السوريين لمرحلة متقدمة في أوروبا مثلاً فتغيرت تساؤلاتهم بعيداً عن الثورة وجيل ما بعد الصدمة لدرجة أن بعضهم أصبح يتساءل بلسان الغرب تماماً فيما إذا كان الرجال البيض لديهم الحق في فتح مطعم سوشي، وهذا يعني وصولهم إلى أعلى قمة الهرم.
يتم تلبية احتياجاتك الأساسية.
تنظر إلى الأسفل وتقول لنفسك، “حسناً، ما نوع اليوغا الذي سأفعلها الليلة : بيكرام أو ينغار؟
أنت تسأل نفسك وتخوض في مشاكل برجوازية.
وأنت تعتبر متاعب الأمعاء لديك عبارة عن ردة فعل لهجمات القلق. عكس أخيك السوري الذي يعاني الجوع والبرد داخل سوريا، وعدم الاستقرار والأمان في تركيا.
الجنة
إن الفظائع التي تكشفت في سوريا وتنتقل اليوم لأوكرانيا (ويجب أن نتذكرها في العديد من البلدان الأخرى، حيث يُذبح الناس كل يوم وسط اللامبالاة العامة، حتى لدى السوري الأوروبي إن صح التعبير ولامبالتي لانشغالي بقلقي ومصيري في تركيا مع تصاعد الهجمات على أساس عنصري في تركيا والقلق اليوم من التهديد بالترحيل للجحيم السوري) سنتذكر كم نشكو بأفواهنا ممتلئة.
السوري الغربي اليوم والمندمج هناك يناقش حقاً ما إذا كان عليه منع الممثلين المغايرين من لعب الشخصيات المثلية؟
حقاً؟
هل أصبح نقاشاً اجتماعياً؟
ومن باب الرفاهية تمارس المرأة السورية الغربية وتناقش موضوع الاغتصاب الزوجي والعنف وتدعو للدين الجديد النسوية في رفاهية مطلقة.
هل نتساءل حقاً عما إذا كان للمرأة البيضاء الحق في ممارسة اليوغا؟
ذات يوم، في مجلة Le Devoir ، تساءل صحفي وبكل جدية عما إذا كان يجب على النباتيين إعطاء اللحوم لكلابهم ؟؟؟؟
“معضلة القطط والكلاب النباتية”، عنوان – دون ضحك – جريدة آب / أغسطس 2021.
هل حقاً وصل السوريون إلى هناك؟
حسناً مرحباً.
إذاً هو يعيش في الجنة ولا يعرفها حتى. ولم يعد يمت بالواقع السوري الأليم والثورة السورية بصلة فقد اندمج بالمفاهيم الغربية المستحدثة وهو في العالم الآخر. بالنسبة لي هو أمر جيد، لكنها فئة أخرى وعالم مختلف.
ربما الثورة السورية بعد خروج السوري وبعد 11 عام عليها أصبحت بنكهات، فهناك الثورة السورية بالنكهة الأوروبية بمعنى علينا ربما أن نكون نباتيين، وهناك الثورة السورية بالنكهة التركية بمعنى هل علينا أن نكون “سوركيين” هل سنحصل على جنسية هل نكمل طريقنا لقمة هرم ماسلو والجنة الأوروبية أم هل سيتم ترحيلنا ونعود للجحيم السوري؟ والسوري بالنكهة الأردنية والسعودية والمصرية وكردستان العراق واللبنانية وكم الأفواه في العالم العربي والتجاهل بالعالم الإسلامي، أو التلقيم الإخواني في الدول الإخوانية وأسلوب التقية. أو تبني سياسة الترفيه والويسكي الحلال في البارات المجاورة للجوامع؟!!.
نعم الثورة السورية اليوم باتت ملونة مندمجة ومتأرجحة في هرم ماسلو.
فالسوري في تركيا يرى مصلحته دعم الحزب الحاكم والتسويق له خشية إقصائه وإعادته، مع صعود الأحزاب النازية التركية المعارضة، والتي كامل سياستها وبرنامجها الانتخابي قائم على إقصاء السوريين وتسليمهم للنظام القائم في دمشق أو الإسلاميين في الشمال ولصوص الجيش الوطني، عدا عدم وجود حقوق له مثل حرية الحركة حتى في الداخل التركي، والسوري في ألمانيا سيفضل الديمقراطي المسيحي لتجربته الانسانية الرائدة مع الزعيمة السابقة لألمانيا ميركل، والسوري في فرنسا سيفضل اليسار وهكذا.
هرم ماسلو السوري لم ولا يقف عند مؤشر واضح لكافة السوريين حتى اللحظة.
*خاص بالموقع