” ضفيرتُك جميلةٌ جداً
لا تقصّيها …”
بلا مقدمات
أتركُ الجديلتين لخمرِ الحيلة
أُعرّي العيونَ من بلسمها
وأمام نافذةٍ بكّاءة
يسردُ السنديان أوهامه
ثمّ يفضُّ قامة المدينة
كرصاصٍ يُهذي مع السّحاب
……
لـ “ميراسلافا” سرير من زيزفون
تُروّضُ العصافير شعرَها
تُسرّحه؛
كليلٍ يدبُّ على قدميه
دون القمر
……
في غرفتها؛
لا خاصرة للمسافة
فرّزوا أعمارها
ككتابٍ مقدسٍ
وصورٍ لا تعتذر
……
تغويني كضيفة طارئة
توثّقُ سكاكر العيد كالسبائك
لا ممرات إليها
تسيرُ بمزامير اللّيل
وبمنديلٍ؛
يُصادقُ على ما تبقى من جُذْوَةِ الأثر
وهدية ما قبل الغبار
أمام نافذة تشطبُ على سُباتها
……
في المحطة الأخيرة
تأتي متأخرةً
إذ تغمضُ الرحلة جفونها
بجدوى الفشل
وتتحوّلُ في ثوانٍ؛
لدلوٍ لا يرشفُ من بئره
فتسردُ حكاية خيام مُوحِشة
تنفي عن القميص رائحة الحرب
وتستردُ من البريد
انزواء الدّوحِ
……
أرنو إلى صوتي
إلى ترجمة خاطئة
لاسمٍ لا يمرُّ بالحكمة
ما أكثرني؛
عندما يغيبُ سرُّ الكرز
ويُفسَّرُ الخطأ
بغريزة المخاض
…………..
*شاعرة وناقدة صدر لها مؤخرا ديوان “في اتجاه الوحشة”
عن “دار الدراويش للنشر والترجمة”.