عدنان عبدالرزاق: “إسطنبول للكتاب العربي”.. نافذة ثقافية في زمن خطابات الكراهية

0

بعد غياب عامَين بسبب جائحة كورونا، انطلقت، اليوم السبت، فعاليات الدورة السادسة من “معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي“، والذي يتضمّن، إلى جانب عرض وبيع الكتب، معرضاً تشكيلياً وندوات وحوارات ثقافية.

يتوجَّه المعرض، الذي يشهد مشاركة 250 دار نشر من 23 بلداً، إلى قرابة خمسة ملايين عربي يُقيمون في تركيا، وأكثر من ثلاثة ملايين تركي من أصول عربية أو يُجيدون لغة الضاد.

وخلال افتتاح التظاهرة، قال مهدي جميلي، رئيس “جمعية ناشري الكتاب العربي”، المشارِكة في تنظيم المعرض مع “اتحاد الناشرين الأتراك”: “قد تكون إسطنبول خارج جغرافيا الوطن العربي. لكنّها عادت من جديد كمركز لانطلاق الثقافة والكتاب العربي”، مضيفاً أنَّ المعرض يُتوّج مسيرة طويلة من التنسيق والتعاوُن بين الجانبَين.

بدوره، رأى مستشار الرئيس التركي في “حزب العدالة والتنمية”، ياسين أقطاي، أن إسطنبول “تعود اليوم كعاصمة للثقافة والفكر الإسلاميَّين، ومركزاً لنشر الثقافة العربية”، معترفاً بأنّ ترجمة الكُتُب والثقافة التركية إلى العربية أكبرُ مِن ترجمة الإصدارات العربية إلى التركية، مضيفاً: “لا بدّ من تفعيل هذه الحركة في الاتجاهَين”.

وبينما أشار أقطاي إلى أنَّ معظم دُور النشر المشاركة في المعرض تتّخذ من تركيا مقّراً لها، أضاف، في حديث إلى “العربي الجديد”، أنّ “التظاهُرة تشكّل فرصة للأتراك أيضاً للاطلاع على الثقافة والمنتَج الفكري العربي، وعدم الركون إلى النداءات التحريضية التي رأيناها تتعالى في الآونة الأخيرة”.

يهدف المعرض، بحسب المنظّمِين، إلى توفير الكتاب العربي للجاليات العربية والناطقين بالضاد، وإتاحة مصادر تعليم اللغة العربية والكتب الثقافية والأكاديمية لكلّيات الإلهيات والأدب العربي والمدارس العربية والتركية، بعد انتشار الجامعات والمدارس التي تعتمد العربية لغةً رئيسية للتعليم، إلى جانب إتاحة الفرصة للناشرين العرب والأتراك لتأسيس أعمال مشتركة وتنشيط عمليات الترجمة.

من جهته، يؤكّد منسّق عام المعرض، محمد أغير أقجة، في حديثه إلى “العربي الجديد”، عرض جميع المنشورات العربية من دون تقييد أو منع، مشيراً إلى أنَّ “التظاهرات الثقافية هي الطريقة العملية والأنسب لمحاربة خطابات الكراهية التي بدأت تتعالى في تركيا؛ فالعرب ليسوا كما تسوّق بعض أحزاب المعارضة، بل هم أمّة علم وثقافة وحضارة ضاربة في التاريخ”.

واعتبر أقجة أن المعرض، الذي يستمرّ على مدى تسعة أيام، “يُشكّل فرصةً لزيادة الاندماج بين العرب والأتراك، خصوصاً أنه أفرد مساحةً كبيرة لتعلُّم لغتَيهما، لما لذلك من أثر في كسر الحواجز وتصويب المغالطات التي يعتمدها دعاة العنصرية في تركيا”.

ويحضر في فضاء المركز الإعلامي في المعرض العديد من وسائل الإعلام العربية. فإلى جانب مشاركة موقع وجريدة “العربي الجديد”، يشارك “تلفزيون سوريا” الذي يتّخذ من إسطنبول مقرّاً له.

يقول مدير البرامج في القناة، عمر الفاروق، لـ”العربي الجديد”، إنّ “تلفزيون سوريا” يُواكب فعاليات المعرض لنقل مجرياته وفعالياته من ندوات وأمسيات ثقافية وعلمية، مشيراً إلى تخصيص حلقتَين من برنامج “ضمائر متّصلة” له، إلى جانب التغطية ضمن البرامج اليومية.

أمّا رنا نحاس، من شركة “فضاءات ميديا”، فتصف مشاركة “العربي الجديد” في المعرض بالضرورية؛ فـ”الجريدة تطبع في تركيا منذ خمسة أعوام وتُوزَّع في 543 نقطة بيع، فضلاً عن انتشارها في دوائر رسمية تركية وأربعين قنصلية وسفارة”.

وتؤكّد نحاس أنَّ “العربي الجديد” مِن وسائل الإعلام المتابَعة مِن قبل العرب والأتراك في تركيا، نظراً لخطّها التحريري المؤيّد لحرية الشعوب، وإيلاء الجريدة والموقع مساحات يومية للحدث التركي والفعاليات العربية في تركيا.

وفي حين تغلب على مساحة المعرض دُور النشر المهتمّة بإصدارات كتب الأطفال ووسائل وأساليب التعليم، تشغل دور النشر المختصّة في التراث والأديان نحو ربع مساحته، بينما تبقى دور النشر المهتمّة بالأدب والترجمات الأكثر إقبالاً عليها خلال اليوم الأوّل الذي شهد، رغم الأمطار الغزيرة التي شهدتها إسطنبول، إقبالاً كبيراً.

ويقول خالد وهب، مدير “دار نون للنشر والطباعة والتوزيع”، أنّ أهمية المعرض تأتي من كونه يُقام في بلد غير عربي فيه كثير من المواطنين العرب من السوريّين وغيرهم، وبذلك يتيح المجال للقرّاء العرب لاقتناء الكتب العربية، فضلاً عن إتاحته الفرصة لدور النشر العربية والسورية، خصوصاً التي انتقلت إلى تركيا نتيجة الوضع السوري، لعرض منشوراتها.

*العربي الجديد