محمد القادري، شاعر وفنان تشكيلي.
مجلة أوراق- العدد15
أوراق الشعر
حال لا يسمح لي بأمنيات جميلة
أفكّر بماذا أعبدك؟
قال فكّر كيف ترتاح صلاتك
وكيف تتسامى أنت في الهواء دون إزعاج؟
وما هي الهيئة التي سترتديك إذاً في هجرتك المقبلة؟
فكّر ولا تتردد فهي لعنتك الأخيرة حتى لا تتشظى قطرات الدمع على عظام المنفى
وتدور أنت بذراعين ممتدتين بفلكك حتى يبلغ الهذيان ذروته
وحتى لا تُعقد أكاليل الريبة في الجموح
كن على يقين
حالك لا تسمح لك بأمنياتٍ جميلة بعد كل شيء
إذاً ماذا تختار؟ وماذا تحب؟
ـ أحب الألوان والطيران والرائحة الجميلة والاستشعار
وسأتكلم كالخالق بكل الألوان
أنا فراشةٌ عرجاء، تحمل أعباء الرحيق الذي أضاعته
عبق ٌحزين راسخٌ يفوح بها الى حافة التيه
وأجنحة مجعّدة كانت قد استراحت عليها الندوب
في إحدى محطات أزهار اللبلاب الخاطفة.
إغارة على القلب
أمعن في الضوء باللحظة التي اشتعل فيها الظلام
وكنت تود أنت البقاء فيه
لا أتطلّع إليكِ لأنفذ بجلدي
أنت الطفلة اللعوب
قلبي صلصال منبسط في طريق الحب
ورقتي الخريفية التي سقطت من صدري
تستديرين وتنظري حين أمضي
عيناكِ رصاصة
الظهر جرحُ طلقك الناري
الثقب في الصدر شاهدٌ على الوقت
وعندما يتعلق الأمر بالأسئلة المحرجة
فأنت تميلين غالباً إلى التخلص من مسؤولية هذه الغارات “النظيفه” على قلبي دون إراقة الدماء دون عنف
لأنني لست شجرة تفقد أوراقها فحسب؛
أما إذا كان بإمكاني اعطاء شخص ما نصيحة
فهي أن لا يقع في الحب أثناء اي غارة على القلب كانت
هذا لا يجلب الا سوء الحظ.
حينها فقط
هذا المسمار لن يصمت في لحمي حتى تكف الأحلام
عن انصهارها الاُفقيّ بين الجدران
وتبتل التربة حتى الجذور في مياه الأمنيات
وتنبذ الأرض الجرداء جفافها المسن بإقبال متجدد
وتتماهى هي بإطلالتها الجديدة الراشدة
حينها .. حينها فقط
يكف الليل المغتر بنفسه عن نخر عظام الروح ونفسها المتعب
حينها فقط ستتسارع الابتسامات المتباينة عبر الهضبات الى أفواه المحبين.