لا يمكنه الدخول، ليس لنه نسي المفتاح، فهي نادراً ما تبرح جيبه، ثم إن الأبواب ليست كلها مغلقة، بعضها مفتوح وبعضها الآخر بلا قفل.
عندما يقفل الباب، أي باب ماعدا باب الزنزانة، فلأن من في الداخل عادة لا يرحب بمن في الخارج. يوشك الباب في هذه الحالة أن يغدو جداراً لولا الأمل. لا أعتقد على أي حال أن هذا هو السبب، بالعكس، يبدو الرجل أهلاً بالترحيب، ولو طرق بابي لفتحته بلا تردد.
لسوء حظه، ليس هناك جرسٌ فيقرعه، أو ربما لحسن الحظ، فبعض الأبواب لا تطرق أكثر من مرة واحدة. لو وجد الجرس لحلت معضلته في دقائق بدلاً من الانتظار، إما أن يدخل وإما أن ينصرف إلى باب آخر. ولكن غياب الجرس ليس السبب أيضاً.
لا يستطيع الدخول لسبب آخر، شديد البساطة والتعقيد في آن، مثل ألا يكون هناك باب.
سيقول البعض في هذه الحالة إنه في الداخل أصلاً. تخيلوا المأساة، أن يقف أحدهم في الداخل طوال الوقت ظاناً أنه في الخارج. ويقول آخرون إن من في الداخل هم في حقيقة الأمر في الخارج. وهذه بالطبع مأساة لا تقل عن الأولى. سيثور أحد الحمقى معترضاً: لما لا يخرج إذن ليتأكد؟ ويقاطعه احمق آخر: ولكن كيف يخرج! أين الباب؟
* من مجموعة العالق في يوم أحد