صحافية نيجيرية تفوز بجائزة دوتشيه فيليه لحرية التعبير

0

فازت الصحافية النيجيرية توبوري أوفوري بجائزة حرية الرأي والتعبير لعام 2021. وذلك لأن عملها الصحافي الاستقصائي السري أعطى صوتا لمن لا صوت لهم في نيجيريا، خاصة وأن شجاعتها في إنجاز عملها كاد أن يكلفها حياتها.

كشف عصابات الإجرام

في معسكر شديد الحراسة ملأت زواياه المظلمة الصرخات، كانت الشابة توبوري أوفوري تسارع للهروب تحت جنح الظلام، فقد تجمدت من أثر الخوف وتلطخت ملابسها بالدماء فيما حدقت عيناها على جثتين قُطعت رأسهما، ونساء شابات من حولها كن يهربن من المكان. فقدت وعيها وسقطت على الأرض. كانت الصحافية الاستقصائية توبوري في ذاك الوقت في سن الثالثة والثلاثين وكانت في مهمة سرية داخل دوائر عصابات تجارة الجنس في نيجيريا لمدة سبعة أشهر. وسلطت في تقاريرها الضوء على العصابات الإجرامية المتورطة في الدعارة وتهريب البشر، وتجارة الأعضاء البشرية

قبل شروع توبوري في هذا التحقيق بأسابيع، طُلب منها تسليط الضوء على تجارة الجنس في نيجيريا عن طريق إجراء مقابلات مع بعض الضحايا

تهريب الفتيات إلى أوربا

وتقدر منظمة الهجرة الدولية أن ثمانين بالمئة من الفتيات اللاتي يصلن أوربا من نيجيريا هن ضحايا محتملين لتجارة الجنس. وكانت إحدى صديقات توبوري واحدة منهن فقد أصيبت بمرض نقص المناعة البشرية (الإيدز) بعد تهريبها إلى أوروبا. في عام 2013، كان هناك هدف واحد يدفع توبوري للمضي قدما في عملها، يتمثل في معرفة ماذا حدث لصديقتها وفتيات أخريات تعرفهن، وذلك عن طريق كشف القصص الشخصية لآلاف الضحايا اللواتي كان يتم الاتجار بهن وتهريبهن من نيجيريا إلى إيطاليا كل عام. تسللت توبوري متخفية داخل دوائر عصابات التجارة بالجنس في نيجيريا لمدة سبعة أشهر، إذ أخفت هويتها وقامت بتغيير ملابسها وشعرها وحتى طريقة حديثها من أجل الدخول في هذه التجربة الجديدة. وقامت توبوري بالتظاهر بأنها تعمل في الدعارة ليأخذها أحد المجرمين في البداية إلى لاغوس ومن ثم إلى أبوجا

ذبح الفتيات وبيع أعضائهن

وفي الشهور القليلة من بدء التحقيق الصحفي حصلت توبوري على الأخضر للذهاب إلى إيطاليا بصحبة مجموعة من الفتيات. في البداية تم تهريبهن إلى بينين وشاهدت توبوري بعينيها ذبح اثنتين من ضحايا تجارة الجنس لبيع أعضائهما في السوق السوداء. وبمجرد وصولها إلى كوتونو كبرى مدن دولة بينين، تمكنت من الهروب بمساعدة زملائها. وعقب الانتهاء من تحقيقها الاستقصائي عام 2013، استمرت توبوري في تغطية القضايا الصعبة، إذ قامت بتغطية قصص عن تهريب البشر في ليبيا وسلطت الضوء على وصم العار الذي يطال الأطفال المصابين بالإيذر في نيجيريا. وحالياـ تقوم بالبحث في تورط موظفي سفارات في جرائم تهريب البشر.