“ما زلنا بين الأدنى عالمياً”. هذه أول عبارة ترد على لسان أي طبيب شرعي في سوريا، عندما نسأله عن ضحايا الانتحار. ولكن أعداداً غير مسبوقة من ضحايا “قتل النفس” يسجلها العام الحالي، في وقت عبثت الظروف الاقتصادية الصعبة، خاصة بعد جائحة كورونا، بالخارطة الجغرافية لمشانق الانتحار بين المحافظات السورية.
قبل عام 2018، لم تكن الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا تؤرشف عدد ضحايا “التعدّي على النفس”. لم يكن ملف الانتحار وقتها يجد مساحة ولو صغيرة في صحيفة محلية أو دقائق على أثير إذاعة أو تلفاز. لكن بعد عام 2019، طاف الملف على سطح مستنقع الملمات في البلاد، بعدما كثر الحديث عنه على مواقع التواصل الاجتماعي.
لماذا ينتحر السوريون؟ للوهلة الأولى، يتهكم المجيب على طرح هكذا تساؤل، في بلد تتزاحم فيه النكبات والفواجع. لكن في منازل ضحايا الانتحار، للحكايات وقع آخر. كل أفراد المنزل يكونون مذهولين من حادثة الانتحار. الضحية لم تكن تشتكي من أي عارض أو أزمة أو حالة نفسية صعبة، يقولون.
هذا الغموض يمنح للتساؤل المذكور مشروعية: لماذا ينتحر السوريون؟
سوريا خارج التصنيف
لا توجد إحصاءات في سوريا لأعداد ضحايا الانتحار قبل عام 2018، فمكتب الإحصاء في الهيئة العامة للطب الشرعي استُحدث عام 2017.
عام 2018، بلغ عدد المنتحرين في مناطق سيطرة النظام حوالي 107 أشخاص، ليرتفع في عام 2019 إلى 124 حالة، ويزداد ارتفاعاً في عام 2020 مسجلاً 142 حالة حتى بداية الشهر العاشر، ومن المتوقع أن يصل إلى حوالي 170 منتحراً.
لا تشمل هذه الأعداد الحالات التي تقع في مناطق سيطرة المعارضة، حيث لا توجد أي إحصاءات صادرة عن جهة موثوق فيها، وكذلك لا تشمل اللاجئين السوريين الذين نطالع كل فترة خبراً عن انتحار أحدهم.
وفق الإحصاءات العالمية، ما زالت الأرقام في سوريا متدنية. تقاس نسبة الانتحار في أية دولة بحساب عدد ضحايا الانتحار من كل 100 ألف نسمة، والمعدل العالمي هو 10.5 ويصل في بعض البلدان إلى 30، وسوريا ما زالت في الحدود الدنيا.
وفي العموم، تتمتع دول الشرق الأوسط ووسط آسيا بأدنى معدلات الانتحار، وتتصدر مصر قائمة البلدان العربية من حيث أعداد المنتحرين، وفق آخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية، والتي جاء فيها أن الدول ذات الدخل المرتفع لديها معدلات أعلى للانتحار.
ما أضيق سبل العيش!
عند التعاطي مع أهالي ضحايا الانتحار في سوريا، تهيمن على المشهد حالة الإنكار. أول كلمة يقولها ذوو المنتحر: “ابني لم ينتحر”. نسألهم: “كيف مات؟ هل قُتل؟”. يقولون “لا”. ثم يأتي تقرير الطب الشرعي ويثبت بالدليل القاطع أن الحادثة انتحار.
لعلّ حالة الإنكار آلية دفاعية نفسية تمنحهم الوقت للتأقلم مع الوضع المحزن، وهي حالة تزداد في الأرياف والمناطق الشعبية حيث يُنظَر إلى مسألة الانتحار كـ”وصمة عار”.
عند السؤال عن أسباب الانتحار، يعرب الجميع عن ذهولهم من الحادث، ويكادون يجمعون على أن المنتحرين لم يكونوا يشتكون من أي شيء.
