(آرثو شوبنهور) الكاتب الأول المهم الذي تحدث عن السأم في مقالاته، يصنفه مع الألم كواحد من التوأمين الشريرين للحياة؛ “الألم للفقراء، السأم للأثرياء، إنها مسألة وفرة“.
يقول الناس: إنه مضجر” كما لو أن ذلك هو المعيار النهائي للفتنة، وما من عمل فني له الحق في أن يضجرنا.
لكن أغلب الفن المثير للانتباه في عصرنا هو ممل. (جاسبر جونز) ممل. (بكيت) ممل. (روب) غريب ممل. إلخ، إلخ.
ربما يجب أن يكون الفن مملًا، الآن. الذي بوضوح أنه لا يعني أن الفن الممل بالضرورة جيد.
نحن بعد الآن لا نتوقع من الفن أن يسلّي أو يسّر. على الأقل، لا الفن الراقي.
السأم هو وظيفة انتباه. نحن نتعلم طبائع جديدة من الانتباه، لنقل، تفضيل الأذن على العين، لكن طالما عمِلنا ضمن إطار الانتباه القديم فسنجد (س) مملًا .. مثلًا، نصغي إلى المعنى أكثر من الصوت، نكون مهتمين أكثر بالرسالة. من المحتمل بعد تكرار العبارة الواحدة نفسها أو مستوى اللغة أو الصورة، في نص مكتوب معين أو في قطعة موسيقية أو في فيلم، إذا أصابنا الضجر، علينا أن نسأل أنفسنا إن كنا نشتغل في إطار الانتباه الصحيح، حيث يجب أن نشتغل على اثنين في وقت واحد، وبالتالي توزيع الحمل على كلّ واحد، على المعنى كما الصوت.
يقول (ميللر): إنه يريد لكتاباته أن تغير وعي زمنه. كذلك فعل (دي إتش أل لورنس)، بوضوح.
أنا لا أريد لكتاباتي أن تفعل ذلك، على الأقل لا من ناحية أي وجهة نظر خاصة أو رؤية أو رسالة أحاول أن أنجزها بنجاح.
أنا لا أفعل ذلك.
النصوص هي موضوعات. أريدها أن تؤثر في القرّاء، لكن بأي عدد من الطرق الممكنة. ما من طريقة صائبة واحدة هناك لاختبار ما كتبته.
أنا لا أقول شيئًا. أن أسمح للشيء أن يكون له صوت، وجود مستقل، وجود مستقل عني.
أنا أفكر، حقًا أفكر، بوضعين فقط:
على الآلة الكاتبة أو حين الكتابة في دفاتر اليوميات هذه. [مونولوغ]
الحديث إلى شخص آخر. [ديالوغ]
أنا لا أفكر حقًا، لدي إحساس فقط، أو أجزاء متقطعة من أفكار، حين أكون وحيدة دونما وسيلة للكتابة، أو عدم الكتابة، أو عدم الحديث.
أنا أكتب، وأتحدث، كي أكتشف ما أفكر به.
لكن هذا لا يعني أنني أفكر حقًا. إنه يعني فقط تفكيري حينما أكتب، أو حينما أتحدث. لو كنت كتبت في يوم آخر، أو في حديث آخر، فلربما كنت فكرت على نحو مختلف.