على خاصرة البحر
تركت أوراقي وجواز سفري،
وبقايا كسرة خبز رسمتُ عليها تضاريس أمكنتي
ووجوه أحبَّتي وبقايا أشعاري
وخيبتي.
هناك يعتكفُ صمتي وجرحي
وغناء المراعي للمطر.
أوََّاه أيتها البلاد المغمورة بالشموس
مازلتِ تسكنيني.
نزيفُ صوتكِ أنا، وحشرجةُ الياسمين الدمشقي
وهديلُ اليمام المحتضرْ.
أنا وطيفُكِ وهمسُ الرِّيحِ للشجر.
هنا
يراودني ذاكَ الغبارُ
ورائحةُ (الكاز) في الفانوس
ومشهدُ قطيعِ النعاجِ في البراري،
خصلاتُ شعركِ أيتها الريفيةُ والقمرْ.
هنا
أتلاشى
كالفتيلِ المحترقِ في عتمةِ الكهفِ
يابؤسَ ليلي
لا رنةَ خلخالٍٍ، ولا عطرَ القرنفلِْ.
هنا في غربتي عن الحقولِ وبيادرِ القمحِ
ورائحةِ البابونجِ وخضرةِ العوسجْ
أراقصُ الصمتَ
وثمالةَ السهرِْ
هنا
ليلُ الغربةِ
كالتابوتِ يعزفُ للكيبوردِ نشيدَ الموتِ والضجرِْ.
لا شيءَ خلفَ نافذتي سوى ندفَ الثلجِ
وصخبَ الريحِ الخرساء.
و وميضَ وجهِكِ، وبقايا ذكرياتٍ لمواسمِ طيشِنا
ومساءاتٍ
كنا فيها نقطفُ عناقيدَ العنبِ
المختمرِْ .
هنا
هسيسُ لهاثِ الشامِ
يوقظني
أنا نصفُكِ !
أأنت نصفي ؟!
إذاً :
لنغني بلاداً من قوسِ قزحٍ ……………..
بنا سوف
تكتملُ القصائدُ،
ويمضي النايُّ في عزفه للأقاليم؛
للتراب والماءِ والحجر.
أيَّها المنفيُّ
تلك
الأماكنُ البعيدةُ ……
مازالت
حبلى بالأناشيد؛
تُوسِّدُ حلمكَ الأخضر
أواهُ
ياوطني
دعني
أفني بين أضلعك
ماتبقى من روحي
فداكِ هذا النبضُ
فلكَ وحدَك
القوافي تنهمرُ
وتنحدرُ من أعلى العين
مثلَ نهر
أواهُ
يا أمكنتي دعيني آتيكِ
حلماً؛ طائراً يغني على أشلاءِ سنبلةٍ
تناثرت بين شغافِ الترابِ وعويلِ السهولِ للمطرْ.
*مجلة أوراق