من المقرر أن يطلق متحف فان جوخ في أمستردام معرضا يروي قصة عائلة فنيسنت فان جوخ (الذي ولد في عام 1853 وتوفي في عام 1890)، للاحتفال بمرور خمسين عاما على إنشائه.
ويرغب القائمون على المتحف في إظهار الدور الحاسم الذي لعبته عائلة فان جوخ في هذا العمل، باستخدام اللوحات وأغراض شخصية أخرى لم تُعرض من قبل، مما يعكس رحلة مليئة “بالشكوك والنكسات والفخر والانتصار”.
ويعتبر فان جوخ فنانًا هولنديًا أسطوريًا تشتهر أعماله بجمالها الجذاب ، وعاطفتها الساحرة وألوانها النابضة بالحياة. ويعتبر أعظم رسام هولندي بعد رامبرانت ، يُنظر إليه كواحد من أكثر الرسامين المعروفين في التاريخ. ومع ذلك، لسوء الحظ بالنسبة إلى فان جوخ، جاء الكثير من التقدير والمجد بعد وفاته حيث قضى حياة يمزقها الفقر، والصحة العقلية غير المستقرة وضعف الحالة البدنية.
وللعائلة تأثير واسع على الفنان خاصة في رسائله التي وجهها بشكل خاص إلى أخيه ثيو أو ثيودوروس، دونا عن أشقائه الآخرين وهم آنا، كور، إليزابيث، ويليمينا التي ماتت في 29 يوليو 1890.
وقد ولد فنيسنت ويليم فان جوخ في الثلاثين من مارس 1953 كأكبر أبناء ستودوروس فان جوخ وآنا كورنيليا كاربينتوس. كان والده وزيرا للكنيسة البروتستانتية الهولندية. ويحتل الفن والدين بشكل كبير عائلة فان جوخ وانجذب فنيسنت الشاب إلى الرسم منذ سن مبكرة، وهو ما حدا به إلى مسيرة مختلفة عن بقية أفراد عائلته.
وعندما فشلت محاولته في أن يصبح واعظًا روحيًا للفقراء، قرر فان جوخ، الذي اعتاد رسم عمال المناجم المحليين والفلاحين أثناء إقامته في بلجيكا، في عام 1880 التركيز على الفن. ففي عام 1881 عاد الهولندي، الذي كان في الأساس فنانًا علّم نفسه بنفسه، إلى وطنه الأم، حيث كرّس جل وقته للرسم والتصوير الزيتي. ساعده شقيقه الأصغر (ثيو)، وهو تاجر فنون، في دعمه ماليًا ونفسيًا.
تأثير ثيو كبير في تجربة الفنان إذ كان أكبر الداعمين له، وإليه توجه الأخ الرسام بأهم الرسائل التي ترقى إلى مرتبة الأدب العنيفة في تأملاتها ومقارباتها للكون والحياة.
علاقات الفنان المضطربة لم تتوقف عند حدود عائلته بل عانى من ثلاث علاقات رومانسية فاشلة في حياته، وهي مع أوجيني لوير وكي فوس ستريكر وكلاسينا ماريا هورنيك. ومع ذلك، لم تقبل أي من النساء حبه لهن.
في السابع والعشرين من يوليو 1890 أطلق النار على نفسه. لحسن الحظ لم تكلفه الطلقة حياته، لكن جرحاً لم يُعالج أدى إلى وفاته بعد 29 ساعة من إطلاق النار على نفسه.
علاقات الرسام المضطربة بمن حوله يؤكدها دخوله إلى المستشفى أكثر من مرة، إذ تدهورت صحته النفسية بشكل مطرد حيث كان يعاني من الهلاوس والأوهام، التي لم يشفه الرسم منها.
يشار إلى أن متحف أمستردام، الذي يحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسه من خلال ثلاثة معارض، يضم أكبر مجموعة من الأعمال الخاصة بالرسام الشهير في العالم. وتتضمن نحو 200 لوحة و500 رسم و30 مطبوعة ونحو 800 رسالة.
والموضوعات الرئيسية الأربعة في المعرض الذي يدور حول الأسرة هي: فنيسنت، وشقيقه ثيو، بالإضافة إلى زوجته جو وابنهما فينسينت فيليم، الذي عُرف فيما بعد باسم “المهندس”.
وتُعتبر لوحة “زهرة اللوز” التي رسمها فنيسنت بمناسبة ولادة ابن أخيه، هي القطعة الرئيسية. ويتم شرح تاريخ العائلة باستخدام الأعمال الفنية واللوحات والوثائق ومقتنيات العائلة التي لم يتم عرضها للجمهور بعد.
*العرب