أحبّ الرّجل الذّي يضربني، أحس به أكثر عندما يقبلني، أشتهي ولوج شقته فيستقبلني وهو عارٍ.
دائماً يستقبلني بالقبل والمعاتبات، دائماً يتناسى كيف أتسلل منهم كي أصل وكره، مرّة تحدّينا فيروز، هي بصوتها ونحن بقبلاتنا، كان علينا أن نركع بخشوع لصوتها، تعرّيت في غرفةٍ أخرى كما أحبّ وكما يكره، هرب صوت فيروز منّا، في البدء جاملته بحبّي لفيروز رغم حبّي الشّديد لعاصي وراغب علامة، فيما بعد أحببتها بجنون ومازلت أتساءل أأحببتها لأنّه يحبّها؟ أم لأنّها تغني لنا؟ أم أن أغانيها تساعدنا في التعبير عمّا لا نقدر الإفصاح عنه!
يااااااه.. يافيروز “حبّيتك تا نسيت النّوم .. يا خوفي تنساني..”
قالوا “شو عندك ولاد.. أنا والله كنت مفكرتك برّات البلاد..” كيفك انت؟ مشتقلك … مشتقلك كتير كتير كتير، أمّا أنا؟ أنا مليحه.. بس.. يعني.. لولا.. ياريت.. علوّاه.. “منّن مدّيتن إيديّ…. لأنّك إلن تركتك حبيبي… إيه..” أنا أمّا بحبّك رغم أنّك متزوج وفارق السن عشرون عاماً ونيّف، هذه النّيّف أعجبته وألغى العشرين.
بعد انتهائه من مصمصة فمي يبدأ بخلع مصاغي، ستّة أساور وبلاك وسلسال عليه حرفي اسمي واسم خطيبي ويبدأ بنزع المحبس من إصبعي، يفعل ذلك وهو يتمتم بمسبّات لا تحصى، في حين كنت أتلذذ بذلك كأنّه يعريني، ويبدأ غسلي بلسانه، ويتابع طقسه معي ساعة.. ساعتان.. سبع أكوام من الآهات.. يا إلهي تأخرت عن البيت!
أعدت الحمرة إلى مكانها وأخفيت معالم اختامه من على جسدي، أعدت ترتيب الفوضى في شعري لحظة وداعه، يعود إلى لعق أحمر الشفاه من جديد، دائماً يذكّرني بمصاغي، دائماً أتساءل وماذا لو لم يذكّرني! أو أخفاه عنّي! تغيب الشّمس دون أن ندري، أهرب منه طالبة اللقاء معه ببيتنا بحضور خطيبي.. حبيبي.. إي إي.. بحضور الاثنين، هما شرعاً يحقّ لهما جمع اثنين (مثنى وثلاث ورباع) الأول شرعاً أحبّه لأنّه يحبّني ويسمع منّي وأمارس عليه كلّ أوامري، أمّا الثّاني!
آه منه … أحبّه رغم كذبه عليّ أنّه يكره زوجته ولا ينام معها أبداً وإن حصل فهو يتخيلني مكانها، وفي اليوم التالي أراهما معاً يتضاحكان في السّوق وهما يتسوّقان وأنا مازلت منساقة وراءه (كذبك حلو…. كذبك حلو ما أحقرك) هذه المرّة تأخر بالمجيء، معه حق.. سيجلس معي ومع كلّ العائلة بما فيهم خطيبي… بس أنا.. أنا مشتاقة.. مشتاقة كتير، ترن ترررررر ترن .. ألو.. .. إي موجودة.. قلتها على مضض، تتكلّم أختي مع صديقها في المدرسة، لو أنّها تتزوج وتنتهي غيرتي منّها؟
كلّما جاء إلى بيتنا تتمكيج وتشرب القهوة معنا رغم كرهها للمنبّهات، تنقّله البرنامج بصوتٍ عالٍ في حين أن صوت انتظاري لأحمد بدأ يخفت، يقلّب أبي إشارة التّلفزيون إلى نشرة الأخبار، وهذه إشارة منه لنا بالصّمت.