راما خ. (21 عاماً) كانت تقيم في العاصمة دمشق، وأقدمت على الانتحار في الشهر الثامن من العام الجاري، عبر رمي نفسها من شرفة المنزل. تقول والدتها “أم عمار” (59 عاماً) لرصيف22: “صُعقنا عندما سمعنا صراخاً في الجوار، وآخر شيء كنت أتوقعه أن أرى ابنتي جثة هامدة على الرصيف أسفل المنزل. لم تكن راما تشكو من أي عارض أو أزمة نفسية، لكنها كانت تعيش بانعزالية مفرطة، فهي دوماً تغلق على نفسها باب الغرفة، وتجلس على الحاسوب وتعمل”.
تضيف الوالدة: “تحدَّثَت مرة عن الانتحار، وسألتني عن عقوبته في الدين، لكنها كانت دردشة عابرة مع فنجان قهوة”.
وعند طلب الحديث عن حياة راما الخاصة، يتضح أن والدتها تفتقر لأي معلومات: “لا أعلم شيئاً عن حياتها الخاصة سوى أنها مرتبطة بشاب يكبرها بخمسة أعوام، وعند وقوع الحادث، جاء إلينا وقدّم التعازي، وأصابه الذهول مثلنا تماماً، وأطلعني على الرسائل الأخيرة بينهما. كانت خالية من أي مشاكل أو خلافات”.
تنفي أم الضحية أن تكون راما قد سقطت متعثرة، فالنافذة لا يمكن الوصول إليها بسهولة. وعن الأسباب التي تتوقع مرد الانتحار إليها، تقول: “لا أرى سبباً منطقياً سوى حالة النفور التي أصابتها من الواقع المعاش الآن في سوريا، فهي ترى أن أي عمل في سوريا لا يلبّي تطلعاتها، لذلك لجأت إلى العمل الحر عبر الإنترنت، وحاولت السفر مراراً، لكنها لم تحظَ بأي قبول أو تأشيرة”.
في ريعان العوز
انعدام الأفق في سوريا يدفع الشباب إلى الهجرة، والهجرة قَطَع انتشار فيروس كورونا مسالكها، فانتهى المطاف بالمواطن ضعيفاً لا يقوى على كبح ضربات العوز والحاجة.
مطيع عطية من مدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي، تاجر عملات سوري، انهارت إرادته وعزيمته مع الانهيارات التي لحقت بسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي. تناول جرعة كبيرة من سمّ “حب الغاز”، وهي أقراص تحتوي على غاز الفوسفين، شديد السمية، والذي يتلف الكبد والقلب، كانت كافية لأن ترديه قتيلاً.
أحد أقرباء الضحية أكد لرصيف22 أن عطية تكبّد خسارة مالية فادحة تقارب الـ400 ألف دولار خلال ساعات معدودة، إذ باع كمية كبيرة من القطع الأجنبي عندما كانت قيمة الدولار الواحد تساوي 2200 ليرة سورية، وخلال ساعات، ارتفعت تلك القيمة إلى 3800 ليرة سورية للدولار الواحد. ويضيف قريبه: “فقد عطية صوابه وأصيب بحال من الهستيريا، ليقدم بعدها على الانتحار في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي”.
إلى ريف حماة حيث تتصدر الصعوبات الاقتصادية المشهد أيضاً، أرخت الظروف الصعبة بظلالها بعد على عائلة الشاب كرم حافظ (17 عاماً) الذي أقدم على الانتحار شنقاً في منزله يوم 22 أيلول/ سبتمبر، بعد فقدان والده في حادثة انفجار مرفأ بيروت، في الرابع من آب/ أغسطس الماضي.
كرم كان يعيش في قرية تلدرة التابعة لمدينة سلمية في ريف حماة ويدرس في الصف الثاني الثانوي-الفرع الأدبي. لم ينتظر تأكيد خبر وفاة الأب، مصدر الدخل الوحيد للعائلة، فقرر الانتحار مع بزوغ أول ملامح الظروف الاقتصادية المأساوية التي ألمّت بهم.
