من سيقول لي أين تقع أعالي البحار، من؟!
من سيقول لي، ماذا بعد هذا القوس الأخير الأزرق
من سيقول لي ما لم تقله كتب الأسفار
هناك في أعالي البحار؟..
هناك حيث تأخذني الأمواج كيفما تشاء
وسط العواصف
تحت الأمطار
على لوح من سلام
هناك في أعالي البحار
حيث لا تسمع عواء الذئاب
ولا تلمح فضة القمر
هناك
وسط البُعدِ والظلام
هناك في أعالي البحار
لا جبال
لا سهول
لا أنهار
لا وديان..
فإلى أين يودي الصراخ
هناك في أعالي البحار
وتصرخُ
ولا صدى
لا أنحاء
لا شيء سوى العاصفة
وهي تحمل مع صفيرها الصراخ
هناك في أعالي البحار
وتصرخُ
لا للاستنجاد
لا للاستعباد
ولا للدعاء
تصرخُ كي تُفلِت الأحزان
لتطيرَ وتتوه
في الظلام
وسط العواصف
تحت الأمطار
هناك في أعالي البحار
حيث لا نسور
لا ضباع
لا غربان
لا ولا حتى قُرشان
لا ضوء
لا أنوار قرصان
في قلب الوحشة
في خلايا الوحدة
بين ثنايا اليأس
ويلفُّك الظلام
على ذروة اللا أمل
هناك في أعالي البحار .
*مجلة أوراق