فوزي غزلان: نزيف

0

من هنا

يمرُّ القطار

لا أحدٌ يعرف

إن كانَ سيتوقّف.

هذه محطّته

وهذي مقاعدُ الانتظار.

لا أحدٌ يدري

إن كانَ سيأتي.

ما عليكم سوى أن تنتظروا

حيثُ ننتظر.

هذه محطّتهُ الكريهة التي تغرقُ بالنُّواح.

المقاعدُ قليلةٌ ومهشَّمة

والمنتظرونَ كثُر..

لا عجبَ فالمدنُ والبلادُ فارغةٌ

أو أُفرِغَت.

ربما همُ الذين كانوا في شرُفاتِهم يحتسونَ القهوةَ بقلق

أو في المقاهي

أو في الساحاتِ والشوارع

أو في مخادِعِهم الكئيبةِ، ينتظرون…

المدنُ والبلادُ فارغة

جميعهم

جميعنا ههنا،

في المحطاتِ ننتظر

عَطشى

جَوعى

ثكلى

وبلا شفقة. ننتظرُ القطار.

بلا شفقةٍ أو رحمةٍ

من آلامِ الليل

وآلامِ النهار

وآلامِ السّماءِ

والأسوارِ السّوداءَ الحمراء.

نجلسُ على المقاعد

أو وقوفاً، ننتظر….

*خاص بالموقع