انتحار كرم سبّب صدمةً كبيرة للمحيطين به، بحسب مصادر من القرية أكدت لرصيف22 أنه شاب معروف بدماثته وتهذيبه وأخلاقه العالية، إضافة إلى اجتهاده وتحصيله العلمي الجيّد، لكن ترقّبه للمشقات الاقتصادية التي ستعصف به وبوالدته كانت وراء انتحاره.
تتحدث سهيلا أ. عن حادثة انتحار ابنتها راما سرحان (17 عاماً) في الرابع من أيلول/ سبتمبر الماضي في ريف دمشق، وتقول: “استيقظت حوالي الساعة 12 ليلاً فوجدتها ممددة على أرض المطبخ، وتحتها بركة من الدماء، وبجانبها شفرة حادة. قامت بقطع الوريد في يدها اليسرى. استيقظ المنزل كله على صرخاتي، وحاولنا طلب النجدة لأنها كانت لا تزال على قيد الحياة، لكن دون جدوى. فارقت الحياة بعد أن همست أمام وجهي بعبارتها الأخيرة: ماما أنا بحبكن كتير”.
عن وضع العائلة قبل الانتحار، تروي الوالدة: “في ذلك اليوم، تشاجرنا أنا وأبوها بسبب نفقات المنزل والدخل الشهري والوضع المعيشي الصعب، وخلال المشاجرة نظرت إلى عينيّ راما، فإذ بهما تعتصران ألماً، لكن لم أكن أتوقع أن تصل الأمور إلى إقدامها على إنهاء حياتها”.
كانت مشاجرة الأهل شرارة الانفجار الذي دوّى في قلب الفتاة المراهقة، فأخمدته بقطرات دمها المسال، لكن الحالة النفسية التي أوصلتها إلى ذلك المطاف لم تكن وليدة ذلك اليوم. تقول الوالدة: “كانت حالتها النفسية سيئة، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وبسبب شعور دائم لازمها بأنها ليست فتاة جميلة. كانت دائمة الحديث في هذا الموضوع، وكثيراً ما تقول: لو لدينا المال الكافي لأصبحتُ أجمل واعتنيت بشكلي أكثر”.
ومن المال ما قتل أيضاً
المال الذي أنهى شحّه حياة راما أجهزت وفرته على حياة علاء الدين ف. (19 عاماً) الذي كان يغوص في حياة من الترف والبذخ، لكنه سئمها وسئم كل ما فيها.
تروي والدته لرصيف22: “لم أكن موجودة في المنزل، لكن زوجي كان في غرفة الجلوس، وعلاء في غرفته كما هي العادة. عدتُ إلى المنزل في الساعة التاسعة، دخلت إلى غرفة علاء، فوجدته مطروحاً على الأرض وحول رقبته جزء من حبل قماشي، أما الجزء الثاني من الحبل فكان معلقاً على الخزانة، وعلاء قد فارق الحياة”.
الإدمان على ألعاب الفيديو الدموية هو السبب الذي رجحته التحقيقات حول ملابسات قضية انتحار علاء، في ظل غياب أي مبرر آخر للانتحار، بحسب تقديرات أسرته.
تضيف الأم: “كان مدمناً بشكل كبير على ألعاب الكومبيوتر، وكان يحاول دائماً منعي من دخول الغرفة خلال قيامه باللعب، وعندما أحاول إقحام نفسي في حياته الخاصة، كانت تصيبه حالة من الجنون”.
لم تكن والدة علاء تظن أن نهاية هذا الغموض في حياة ابنها سيكون حبل المشنقة، ولم تتوقع لثانية أن ابنها سينتحر. تقول: “قبل أيام طلب منّا الانتساب إلى نادٍ رياضي، وملابس جديدة، وزيادة سرعة الإنترنت، وجميع مطالبه تحققت. كل شيء كان مؤمّناً له، ولا وجود لأي مشاكل عائلية في المنزل، لا معه، ولا بيني وبين والده”.
