علي شمس الدين: تلبسُ معطفًا أبيضَ وتظنُّ أنّكَ الثّلج

0

افتحوا لنا المحميّات الأخيرة

تلكَ الّتي تجلسُ فيها القردةُ مكبّلةً

والأسُودُ بالأقفاصِ

والفيلةُ مع خراطِيمِها

أحرَقوا غاباتِنا

وصَبُّوا فيها الإسمنت

سننظرُ إليكُم بشَفقة

بأعيننا الّتي أصبحَت كالجمرِ

لكنّها ما زالتْ

تذرفُ دمعًا.

*

ويفلِجُكَ البؤسُ

أمامَ كلِّ شيءٍ

فتلبسُ مِعطَفًا أبيضَ

وتظنُّ أنّكَ الثّلج.

*

السُّهولُ البعيدةُ

والأغنامُ الّتي تمشي مثلَ السَّكارى

الوردةُ الّتي سَميّتُها باسمِكِ

والشَّجرةُ

ماتوا جميعًا

لم يبقَ سِوى الشّتاءْ

ذاكَ الّذي سيأتي بِهِم مِنْ جَديد.

*

راعٍ

يأكلُ لحمَ أغنامِهِ

امرأة لا تُحِبُّ الجِنسَ

رجلٌ سيموتُ بعدَ تسعينَ عامٍ

أفكّرُ

غدًا إنْ أصبحتُ كلَّ هؤلاء

فما الّذي أكونُهُ الآنْ؟

*

يقِفُ مائلًا للاّشيء

تجرُّه امرأةٌ وترميهِ

فيخرجُ للدّنيا عاريًا

فيتوبُ عليهِ اللهُ

حينما يُغَنّي

ويكسوهُ بقيثارةٍ

يقفُ مائلًا للقيثارةِ

في منتصفِ الصَّحراءِ

بحنجرةٍ كالنّهرِ

ثمَّ

ينامْ.

*الترا صوت