خطيبي يطلب منّي أن أكفّ عن عادة اللعب بكوب الشّاي لحظة توتري، لو أنّه يعرف أنني متوترة، وحتّى السّبب! حتّى أنّه لا يعرف أن يضع يده على يدي بحجة اسكاتي، بل يمدّ شفتيه إلى الامام: إششششششششش.. إبن الــــ… هه… لسّا ما شرّف، أنهت أختي إملاء البرنامج لزميلها، وكأنّي سمعتها خلسةً تقول له: السّاعة الحادية عشرة ظهراً عند موقف سرفيس الكرامة، أتوجد مادّة بهذا الاسم!… يا الله نفس المكان والموعد مع أحمد، هنا كنّا نلتقي.. الكاراج… موقف الكرامة… تركبين السرفيس أركب خلفك كلّ واحد يدفع الأجرة عن نفسه كأننا غرباء، أنزل قبلك تنزلين بعدي تلتفتين خلفاً تتأكدي أنّ أحداً لم يركِ… تسيرين ورائي، سرت خلفه بخطى متسارعة أسرع من أحاسيسي، خفت أن يضيع المكان منّي، مؤكد هذه المرّة استعار المفتاح من أحد أصدقائه وستكون غرفة قذرة كسابقاتها، وليكن المهم أن نلتقي عندها سنكون نحن المكان والوقت آه من الوقت كم يعذّبني! لينصهر(الكستك) بمعصمي وتنفلش العقارب هاربة إلى فراشٍ أُعدّ له ولأختي أيضاً، كأنّه هو من كان يتكلم معها!
تناولت الهاتف واعدت ذات الرّقم… ردّ.. ياه صوته لا يشبه صوت أحمد! ألهذه الدّرجة أغار عليه؟ ألهذا الحدّ يأسرني؟ أم أنّي أكره خطيبي؟ ربّما أنانيتي كلّ يوم نلتقي، انتهت الحجج مع أمّي وغداً موعدي معه، قلت لأمّي أنّ زينة مريضة مضطرّة لأكون عندها بالمشفى والدها مناوب، أمّها لا تنتهي من تنظيف البيوت إلى ما بعد الظّهيرة، وشقيقها يعمل دوامين وزوجها سائق على خطّ العراق، يا حرام ممكن يرجع وممكن لأ… يبدو أنّ عجقة الخطّ لم تنتهِ بعد والمشّفى لا يستقبل إلاّ مرافق واحد، وزينة ما إلها حدا غيري، صعدت خلفه درجات السّلّم كان عليّ أن أنتعل كعباً اسفنجياً، تك تاك… تك تاك… صوت كندرتي على الدّرج كأنّه ناقوس ينبّه خطيبي والعالم كلّه عيون خلعت حذائي، أصبح العالم أكثر عماءً انتهت نشرة الأخبار انتهت أختي من مكياجها، أهي الأخرى تنتظره؟ أنهت أمي نشر الغسيل وخطيبي شرب الشّاي وقشور البزر أصبحت عارية فاتحة فمها أو رجليها ربع فتحة، يا إلهي أهذه طاولة وطاولة أحمد طاولة؟ وسكي… كولا… بيتزا شيكلس أخضر بزر أبيض أحاسيس لا لون لها، تبقى الطّاولة محافظة على لباسها بعكسنا تماماً، الطّقس غداً جميل ومشرق، عرفت ذلك من نشرة الأحوال الجويّة، أمّا الطّقس في الخارج يُنذر بغيوم حُبلى بوقع خطواته عرفت ذلك من خروجي المتكرر للشرفة كأنّني أسمع أحاسيس خطواته… ياااااااه…!
إنّها مكنسة الزّبّال المسكين هذه المرّة غير مسكين صباحاً استقبلني الحمام على موعد مع أحمد استلقيت على ظهري و… نكايةً بخطيبي وبغياب أحمد عن حضوره… عرفت كيف أنتقم. سيل المياه السّاخنة وسرّي الخفي تماوج على سطح ماء جسدي المنسكب صوب الــ … البالوعة، هو يظنّ أنّني بنت لم تتجاوز العشرين عاماً، من لمسةٍ منه سأرتجف وأهبط تحت ثقل لذّاتي، لكن هو أيضاّ كهين ربّما ينام مع زوجته قبل المجيء لموعدنا بقليل! وأتعذّب كي أوصله إلى مبتغاه، أيفعلها كما فعلتها أنا؟ هو فعلها معها ضمن مزامير وفرح الطّرفين، أنا فُعِلَ بي من فاعل سيبقى مجهولاً من هو؟
سؤال تقليدي مأخوذ من فيلم عربي سخيف، حالاً سأجيبه من خطيبي ربّما الحقير سيفرح لأنّه سيتلذذ أكثر، ومن ثمّ سيمارس ساديته بأسئلته، متى.. كيف.. وأنا سأتلذذ بالمتى والكيف لأنّ من يسأل هو من يهتم، قلت لأمّي سأكون عند زينة الحادية عشرة ونصف أمّا النّصف ساعة الزّائدة عن موعدي مع أحمد…، راقبته من بعيد وهو ينتظر أمام موقف الكرامة، يأكل السّاعة والمارّة بنظراته، كم هو غبي؟ لو أدار ظهره لي وركب أي سرفيس لعرف كيف يصطادني.
