حين أشرب
تنبتُ حوليَ الزّهور
وتتجلمدُ مَقالِع
فأنشطر.
أفتحُ النافذة
وأستزيد:
أشرب
وألفُّ التبغَ
لأتوهَّج. أُحسَّني أتوهّج
برغم تفاقمِ الإحساسِ بقمعِ الوقت.
هي الحالُ كذلك
ورودٌ. وصُدوع..
أستزيد:
أشرب
فأرسمُني على طائرةٍ من ورق
بستاناً. وجدولاً
بألوانٍ زاهية،
وكلّما اختلجتِ الرِّيح
تسقطُ طائرةُ الورقِ
قبلَ أن أستعيدَ تطييرَ الرّغبة
كأنّ شيئاً لم يكن…
القلبُ مُنتشٍ
والوقتُ سكران
والعينُ تتأرجحُ
معَ الأطفالِ
في حديقةٍ عامّة.
القلبُ منتشٍ
والوقتُ
لا يدري من نحن
ولا إنْ كنّا سكارى
أم نهاراتٍ بلا نهاية
مكابرينَ تطحنُنا المرارةُ
وشمسُ الغد
حتى لو كانَ الغدُ سكرانَ. أو الشمس.
سيدتي
أيتها البلادُ المسكونةُ بالجوعِ والعطش
أيتها البحر:
شربتُ. أم لم أشربْ
سكرتُ أم لم،
فيكِ. وحدكِ. أغرق…
حين أشرب
ينتشي القلبُ
فأغرق. ثم لا أغرق.
تنبتُ حولي الزهور،
حتى لو كلُّ ما حولي تجلَّد…
حين أشرب
ينتشي القلب
فأحسَّني المرارةَ
والعشقَ الذي أبداً لا يغرق.
العشقَ الذي لا يُنبت إلا الأخضر
تلك أغنيةٌ بسيطة. بسيطة..
تركتُ وطني حزينَين
ضائعين
مطريَّينِ. بلا مطر.
تركتُ وطني
بين الاختلاجِ والبَرَد
ولا أدريهِ. إلى أين
تأخذُه الطرُق.
ليلُنا طويل
وعشقُنا
وكذا الوقتُ بنا…
أشرب
لا أفتحُ البابَ أمام غدٍ جديد.
غدٍ آخر
وصباحٍ آخرَ
يجعلُ الشمسَ أقرب
ويقتلُ الوقتَ بوقتٍ آخر
كي تكونَ المسافةُ أقرب
لا أفتحُ البابَ
فلا أسمعُ صوتَ الريح.
وتتهيَّاُ روحي
كي تنبتَ الزهورُ في الشّقوقِ
وتنفتحَ كلُّ النوافذِ. عابرةً للقوانين…
ألفُّ التّبغَ لأتوهَّجَ هنااك
وبساتينُ جديدةٌ تتفتَّحَ هناك
وسكرٌ جديدٌ يتجدّدَ هنااك
وأشرب….
*خاص بالموقع