وسط ما يعانيه الوطن السوري من جراحٍ عميقةٍ نازفةٍ مريرة، وفي خضم هذا الألم الذي تكابده كل ذرّة من تراب سوريا، بقلوب يعتصرها الألم الشديد، تنعى رابطة الكتّاب السوريين رئيسها وأحد اعمدة ثورة الحريّة والكرامة في سوريا، وأحد أبرز روّاد التنوير والفكر النقدي في العالم العربي، المفكّر السوري صادق جلال العظم، بعد معاناةٍ وصراعٍ شديدين مع المرض.
صادق جلال العظم، بما يمثله من إرثٍ فكريّ، نقديّ، تنويريّ كان وسيبقى تلك القامة الشامخة المشبعة بأسئلة الوجود والحياة والأمل فمنذ مطالع تجربته، اختار معترك الصراع في مواجهة الاستبداد الفكري والسياسي وكل أشكال الدوغما العقائديّة.
هذا الخيار المصيري، كان الاساس النظري والعملي لوقوفه نصيراً وظهيراً وسنداً وعضداً فكريّاً لثورة الحريّة والكرامة في سوريا على استبداد وفساد وإفساد نظام الطغيان الأسدي وكل الدائرين في فلك هذا النظام، بشكل مباشر أو بغيره. هذا الخيار الفكري والسياسي والثوري للعظم، كان يرعب نظام الاستبداد ومشايعيه وسدنته في حقول الثقافة والإعلام والسياسة على حدٍ سواء ولكن العظم لم يكترث بترّهات التشويه والتسفيه التي حاولت بعض الجهات ممارستها عليه، وبقي أميناً لقناعته ومتصالحاً مع أفكاره وحريصاً على استمرار توقّد سؤال التنوير لديه، وما يترتّب على ذلك من ممارسات وتطبيقات عمليّة حياتيّة تنسجم وتتواءم وسؤال التنوير هذا.
ومن هنا، يمكن فهم الخيار الثوري والنضالي والفكري الذي اتخذه العظم في دعمه ومساندته لثورة الحريّة والكرامة في سوريا. لقد خسرت رابطة الكتّاب السوريين وثورة الحريّة صادق جلال العظم جسداً، ولكن أعماله ستبقى إرثاً فكريّاً يساهم في خروج السوريين من جغرافيا الطغيان وتاريخه إلى حيّز الحرّية المنشودة.
لقد رحل أحد أبرز أعمدة الساحة الفكريّة والثقافيّة ولكنّ تجربته ستبقى مفخرة لكل السوريين وكل أنصار الفكري النقدي في العالم.
الطمأنينة والسلام والراحة الأبديّة لروح صادق جلال العظم والخلود لذكراه
العزاء الحار لأفراد أسرته ولرفاقه ومحبّيه ولكل أبناء الشعب السوري
رابطة الكتّاب السوريين