صعدت السرفيس وجلست في المقعد الخلفي وكما هو غير متفق عليه جلس بجانبي وأخذ يلومني لتأخري ويده تداعب خصري، كدّت أستنجد بالسّائق، تركني وركب بجانبه… تحدّث معه، يا لغلاظة سائقي السّرافيس يصرّون على امتلائه… انطلق بنا نحن الاثنين بسرعة جنونية، خفت وكأنّه قرر خطفي مجنون… أيفعلها؟ وأهلي؟ وأهل خطيبي؟ وحتّى جماعته ستحوّل العالم إلى ألسن ومسلسل تركي، سمعت حكاية أكثر سخونة عن رجلٍ أخذ حبيبته من تحت فخذ زوجها أوقف سرد الحكايا وقوف السّرفيس، هبط… هبطت… سبقته… أسمع لهاثه… أحسّ به يدخل أحشائي يثير فيّ لذّة تضاهي تلك البالوعة… ما هذا؟… كأنّ قدميّ عليها عيون وأحاسيس! عرفت طريق غرفته الجديدة دون دليل، كان الأسرع بفتح الباب ثمّ بفتح فمي ومصمصته ومعاتبتي، بدأ يخلع مصاغي وبعدها قلبي قبل ثيابي وبدأ كما يبدأ وكما استقبل مجنون، يقوم بكلّ ذلك وكأنّه ابن العشرين! كأنّه غير متزوج منذ عشرين عاماً… يااااااه… عشرون عاماً وهي تتلذذ معه! مؤكد أنّه ضاجعها باليوم ساعة. إنّما أنا؟ أنا يومي معه يعادل سنة معها…آه… أين كنت يوم تزوج؟ لم أكن قد خُلقت. لو أنّ أبي ضاجع أمّي وقرر إنجابي مكان أخي الكبير لكنت من نصيب أحمد! ربّما لو كنت من نصيبه لكان مع أنثى غيري… تباً لهذا المحبس ولدفتر العائلة وللشهود ولكلّ حواجز العالم، هو مستعد لماراثون التّحطيم، أكّد أنّه سيطلّقها ويتزوجني، هو أكّد… أنا تراجعت… لأنّه سيصبح زوجي، وسيوزع حبّه لي وللأولاد وللهموم اليومية وربّما لأنثى غيري كأنّه أيّد فكرتي؟ فهمت سوء نيّته، دائماً يقول أنّ لقائي معه هو القبض على اللّحظة، فهمت معنى كلامه، (عِش يومك) كيف أعيش يومي وهو يومي وغدي! بل كاد أن يكون مستقبلي. عندما تضاجعنا كاد أن يفعلها، أتساءل لماذا لم يفعلها؟ عند ذلك سنكون تحت الأمر الواقع، قلت جادّة: وماذا لو حملت منك؟ ببساطة أجابني: وماذا سنسميه؟ قلت له: تخيّل أنّني ولدت طفلاً منك ويشبهك وزرتنا يوماً في بيتنا! الطّفل على صدري… زوجي بقربي… وأنت تجلس قبالتنا، الطّفل يمدّ يده نحوك… وأنت أنت لاحول ولا…، وقتها لم يُجب أشعل سيجارتين… أسكتني بواحدة وتلاها بقبلة، ثمّ تكوّر بحضني كطفل كاد أن يغفو على صدري لولا يقظتي في اللّحظة الأخيرة “يلله تنام.. يلله تنام.. لادبحلك فرخ الحمام.. روح يا حمام لا تصدّق عم أضحك ع حالي تا نام” يااااااااه… رغم زواجي وإنجابي روز وأحمد وسارة، إلا أنّ رنين لهاثه مازال يطاردني.
*مادة خاصة بالموقع