فيلم “ريش” المصري المثير للجدل يحصد جوائز مهرجان كان السينمائي

0

يستمر الفيلم المصري المثير للجدل “ريش” في حصد جوائز المهرجانات السينمائية الدولية، مؤكّداً لمنتقديه من الممثلين المصريين أنه يستحقّ التقدير ونيل الجوائز.

وخلال الدورة الـ75 لمهرجان “كان” السينمائي الذي تنتهي فعالياته غداً السبت (28 أيار الجاري)، حصد “ريش” ثلاث جوائز من دورة “جوائز النقاد للأفلام العربية” السادسة، والمقامة على هامش مهرجان كان في فرنسا.

ونال فيلم “ريش” الجائزة الكبرى لـ “أحسن فيلم”، كما توّج المخرج عمر الزهيري بجائزة “أفضل مخرج”، إلى جانب جائزة “أفضل سيناريو” نالها كاتب الفيلم أحمد عامر.

جوائز فيلم “ريش”

وتأتي الجوائز الأخيرة لتكمل سلسلة التكريمات التي حازها الفيلم، ومن بينها جائزة أفضل فيلم ضمن جوائز “روبرتو روزيليني” في مهرجان بينجياو السينمائي الدولي في الصين، وجائزة “أفضل موهبة في الشرق الأوسط” للمخرج عمر الزهيري، ومنحتها مجلة “فارايتي العالمية” ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في مصر.

كما نال أيضاً جائزة “الفيبريسي” لأفضل فيلم في المسابقات الموازية للمهرجان العالمي بالإضافة إلى الجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد الدولي في الدورة الماضية (الـ74) من مهرجان كان السينمائي الدولي.

ويعد “ريش” باكورة الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وقد اشترك في تأليفه مع كاتب السيناريو أحمد عامر، وهو من إنتاج الفرنسيين جولييت لوبوتر وبيير مناهيم. 

أحداث الفيلم وتوصيفه

تدور قصة الفيلم حول عائلة فقيرة مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال، وفي أحد الأيام يقرر الأب الاحتفال بعيد ميلاد أحد أبنائه، فيُحضر ساحراً لتقديم فقرات مسلية للضيوف، لكن عندما يستعين الساحر بالأب في تأدية فقرة يدخله إلى صندوق خشبي كبير، ويحوله إلى دجاجة، ويختفي الأب.

وبعد ذلك، تحاول الزوجة بكل السبل استعادة الأب، وتبحث عن الساحر، لكن دون جدوى، وبعدما تستنفد ما لديها من جنيهات معدودة تبدأ في الاعتماد على نفسها لتدبير متطلبات الأسرة، وتدفع بابنها الأكبر للعمل في المصنع الذي كان يعمل فيه أبوه لسداد ديونهم.

وبعد طول عناء، تجد الزوجة زوجها مع فئة من المشردين، وجسده مليء بالجروح والطعنات، لدرجة أنه لا يتحكم بنفسه عند قضاء الحاجة. وينتهي الفيلم عندما تقتل الزوجة زوجها/ الدجاجة.

الفيلم يعدّ ثورة في عالم السينما العربية، إذ تمكن من تحطيم مسلمات كتابة القصة وأعراف السينما. زمان الأحداث مجهول وكذلك مكانها الذي هو عبارة عن منطقة صناعية مهجورة استُخدمت فيها اللهجة المصرية بشكل مقنن، وهذه كانت الإشارة الوحيدة لوجود مجتمع.

والشخصيات في الفيلم لا تمتلك أسماء، وكأن الكاتب يريد أن يقول إن شخصياته عامة ترفض أن تُختزل بأسماء.

كما لم تتجاوز كلفة العمل 400 ألف يورو، حيث استخدمت فيه أدوات بسيطة، وشارك في تمثيل أدواره ممثلون يظهرون لأول مرة، وتم اختيارهم من أوساط مصرية نائية وفقيرة. وتمكن الفيلم من تحويل فتاة أمّية لا تقرأ ولا تكتب إلى بطلة عالمية! ونجح بذلك في تعرية كثير من الفنانين وصنّاع السينما التجارية.

الهجوم على فيلم “ريش” في مصر

تعرض الفيلم لحملة شعواء من قبل بعض الفنانين والممثلين في مصر حين تم عرضه في مهرجان الجونة بمصر في العام الماضي. إذ اعترض بعض الفنانين على عرضه في المهرجان اعتراضاً وصل لدرجة مقاطعة العرض والخروج من القاعة في أثناء عرض الفيلم.

 “فيلم مثير للجدل ويسيء لسمعة مصر” بحسب وصف بعض الفنانين من أرباب السينما المصرية، واعتبروه تعدياً على حرمة السينما، وبعضهم الآخر من الفنانين والنقاد المشتغلين بهذه الصنعة أقاموا ما يشبه محاكم التفتيش للفيلم، زاعمين أنه يتعارض مع أساليب التمثيل التقليدية ويبالغ في تردّي الواقع الاجتماعي والاقتصادي في مصر.

*تلفزيون سوريا