مقرّبون “مُدانون”
للمقرّبين دور كبير في كثير من الحوادث. تعلَّق مشانق الانتحار أحياناً جراء ابتزاز من حبيب، أو خوفاً من سطوة أخ أو أب. فكم من فتاة انتحرت نتيجة ابتزاز عاطفي من شريك، وهرباً من مواجهة ذويها بعد دوي “الفضيحة”.
مايا (اسم مستعار) هي فتاة من طرطوس تبلغ من العمر 19 عاماً، وتدرس الهندسة الزراعية. تروي صديقتها بتول (19 عاماً) لرصيف22: “كنّا نسكن في المدينة الجامعية في حمص، وكانت تعاني قبل أيام من وقوع الحادثة من حالة نفسية سيئة للغاية ناجمة عن مشاكل بينها وبين حبيبها الذي بدأ يبتزها بنشر صور ورسائل بينهما”.
وتضيف: “منذ حوالي ثلاثة أشهر، كنّا جالسات في غرفتنا الواقعة في الطابق السابع، رنّ هاتفها، فخرجت تتكلم في الخارج، وبعد لحظات دوّى صراخ كبير من الأسفل ومن شرفات الغرف، هرعنا إلى الخارج، لنجد مايا على الأرض، بعد أن ألقت بنفسها من على الشرفة”.
نفّذت مايا مقولتها التي ظنت صديقاتها أنها مجرد ترهات وألقت بنفسها إلى الأسفل منتحرة. تتابع صديقتها المذهولة: “كانت دوماً تقول إنها ستنتحر إنْ سرّب حبيبها تلك الصور، لكننا لم نكن نتوقع أن تصدق القول. رحلت ولم يستطع القضاء إنصافها، فلا يوجد دليل يدين حبيبها بأي شيء”.
رُهاب الموت مميت
معظم ما سبق يندرج ربما تحت خانة مفرزات الحرب، فهي مَن يحمل وزر تردي الوضع الاقتصادي، وانتشار كثير من الآفات الاجتماعية. لكن في منزل عبد اللطيف م. (20 عاماً) في ريف حمص، جاءت كلمة “الحرب” صراحة، في خانة سبب الانتحار.
كان عبد اللطيف يؤدي الخدمة الإلزامية في ريف حلب، وخلال قضائه إجازة في قريته، أقدم على الانتحار بعد أن أضاع سلاحه العسكري. التفاصيل ترويها والدته “أم محمد” (59 عاماً): “وجدتُه مقتولاً بالرصاص في حديقة المنزل بسبب خوفه من عاقبة إضاعته لسلاحه”.
تقول “أم محمد”: “أصابت عبد اللطيف حالة نفسية صعبة خلال فترة سير التحقيقات في قضية إضاعته لسلاحه العسكري، وتتالت الروايات في القرية، وتلقّى الكثير من التنمّر والتخوين، كما عانى كثيراً من كثرة التحقيقات، فسيطر اليأس والإحباط عليه”.
لم تكن الوالدة تتوقع أن الرصاصة التي سمعت صوتها من الحديقة المجاورة للمنزل أزهقت روح ولدها، وعندما رأته طريح الأرض، لم تتوقع أيضاً أنه هو مَن ضغط على الزناد، إلى أن أتى الطبيب الشرعي، وأكد أن الحادث انتحار، وأن عبد اللطيف قرر إنهاء حياته الصعبة التي أثقل كاهلها القيل والقال في القرية وأصابع الاتهام ببيع سلاحه، بحسب تعبير الأم.
الحياة لا تهزأ من الأمل
كثيراً ما ترجح كفة إرادة الحياة وتعلن انتصارها على انكسارات النفس البشرية، مهما كانت محفزات تلك الانكسارات قوية.
