علي محمد شريف: الكستناء المرّ

0

الآن فقط

أدرك أنّك حقّاً غادرتِ

وأنّ الليلَ

كحطّابٍ في غاباتي المقفرةِ

يمرّ

ثقيل الخطواتْ

كمْ كان أنيقاً وخفيفَ الظلّ

غيابُكِ، من قبلُ،

كما لو أنّكِ تقتطفين الرغبة، من شفتيَّ،

قبيل تبرعمها

حين كطفلٍ أرعنَ

أرغب في اللعبِ وحيداً

مع أفراس النهرِ

كم كان شقيّاً

زغبُ يديكِ الأشقرُ

والنمش المزهر فوق الكتفينِ

وأن أنسى

أنّ البحر مصبٌّ لجميع الأنهارِ

وأنّك مثل رداءٍ أزرقَ

تنحسرين

رويداً

وبرفق الظلّ الناعمِ

عن صدفي

عن قلقٍ كالفطرِ الأخضرِ

ينمو

في كنف الرمل

ليس مهمّاً

أن تدَعي الباب يَصِرّ كناطورٍ

مفتوح الجفنِ

وتُبقي الدرفة في الشبّاك الغربيّ

تهسهسُ للرّيحِ

وأن يتنفّس في الليلِ،

قميصُ الساتان،

هواءَ الفقدِ

وليس غريباً أن تسقط أشياءٌ ما

عمداً

من بعض حقائبكِ البيضاءِ

وصايا العاشقِ

مثلاً

مفتاحٌ ذهبيٌّ

وصورة طفلٍ في الخمسين

الآنَ فقط

أدرك أنّكِ وشمٌ غجريٌّ

لامرأة

تشرب من فضّة كفّيها

أغصان القلبِ

وتشقى في فكّ طلاسمها

روحي

لا يعني لكِ شيئاً

أن ألمس في الكأس المغْبرِّ

أصابعكِ

وأشمّ صباحكِ في أصصِ الفلّ

وفي الرّيحان الذّابل

لا يعني لكِ شيئاً

أن ألمح صوتك مبتلاّ بالخوفِ

ومسحوناً

بين سعار النّارِ

وبين ثآليل الحكمةِ

فالآن فقط أدرك أنّك بين “هلالينِ”

وما زلتِ.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here