عبد الله ونوس
شاعر سوري
مجلة أوراق العدد 12
شعر
ـ 1 ـ
“صورة جانبية لحبيب قصّاب”
البلادُ نصٌّ طويلٌ / ورديءٌ أيضاً
ولطالما كُنتَ مُستعدّاً أن تَموت
من أجلِ فاصلةٍ فيه … !
لا جدوى إذن من بقائك يا هذا …
فالجميعُ يقرأُ ذاك النص الطويل / والرديء أيضاً …
وليسَ من أحدٍ على استعداد
أن يوقظ (الفيروز آبادي) –الفارسي- من سُباتِهِ
ويقول له …
ـ إن (لسانكَ العربي) قد قُطِع ..!!!
ـ 2 ـ
“صورة أمامية لعدنان عادلة”
لا أدري بالضبط متى حزمَ الموتُ حقائبك الأنيقة …
ما أتذكّره فقط …
أنَّ لغيابك طعمُ الحصرم الحالمِ بأن يصيرَ عنباً …
عدنان … الذي قايض كُل ما يملك بميتةٍ يريدها
وبلاد يريدها
ولوحة تمنّاها …
ويقيني. .
أنّهُ وفي قبرهِ الأخضر دائماً
مازال يحلمُ هذا الوغد بألوانها …
ـ 3 ـ
“صورة خلفية لميرزا ميرزا” …
كم حاولتُ وفشلت في أن ألتقط ُ لكَ صورةً أمامية …
كنتَ تسيرُ إلى حتفكَ كمن يواعدُ حبيبتهُ الأولى …
لطالما صنعتَ لنا بحوراً لنغرقَ فيها …
وأحلاماً ظنناها حقائق
وبلاداً دُستَ بقدمكَ المائلة على صور طغاتها …
ميرزا …
أهبُ عمري ليومٍ لم أركَ فيه ضاحكاً
وعمراً آخر ليومٍ تكونُ فيه كارهاً …
وعمراً أستعيرهُ منك …
كي أقول لك:
ـ أيّها الميّتُ الذي ما زلتُ أنتظرُ قيامته.. !!