هذا هو حال بشار (26 عاماً)، المقيم في لبنان بعد أن أغلقت جميع الأبواب في سوريا بوجهه. يقول لرصيف22: “فكرة الانتحار راودتني بعد سلسلة من المشاكل والأزمات التي مررت بها، خسرت عملي بعد انتشار كورونا، وخضت غمار مشاكل جمة مع أصدقائي وانتهت علاقتي العاطفية بطريقة مخيّبة للآمال”.
ويضيف: “نظرت إلى نفسي، فوجدت شاباً غير منتج وغير فعال في الحياة، يأكل الخبز الحاف منذ حوالي أربعة أشهر، فما كان منّي إلا جمع كل أصناف الأدوية في غرفتي وغرفة صديقي، وتناولها دفعة واحدة، فانتهى بي الأمر في المستشفى، لكنني لم أمت”.
خضع بشار لعملية غسيل المعدة، وفترة مراقبة صحية ونفسية، ثم خرج من المستشفى وعاد إلى حياته. يصف لحظات الاحتضار قبل إسعافه بالقول: “مرّ أمامي شريط حياتي. بدأت أستحضر القصص المؤلمة، وبعدها شعرت بأنني في خلوة مع اللحظات الجميلة، وهنا بدأتُ أشعر بأنني اتخذت القرار الخاطئ، لكن أيقنت أن الأوان فات، ولولا عودة صديقي مبكراً لكنت الآن في عداد الموتى”.
اليوم، يقول بشار لرصيف22: “أضحك عندما أتذكر تلك الأيام، لكنني بتّ أعلم ماذا يعني فقدان كل شيء، وما تأثير ذلك على الشخص، لكن يبقى التحدي والصبر أفضل بكثير من أن تقرر قتل نفسك”.
في منزل أيسر م.، تجربة فريدة جداً مع الانتحار، أسبابها تنتمي إلى “عائلة الحرب”، لكنها تغرد خارج سرب كل مفرزاتها. فأيسر (30 عاماً) يعيش في دمشق منذ 16 سنة، لكنه يأبى الانتماء إليها، فمدينته دير الزور تعيش في داخله بكل تفاصيلها ومشاكلها. وضعه المادي جيد جداً، فهو طبيب ويعمل مع المنظمات الدولية في سوريا، لكنه يعاني من أزمة انتماء. يقول لرصيف22: “عندما أذهب إلى دير الزور، أشعر بالغربة، وعندما أعود إلى دمشق أشعر بأنني غريب منبوذ”.
ويضيف: “قررت الانتحار، أحضرت دواء للقلب، وتناولت الجرعة المناسبة، وجلست أنتظر الموت”. مضت ساعات ولم يظهر عليه أي أثر سوى الأعراض الجانبية التي أودت به إلى المستشفى، وهنالك أجريت له عملية غسيل معدة.
يقول أيسر: “أول نتيجة توصلت إليها بعد محاولة الانتحار هي أن الدواء السوري غير فعال”، يبتسم ويضيف: “بعد ذلك، تمالكت نفسي في المستشفى، وتيقنت أن هذه الروح هي وديعة من الله، ولم ينتهِ عمرها بعد، لذلك أبى الله أن تنجح محاولتي، لكن ذلك اليوم كان نقطة تحوّل في حياتي، أيقنت أنه يمكنني العيش بأفكار جميلة، وأساعد الآخرين، وأزمة الانتماء والوجود بإمكاني تسخيرها في شيء آخر مفيد للآخرين”.
عبء الوطن الثقيل
لا يمكن فصل حالات الانتحار عن حرب 10 سنوات، أنهكت البلاد بكل مفاصلها. وبحسب الحالات والشهادات التي رصدها رصيف22، تبيّن أن معظم حوادث الانتحار حصلت بتخطيط مسبق، وليست ردة فعل على حادث أو خبر أو صدمة، لا بل نتيجة تتالي الأحداث الأليمة وتراكم الظروف العصيبة الناتجة عن حرب دامية ووضع معيشي متردٍ، وجائحة أتت بالضربة القاضية على الرمق الأخير للجيب.
*رصيف 22