ترجمة سعدي يوسف
وأنتَ تُزْمِعُ الرحيلَ إلى إيثاكا
فَلْتُصَلِّ من أجْلِ أن يكونَ الدربُ طويلاً
مليئاً بالمغامراتِ والتجاريبِ .
لا تَخَف اليستريغونيّين والسيكلوبات
وبوسيدون الغاضب ،
فأنت لن تراهم
ما دُمتَ متساميَ الفِكْرِ
وما دامت عاطفةٌ نادرةٌ تلمسُ روحَكَ وجسدك
إنك لن تلقى الليستريغونيّين والسيكلوبات وبوزايدون الغاضب
إلا إذا حملتَهم في روحِك
وإلاّ إذا نصبَتْهم روحُكَ أمامك .
تَمَنَّ أن يكونَ دربُك طويلاً
أن تدخلَ في أسحارِ صيفٍ عديدةٍ
وبأيّ امتنانٍ وأيِّ فرحٍ
مرافيءَ تُرى للمرّةِ الأولى ،
وأن تتوقّفَ عند مراكزِ التجارةِ الفينيقيّةِ
فتشتري بضاعةً طيّبةً
أصدافاً ومرجاناًوعنبراً وأبنَوساً
وعطوراً شَهّاءَ شتّى ، قدْرَ ماتستطيع
أن تزورَ مُدناً مصريّةً عديدةً
وأن تَجمعَ معرفةَ العارفين .
لتكنْ إيثاكا ، دوماً ،معك
إنّ بُلوغَكَ إيّاها ، لَهُـوَ مصيرُكَ
لكنْ ، لا تُسَرِّع الرحلةَ ، في الأقلّ
والخيرُ أن تستمرَّ الرحلةُ أعواماً
كي تبْلغَ الجزيرةَ شيخاً،
غنيّاً بما كسبتَه في الدربِ ،
غيرَ متوقِّعٍ من إيثاكا أن تهبَكَ الغِنى .
لقد وهبتْكَ إيثاكا الرِّحلةَ الرائعةَ.
وبدونِها لم يكنْ بإمكانك الرحيل.
وليس لديها ما تهَبُكَ سوى هذا .
إنْ وجدتَ إيثاكا فقيرةً ، فهي لم تخدعْكَ
إذْ غدَوتَ من الحكمةِ في هذه التجربةِ
بحيثُ فهمتَ ، فعلاً ، معنى هذه الإيثاكات