عمر المزعل
شاعر نازح من الجولان، كتب ونشر بعض الشعر والقصة في ثمانينات القرن الماضي، وهذه قصيدة رثاء لولده الدّكتور قتيبة عمر المزعل شهيد الثّورة السوريّة.
مجلة أوراق- العدد 17-18
أوراق النصوص
( 1 )
قتيبةُ ! .. يا ولدي ! .. يا طبيبي ! ..
هنا بيتُنا يا حبيبي
وأمُّكَ تُحصي الفناجينَ
أربعةً
خمسةً
ستّةً
وتسكبُ شايَ الصباحِ
لِمَنْ سافروا ..
لِمَنْ ركبوا الريحَ
مَنْ غادروا ..
غادرونا
ولم يبرحوا القلبْ
فقد صارَ موطنَهم أبدا
( 2 )
قتيبةُ ! .. يا ولدي ! .. يا طبيبي ! ..
أراكَ هنا .. يا حبيبي !
أراكَ هنا تدخلُ البيتَ ..
تُلقي السلامْ ..
وأمُّكَ تَسقي الحمامْ ..
أراكَ هنا ..
أرى بردى
أراكَ .. كنهرٍ مِنَ الحبّْ
أراكَ هنا .. لا أرى أحدا
( 3 )
أرى إخوةً لكَ يا ولدي! ..
شربوا شايَهمْ
غادروا وقتَهمْ
يعبرونَ الطّريقَ لأحلامِهمْ
يركبونَ الخطرْ
( 4 )
أرى إخوةً لكَ يا ولدي! ..
شربوا شايَهمْ
في مساءاتـِهمْ
سافروا
نثروا
ذكرياتِـهمُفي الطّريق إلى بيتِنا
وعذاباتـِهمْ
والصّورْ
( 5 )
أرى أمَّكَ الآنَ تفتحُ (ألبومَها)
تعانق ُكلَّ الصورْ
أرى أمَّكَ الآنَ تفتحُ (ألبومَها)
يهطلُ الدّمعُ من عينِها
والنّدى والمطرْ
أرى أمَّكَ الآنَ تفتحُ (ألبومَها)
تعانق ُكلَّ المآذنِ .. كلَّ الشّوارعِ ..
كلَّ الشّجرْ
فيخضرُّ بستانُ مجدِكَ في بيتِها
ويسكنُ في القلبِ منكَ
ربيعٌ عَـــبَـرْ
ويسكنُ في القلبِ منكَ
ربيعٌ عَـــبَـرْ
– اسطنبول 20/1/ 2014
دمُكَ الغالي .. مجدٌ كتبْتَهُ
( 1 )
قتيبةُ ! .. يا ولدي ! .. يا طبيبي ! ..
هنا الشّامْ
هنا الحجرُ الأسودُ
هنا ينبتُ الشّهداءْ
هنا ينبتُ الوردْ
ينادونَ هذا قتيبةُ
يعبرُ من ها هنا ساحةَ المجدْ
ينادونَ هذا قتيبةُ
من ها هنا يدخلُ المدرسةْ
ومِنْ دمِهِ الحرِّ
يسقي هنا وردةً يابسةْ
( 2 )
قتيبةُ ! .. يا ولدي ! .. يا طبيبي ! ..
هنا الشّامْ
هنا بيتُنا يا حبيبي الحنونْ
هنا يهطلُ الدّمعُ
يغسلُ قلبي
وينزلُ يسقطُ ورداً
على قاسيونْ
( 3 )
قتيبةُ ! .. يا ولدي ! .. يا طبيبي ! ..
هنا دمعةٌ شمعةْ
هنا دمعةٌ دمعةْ
هنا شمعةٌ شمعةْ
تنيرُ الطّريقَ إلى بيتِ جدِّكْ
هناكَ .. بحبٍّ وروعةْ
( 4 )
قتيبةُ ! .. يا ولدي ! .. يا طبيبي ! ..
هنا ألفُ دمعةْ
هنا ألفُ شمعةْ
هنا ألفُ باقةِ حبٍّ
هنا ألفُ مجدٍ كتبْتَهْ
هنا ألفُ ديوانِ شعرٍ قرأْتَهْ
وألفُ روايةْ
هنا ألفُ صورةْ
هنا ألفُ ألفِ حكايةْ
( 5 )
قتيبةُ ! .. يا ولدي ! .. يا طبيبي ! ..
أراكَ هنا .. يا حبيبي !
أرى دمَكَ الغالي
أرى دمَكَ العالي
وأنت تربّي الحمامْ ..
تربّي الغمامْ..
ليولدَ فجرُ الكرامةْ
أراكَ هنا .. يا حبيبي !
وأنت تربّي الحمامْ ..
تربّي الغمامْ ..
ليهطلَ عطراً
وورداً على قاسيونَ
على الشّامْ
ليهطلَ عطراً
وورداً على قاسيونَ
على الشّام
– اسطنبول 24/1/ 2014